الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. ذكريات خالدة في يوم الأب
في يوم الأب العالمي 2023، تصدر اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائمة الأكثر رواجًا على موقع "تويتر".
وجاء ذلك بعد تغريدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قال فيها: "يوم الأب العالمي.. تعرفونه؟"، في إشارة إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ونالت تغريدة رئيس الدولة تفاعلًا كبيرًا، وعلق الإعلامي مصعب الطنيجي: "أكيد نعرفه طال عمرك أبونا زايد طيب الله ثراه ويسكنه الفردوس الأعلى يا رب، بكل مكان نودي عيالنا داخل أو خارج الدولة نذكره.. ترانا عيال زايد.. وهذي أمانة مخلفة طال عمرك".
وعلق الإعلامي الإماراتي حسن الجسمي قائلًا: "يكفينا فخرا إذا قالوا لنا ولد زايد.. الرجل الحكيم.. صاحب الأفضال المترامية في كل بقاع الأرض.. سيدي.. نعرفه.. لأن الناس تعرفنا بسببه.. الناس تقدرنا بسببه.. تحبنا لأنهم يحبونه.. كان أبا في كل يوم وكل عام وإلى الأبد".
وتتابعت التعليقات التي تذكر محاسن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أحداث مختلفة خلال مسيرته الخالدة في تأسيس وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة.
مشوار زايد الأب
من بين الخصال الحميدة التي اجتمعت في الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت الأبوة حاضرة بقوة مع كل أبنائه في الإمارات، ويروي المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة جانبًا من أبوة المغفور له.
ويقول "القاسمي" في حديث سابق لصحيفة "البيان" الإماراتية: "كنت أعشق التصوير وحمل الكاميرا، وفي إحدى المناسبات ذهبت رفقة والدي لتقديم التهاني للشيخ زايد بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وعند مشاهدتي له سارعت بالتقاط الصور أنا وشقيقي".
يضيف: "في لمحة أبوية أشار الشيخ زايد لي بالحضور إليه، واسترسل بالحديث معي بكل حنو الأبوة عن هوايتي وعن نوع الكاميرا والسبب في التركيز عليه خلال التصوير، فقلت له إن هذه اللقطات هي جزء بسيط عما في قلبي من حبّ تجاهه، وأن هذه الصور ستكون مصدر فخر وإلهام خلال المرحلة الحالية والمستقبلية".
قلب وسع الإنسانية
موقف آخر يرويه الشاعر حمد بن سوقات، الذي طالما اقترب من الشيخ زايد آل نهيان وكان رفيقًا له، ويقول في حديث سابق لصحيفة "البيان": "امتلك الشيخ زايد رحمه الله قلبا وسع الإنسانية بأسرها، وأحب الناس في كل مكان، بغض النظر عن الدين والعرق والجنس، فتعلقت بحبه القلوب، ولهجت الألسنة بالثناء عليه".
ويضيف الشاعر الراحل: "كانت سعادته الكبرى تكتمل حينما يكون بالقرب من الأطفال، عندئذ كانت ترتسم الابتسامة الواسعة على شفتيه، وكنت أتعجب من صبره وسعة صدره، حينما كان يجالس الأطفال ويصغي إلى ما يجول في خواطرهم، في ود أبوي رائق صاف. إن عاطفة الأبوة كانت أبرز ملامح شخصيته، وبهذه العاطفة تعامل مع أبناء شعبه، فالمواطن يجب أن يحظى بعمل كريم، وتعليم راق، ومسكن لائق، وإذا ما أراد الزواج، فثمة منحة لمساعدته، تماما مثلما يتمنى كل أب لفلذات أكباده".
وواصل الشاعر حمد بن سوقات حديثه قائلًا: "حينما كان يداعب أحفاده، كانت عيناه تفيض بشرا وسعادة، وكان يجلسهم على فخذيه ويطوق خواصرهم بذراعيه، ومن ثم ينفق الساعات في قص الحكايات القديمة عليهم، وسؤالهم عن ما يطمحون إليه ويصبون للوصول له، وتوجيههم بالكلمة الطيبة دون المساس بمشاعرهم أو التجريح في حديثه معهم، فاتحاً ذراعيه ليجدوا فيه الأب والأخ والصديق".
ويختتم قائلًا: "كان المغفور له الشيخ زايد مهتما بغرس القيم والعادات التراثية في وجدان الأطفال، لذلك كثيرا ما استوقفته في الأفراح والمناسبات حركات الأطفال وأداؤهم للفنون الشعبية كالرزفة، وكان يشجعهم على إحياء هذا المكتسب من التراث، فهذا هو (زايد الخير) الأب والأخ والصديق الذي تجاوزت رحمته وعفويته الفواصل بينه وبين شعبه".