فاطمة العرولي.. مأساة يمنية تواجه الإعدام بسجون الحوثي
بعد أكثر من عام على إخضاعها لمحاكمات جائرة وإخفائها قسريا، قضت محاكم مليشيات الحوثي، الثلاثاء، بإعدام خبيرة حقوق الإنسان باليمن فاطمة صالح محمد العرولي.
حكم الإعدام الجائر الذي أصدرته المليشيات من "المحكمة الجزائية المتخصصة" في قضايا أمن الدولة وهي محكمة بلا ولاية وتعد بمثابة مقصلة ضد المعتقلين والمعتقلات، "يفتح فصلا جديدا من إرهاب مليشيات الحوثي ضد الناشطات"، وفق محللين.
ويعتقل الحوثيون الناشطات لـ"أسباب مختلفة تتعلق بمحاربة الانقلاب، بما في ذلك الانتماء لأطراف سياسية معارضة أو الانتماء السياسي أو مشاركتهن في منظمات المجتمع المدني أو نشاطهن في مجال حقوق الإنسان"، كما هو حال العرولي.
من هي العرولي؟
تعد فاطمة العرولي إحدى رائدات العمل النسوي الاقتصادي والفكري والتنموي البشري على مستوى الوطن العربي، ورئيس مكتب اتحاد قيادات المرأة العربية في اليمن وحصلت على تكريمات واسعة عربيا.
وخلال عودتها إلى اليمن، اختطفتها مليشيات الحوثي الإرهابية من حاجز أمني في الحوبان شرقي محافظة تعز، بينما كانت في طريقها إلى عدن في أغسطس/آب 2022.
وعقب عام من اعتقالها، وتحديدا في أغسطس/آب 2023, أحالت مليشيات الحوثي العرولي للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة بتهمة "التخابر" وهي تهمة لفقتها المليشيات لآلاف المعتقلين بسجونها.
واليوم الثلاثاء، أصدرت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء التي تعد أخطر محاكم المليشيات واليد الغليظة لزعيمها الإرهابي عبدالملك الحوثي، حكما في قضية المعتقلة العرولي وتقضي بإدانتها بالتهمة المنسوبة إليها في قرار الاتهام ومعاقبتها بالإعدام تعزيرا، وفق قرار الاتهام.
وبحسب مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي اعتقلت العرولي بسبب "كتابتها منشورا على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت فيه جريمة تجنيد الأطفال وأوضاع النساء في مناطق سيطرة المليشيات".
ووفقا لآخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة باليمن فإنه ينظر "إلى الأحكام الصادرة عن المحكمة الجزائية المتخصصة للحوثيين، أو غيرها من محاكم الحوثيين، باعتبارها فتاوى".
وأكد أن الأحكام الحوثية الجائرة "تحمل وزنا قضائيا بالإضافة إلى الوزن الديني الذي يمكن أن تكون له آثار كبيرة طويلة الأجل على حياة الأشخاص المدانين، لا سيما فيما يتعلق بسلامتهم عند إطلاق سراحهم".
وأشار إلى أن "النساء المعتقلات لدى الحوثيين يتعرضن للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، كما يتعرضن للاعتداء الجنسي وفي بعض الحالات يخضعن لفحوص العذرية، وكثيرا ما يمنعن من الحصول على السلع الأساسية، بما في ذلك منتجات النظافة الصحية النسائية".
ولفت إلى أن الحوثيين أحالوا في أغسطس/آب 2023، الناشطة في مجال حقوق الإنسان فاطمة العرولي، المعتقلة منذ أغسطس/آب 2022، إلى محكمتهم الجزائية المتخصصة.
اختطاف النساء.. جريمة حوثية منهجية
واختطفت مليشيات الحوثي منذ انقلابها على الدولة، مئات النساء اليمنيات من منازلهن ومقار أعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش واقتادتهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن التهم الكيدية.
وخلافا عن الممارسة بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، فقد وثقت منظمات حقوقية يمنية أن عدد النساء المختطفات في معتقلات مليشيات الحوثي بلغ منذ الانقلاب نحو 1700 امرأة بينهن حقوقيات واعلاميات وصحفيات وناشطات إحداهن فاطمة العرولي.
وبحسب تقرير حقوقي صادر عن "تحالف من أجل السلام في اليمن" فقد ارتكبت مليشيات الحوثي أكثر من 1893 واقعة اختطاف وتعذيب واغتصاب ضد النساء من ديسمبر/كانون الأول 2017 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2022، بينها اختطاف 504 في السجن المركزي بصنعاء، و204 فتيات قاصرات، و283 حالة إخفاء قسري في سجون سرية، و193 حكما غير قانوني بتهم التجسس والخيانة وتكوين شبكات دعارة والحرب الناعمة.
وكانت الحكومة اليمنية قد أدانت بأشد العبارات إقدام مليشيات الحوثي إلى "إحالة القيادية النسوية فاطمة العرولي لما يسمى المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في قضايا الإرهاب".
ودعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء، إلى التحرك لإجبار مليشيات الحوثي على إطلاق القيادية النسوية فاطمة العرولي وجميع المختطفات والمخفيات قسرا في معتقلاتها.