الروائية الإماراتية نورة النومان تحاضر في "الخيال العلمي" بالسعودية
الكاتبة والروائية الإماراتية نورة النومان تقدم محاضرة حول "كتابة الفنتازيا" خلال مشاركتها في فعاليات "ملتقى اقرأ الإثرائي" بالسعودية.
قدمت الكاتبة والروائية الإماراتية نورة النومان، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مخطوطة "5229"، أول دار نشر إماراتية متخصصة في الخيال العلمي والفنتازيا للشباب، محاضرة حول "كتابة الفنتازيا"، خلال مشاركتها في فعاليات "ملتقى اقرأ الإثرائي" الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة الدمام السعودية خلال الفترة من 13 إلى 31 من أغسطس الجاري.
وجاءت مشاركة النومان في هذا الملتقى الذي تشرف عليه "أرامكو السعودية" منذ عام 2013، ضمن برنامج المحاضرات التي ينظمها الملتقى بهدف تزويد المشاركين من الأطفال واليافعين والشباب، بالمعرفة التي تزيد من مستوى ثقافتهم، وتطور قراءاتهم النقدية، وتساعدهم على تكوين وجهات نظر جديدة حول الأفكار المرتبطة بالثقافة والمعرفة، وفي نفس الوقت ترفع مستوى المهارات الكتابية والخطابية لديهم.
وتحدثت نورة النومان عن نشأتها في مكتبة جدها إبراهيم بن محمد المدفع، أول إعلامي في الإمارات، والكتب والأفلام التي ألهمتها للانطلاق في مسار كتابة الفنتازيا، بدءاً من أعمال الأديب المصري أنيس منصور "أرواح وأشباح"، و"الذين هبطوا من السماء"، و"الذين عادوا إلى السماء"، وصولاً لمتابعتها لأولى أفلام سلسلة "حرب النجوم" في العام 1977.
وأكدت النومان أن أكثر ما أسهم في شغفها بالخيال العلمي والفنتازيا، كان "وجهات النظر المتعددة، والعوالم المختلفة عن عالمنا، والحاجة إلى الاحترام والتفاهم والتعاطف" في هذه الأعمال، مشيرة إلى أنها ركزت على قراءة الروايات والقصص الصادرة باللغة الإنجليزية نظراً لعدم وجود إصدارات عربية حول هذه المواضيع في تلك الفترة، وهو ما دفعها إلى الكتابة في هذا المجال بدءاً من عام 2009، ومن ثم إصدار روايتها الأولى "أجوان" عام 2012.
وتناولت المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مخطوطة "5229"، جانباً من التحديات التي واجهتها في نشر روايتها الأولى، فرغم أنها فازت لاحقاً بجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين في العام 2013، إلا أنها واجهت مصاعب جمة في نشرها، نتيجة عدم إيمان كثير من الناشرين بهذا النوع من الأعمال، لتتخذ قراراً العام الماضي بتأسيس دار نشر تتجاوز مصاعب إصدار هذه الروايات وتضع حداً لعدم الاهتمام بها في العالم العربي.
وتطرقت نورة النومان في محاضرتها التي شهدت حضوراً كبيراً وتفاعلاً من المشاركين إلى مفهوم الفنتازيا، باعتباره معالجة إبداعية خارجة عن المألوف للواقع المعاش، يعتمد في فكرته وفي حبكته على الخيال والخوارق والأساطير. متناولة أمثلة عليه من الأدبين العربي والغربي مثل "ألف ليلة وليلة"، و"كليلة ودمنة"، و"ذا هوبيت"، و"سيد الخواتم"، و"هاري بوتر"، وغيرها من الأعمال التي حققت شهرة ونجاحاً غير مسبوق.
ورفضت النومان ما يقال من أن الفنتازيا مناسبة للأطفال واليافعين فحسب، وقالت إنها اليوم، بتنوع موضوعاتها وحبكاتها وأفكارها، وبغياب الحد الفاصل بينها وبين الخيال العلمي، أصبحت صالحة أيضاً للكبار. وتناولت مكونات الفنتازيا من حيث المكان والصراع والحبكة والشخصيات، مشيرة إلى أن الخيال الذي تتضمنه روايات أو أفلام الفنتازيا "يخبرنا أشياءً عن أنفسنا تحتاج إلى أن نفهمها".
وفي ختام محاضرتها، أكدت الكاتبة والروائية نورة النومان أن أدب الخيال العلمي والفنتازيا هو أعظم أدب استطاع أن يحقق التغيير في المجتمع، ذلك أن أعظم الأمور التي وقعت في تاريخ البشرية كانت بسبب خيال شخص. ونصحت كل من يريد أن يصبح كاتباً لهذا النوع من الأدب بقراءة الكثير من الروايات والقصص التي تلهمه لكتابة عمل مثير ومشوق يجذب القراء.
وشهدت المحاضرة في نهايتها حواراً مفتوحاً مع الحضور، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات عكست ارتفاع مستوى ذكائهم واطلاعهم ووعيهم، وشكلت دافعاً إضافياً للكثيرين منهم لخوض هذا المجال، قراءةً أو تأليفاً، وتركزت معظم النقاشات حول مهارات كتابة الفنتازيا، وكيفية تطوير الخيال، وأهمية الترويج لهذا النوع من الأعمال بين القراء في العالم العربي، إلى جانب مصادر الإلهام التي يمكن استقاء الأفكار منها لكتابة الفنتازيا.
وتعد نورة النومان أول كاتبة وروائية إماراتية متخصصة في مجال الخيال العلمي، حيث جذبها هذا العالم الفريد والمشوق لإصدار العديد من الأعمال الناجحة من أبرزها إلى جانب "أجوان"، رواية "ماندان" الصادرة عام 2014، كما أصدرت العديد من الكتب لشريحة الأطفال من بينها "القطة قطنة"، وهو كتاب أطفال مصور صدر عن مجموعة كلمات عام 2010، و"القنفذ كيوي"، وهو أيضاً كتاب أطفال مصور، صدر عن كلمات في العام 2010.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز