أول مصرية تفوز بـ"أوبرا باريس" لـ"العين الإخبارية": داليدا مثلي الأعلى
فرح تفوقت على 800 متسابق من دول عديدة
"العين الإخبارية" تحاور الشابة المصرية فرح الديباني بعد حصدها جائزة "أوبرا باريس" كأحسن مغنية أوبرا صاعدة 2019 وتحقيق حلم الطفولة.
فرح الديباني شابة مصرية صاحبة صوت أوبرالي جميل، نشأت في أسرة هندسية فنية، تعشق الموسيقى الكلاسيكية وتحضر حفلات الأوبرا باستمرار، حلمت بأن تكون سيدة الأوبرا الأولى في مصر والعالم؛ وبالفعل بدأت أولى خطواتها نحو تحقيق مرادها بحصد جائزة "أوبرا باريس" كأحسن مغنية أوبرا صاعدة 2019.
"العين الإخبارية" تحاور الفتاة السكندرانية فرح الديباني، الحاصلة على بكالوريوس الهندسة بألمانيا، بعد حصدها الجائزة الدولية منذ أيام، تروي بدايتها الفنية وسبل الالتحاق بأوبرا باريس، والصعوبات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها، وإلى نص الحوار:
كيف بدأ حلمك الأوبرالي؟
أنتمي لأسرة تعشق الموسيقى الكلاسيكية، وبدأت مشواري الفني في عمر الـ6، وقتها كنت أعزف على البيانو يوميا، ورأى والدي أني موهوبة فقرر تطوير مستواي بالدراسة، وأحضر لي مدرسا يعلمني الموسيقى ويطور موهبتي، وأعتقد أن والدي كان يرى أن صوتي قادرا على أن يعلو فوق المسرح الأوبرالي سواء في مصر أو خارجها.
من علمك الغناء الأوبرالي في مصر؟
الدكتورة نيفين علوبة تعلمت منها الفن الأوبرالي في سن الـ14 عاما، وتنبأت بمستقبلي وكانت دائما تساعدني في كل شيء سواء حياتي الشخصية، أو التعليمية أو الفنية، فمعاملتها لي جعلتني أعشق الغناء الأوبرالي وأتميز فيه، بعدها بدأ حلمي يتطور بشكل كبير وسافرت خارج مصر.
كيف احترفتِ الغناء الأوبرالي؟
بعد الانتهاء من الحياة المدرسية، التحقت بكلية الهندسة في مصر، وأثناء دراستي علمت بمسابقة الالتحاق بدراسة الأوبرا في ألمانيا، فقررت نقل دراستي الهندسية بالكامل، وقدمت أوراقي للالتحاق بجامعة برلين وقبلت، وبعد أيام قليلة تخطيت عقبة مهمة في مسيرتي الأوبرالية، والتحقت بجامعة الغناء في ألمانيا بعد اجتيازي مسابقة صعبة للغاية شارك فيها 900 شخص من دول عديدة.
لماذا قررتِ الانضمام إلى أوبرا باريس؟
تخرجي في كلية الهندسة بجامعة برلين عام 2012 دفعني لاستكمال مشواري الأوبرالي خارج ألمانيا، خاصة بعد معرفتي بمسابقة الالتحاق بأوبرا باريس، فقررت شد الرحال إلى فرنسا وخوض تجربة أوبرالية جديدة، ووسط أجواء تنافسية صعبة للغاية اجتزت المسابقة، واستطعت التغلب على 800 متسابق من دول أوروبية وأفريقية وآسيوية، جميعهم يريدون الانضمام لأوبرا باريس، لكن الحمد لله استطعت أن أحقق حلمي وأصبح مغنية في أفضل أوبرا بالعالم، صحبة 3 متسابقين فقط.
ماذا فعلتِ بعد الالتحاق بأوبرا باريس؟
استقررت في فرنسا لمدة 7 أعوام تقريبا، وقدمت عروضا كثيرة بأوبرا باريس، ويوما تلو الآخر كنت أرتقي بموهبتي وصوتي، وفي 2019 اشتركت بالمسابقة الأصعب في حياتي، وهي جائزة أفضل مغنية صاعدة في أوبرا باريس، وكان عدد المتسابقين كالعادة يتراوح بين 700 و800 متسابق من دول عديدة، مثل إنجلترا وأمريكا وبولندا وروسيا وأيرلندا وفرنسا وأمريكا اللاتينية وأوكرانيا، لكن تفوقت ونجحت في حصد الجائزة كأفضل مغنية صاعدة، لأكون أول مصرية وعربية تفوز بهذه الجائزة العظيمة.
ما ردود فعل أسرتك بعد حصدك الجائزة؟
أسرتي تعيش هذه الأيام أوقاتا جميلة، خاصة والدي ووالدتي، لأنهما يشعران بأنني حققت حلمي الطفولي واستطعت اجتياز الصعاب والوصول إلى نقطة متقدمة في عالم الأوبرا، فضلا عن كوني المصرية والعربية الوحيدة التى تفوز بهذه الجائزة، فهذا شرف كبير لي بأن أضع بلدي الحبيبة في المقدمة، وتكون الفائزة بهذه الجائزة مصرية.
هل تتقيدين بأزياء معينة أثناء العروض الأوبرالية؟
هذا لم يحدث، أنا دائما أرتدي فساتين من تصميمات "Oscar de la renta" التى أعشقها، وهذا ما يجعلني مميزة أثناء عروضي، فضلا عن مجوهرات "Bulgari"، التى تمنحني التألق خلال الغناء، وأعتقد أن هذه عوامل تساعدني كثيرا على المسرح، وتعطيني قوة وثقة كبيرة.
من مثلك الأعلى في عالم الغناء؟
داليدا، وهي مغنية عظيمة تربيت على صوتها وعشقت طريقة وقفتها على المسرح، ودائما كنت أنظر إليها على أنها مثلي الأعلى في عالم الغناء. وأرى أن كل شخص دخل حياتي وساعدني في شتى المواقف هو مثلي الأعلى، أما بالنسبة لوالدي ووالدتي فهما مثلي الأعلى في كل شيء، بدونهما لم أكن لأجتاز الصعاب وأصل إلى هذه المحطة المهمة في حياتي الدراسية والفنية.
وأرى أني الآن على طريق العالمية في الأوبرا بعد حصولي على جائزة أفضل مغنية صاعدة لعام 2019 من أوبرا باريس، الأفضل والأعظم في العالم.
هل تعرفين رتيبة الحفني سيدة الأوبرا الأولى في مصر؟
لا أعرفها، سمعت عنها فقط، المعروف بالنسبة لي الدكتور رضا الوكيل، أحد علامات الأوبرا المصرية، الذي غنى بجواري داخل الأوبرا المصرية منذ فترة.
ما أبرز طموحاتك للفترة المقبلة؟
غناء "كارمن" كاملة في أوبرا باريس والعالم كله، فالفترة الماضية غنيت جزءا منها، وطموحي أن أكمل هذا الأمر، بجانب تحقيق أمنيتي بأن أكون رابطة لعلاقات ثقافية بين مصر الحبيبة ودول أوروبا، وعن طريق فني الأوبرالي أقدم العديد من الحضارات، وأجمع كل أعمالي الفنية وأقدمها في مصر، وأصبح في آخر المطاف سفيرة للنوايا الحسنة.