في ذكرى منفاه الـ40.. زوجة رضا بهلوي تكشف الجانب الفني لآخر شاه إيراني
بالتزامن مع مرور 40 عاماً على نفي آخر شاهٍ لإيران محمد رضا بهلوي، تنقذ أرملته فرح ديبا بهلوي، ذكراه بكتاب (Assouline) وفيلم وثائقي.
منذ 40 عاماً في يناير 1979، رحل الشاه الأخير محمد رضا بهلوي، إلى منفاه خارج الأراضي الإيرانية، بعد الاحتجاجات والمظاهرات التي اجتاحت بلاده بتنظيم من آية الله روح الخميني، مرشد إيران السابق، ليتحول بهلوي من أحد أكثر السياسيين تأثيراً على الساحة الدولية إلى زعيم منفيًّ لأكثر من بلد.
وبالتزامن مع مرور 40 عاما على منفى الشاه محمد رضا بهلوي، تنقذ أرملته فرح ديبا، التي تبلغ من العمر 80 عاما حاليا، ذكراه بنشر كتاب (Assouline) الذي يعد بمثابة كتالوج لمجموعة فنية أنشأها الشاه خلال فترة حكمه في إيران، كما قامت بدور البطولة في فيلم وثائقي عنه.
نيكسون حضر جنازته
نُفي الشاه وزوجته وعاشا في العديد من الدول، مثل المغرب وجزر باهاماس والإكوادور والمكسيك والولايات المتحدة وبنما وأخيرا مصر، حيث امتدت إقامتهما فيها حتى وفاة الشاه بمرض السرطان في 27 يوليو/تموز 1980 بالقاهرة، مما دعا الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى إقامة جنازة رسمية عسكرية ودّعته من مسجد الرفاعي بالقاهرة، حضرها بصفتهما الشخصية الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون وملك اليونان قسطنطين الثاني، وكلاهما صديق للشاه بهلوي.
مجموعة فنية
أرملة الشاه، فرح ديبا، تتحدث في كتابها (Assouline) عن المجموعة الفنية التي أنشأها محمد رضا بهلوي خلال فترة حكمه في إيران، وتبلغ قيمتها نحو 3.4 مليار دولار، وتتكون من 200 عمل لفنانين ذوي شهرة كبيرة، بينهم بيكاسو وفان جوخ وبيكون ومونيه ورينوار وميرو أو وارهول، اشترتها أرملة الشاه عندما كانت إيران تسبح في بحر من الأموال.
فرح ديبا بهلوي، تقول لصحيفة (ذا صنداي مورنينج هيرالد) الأسترالية في أكتوبر/تشرين أول الماضي: "زوجي كان يرغب حقا في تحقيق الديمقراطية، ولكن عندما يكون الشعب مفتقرا للتربية والتعليم، ذلك يستغرق وقتا".
من جهة أخرى، أخرج الوثائقي الذي يحمل اسم "فرح ديبا بهلوي.. La dernière impératrice"، الصحفي والمخرج والمذيع التلفزيوني الألماني جيرو فون بوهيم.
وتروي فرح في الفيلم بطريقة مباشرة وبصيغة المتكلم حياتها، منذ أن كانت طالبة عمارة بسيطة، أنها تعرفت على العاهل الإيراني في العاصمة الفرنسية باريس في عام 1958، بسفارة إيران إلى أن أصبحت إمبراطورة (الشهبانو) وزوجة ثالثة للشاه.
وجرى ابتكار هذا اللقب "الشهبانو" خصوصا لها في عام 1967، لأن الزوجتين الأولى والثانية للشاه بهلوي، الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول –ملك مصر-، وثريا اسفندياري ابنة السفير الإيراني لدى جمهورية ألمانيا الفيدرالية، كانتا تحملان لقب "ملكة"، فضلا عن أن فرح أصبحت أحد الوجوه النسائية الأكثر شهرة إعلاميا في العالم.
ابن لرجل عسكري
ولد محمد رضا بهلوي في 26 أكتوبر/تشرين أول 1919، في منزل أجرّه والده رضا خان ميرباني سافادكوهييل، الضابط بالجيش الإيراني، في أحد أحياء العاصمة طهران.
وصل والده إلى السلطة بعد انقلاب في الحكم وقع يوم 22 مارس/آذار 1921، خلال فترة حكم آخر عضو بالأسرة القاجارية، أحمد شاه قاجار، والتي صار فيها وزيرا لشؤون الحرب.
في ذلك الوقت، كان الصحفي ضياء الدين الطباطبائي يقود الحكومة الإيرانية، وغادر منصبه في عام 1925 لأسباب سياسية، ليتولاه رضا خان الذي توج بلقب رضا شاه بهلوي (1877-1944).
عاش محمد رضا بهلوي طفولته مع باقي أفراد أسرته، فوالدته نمتاي آيروملو، المعروفة بعد ذلك بتاج الملوك آيروملو (بهلوي) وشقيقته الكبرى شمس وتوأمه أشرف وشقيقه علي رضا.
عندما توج والده كان محمد رضا بهلوي في السابعة من عمره، وابتداء من اعتلاء أبيه العرش، جرى إعداده خليفة له وحُجِز له أحد مباني قصر جولستان لتعليمه البروتوكولات والتقاليد الملكية.
بعد ذلك استكمل تأهيله في سويسرا لحين عودته إلى إيران في عام 1935، عندما التحق بالأكاديمية العسكرية في طهران لينهي مسيرته العسكرية في عام 1938.
اعتلاء العرش
أُجبِرَ والد محمد على التنازل عن العرش في عام 1941، من جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وتم نفيه في جوهانسبرج حيث توفي عام 1944، ليحل محله ابنه محمد ويتوج إمبراطورا لإيران في عام 1967 في حفل مهيب حضرته شخصيات من جميع أنحاء العالم.
أقدم الشاه محمد رضا بهلوي على توحيد الأحزاب السياسية في حزب واحد فقط، وبدأ عملية تحديث للبلد، أُطلق عليها "ثورة بيضاء"، وانتفع منها بصفة أساسية الأشخاص المقربون من السلطة، مما خلق فجوة كبيرة بين الأثرياء والمعوزين.
مع بداية عقد السبعينيات، ازداد الاستياء لأن الارتفاع الكبير في سعر النفط ومنافعه بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة في إيران لم يؤد إلى التحسينات الاجتماعية التي كان قد تم الوعد بها لتصير البلد في أسوأ مراكز وفيات الأطفال والتعليم والصحة.
حفلات زفاف أسطورية
تزوج الشاه 3 مرات، الزفاف الأول كان عام 1939، حينما اقترن بالأميرة فوزية (1921-2013) ابنة الملك فؤاد الأول ملك مصر، وثمرة هذه الزيجة كانت ميلاد الأميرة شاهيناز بهلوي في 27 أكتوبر/تشرين أول 1940، ووقع الطلاق عام 1948.
أما الزواج الثاني كان عام 1951 عندما عقد الشاه قرانه على ثريا اسفندياري (1932-2001) ابنة خليل خان اسفندياري-باكهتياري السفير الإيراني لدى جمهورية ألمانيا الفيدرالية، لتستمر هذه الزيجة 7 سنوات، وتم الطلاق رسميا بسبب إصابة الملكة، التي كانت تلقب بسمو الإمبراطورة أميرة إيران ثريا، بالعقم.
زوجة الشاه الثالثة كانت فرح ديبا، التي تزوج منها عام 1959، ولدت ديبا في 14 أكتوبر/تشرين أول 1938 وهي ابنة سهراب ديبا الذي كان يعمل ضابطا في الحرس الإمبراطوري الإيراني وفريدة قطبي، وتصغر الشاه بعشرين عاما.
وتحول لقب الملكة ديبا إلى "الشهبانو"، وأنجبت للشاه 4 أبناء، هم: رضا بهلوي الثاني المولود في 31 أكتوبر/تشرين أول 1960، وياسمين فرحناز بهلوي المولودة في 12 مارس/آذار 1963، وعلي رضا بهلوي المولود في 28 أبريل/نيسان 1966 والذي انتحر في مسكنه بمدينة بوسطن الأمريكية في الرابع من يناير/كانون ثان 2011، وليلى بهلوي التي تخلصت أيضا من حياتها في عام 2001، بينما كانت تبلغ من العمر 31 عاما فقط في أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن.