فواز القطيفان.. هل يكشف أرباب السوابق غموض العصابة؟
غموض مقلق يحيط بمصير الطفل السوري فواز القطيفان بعد انقطاع الاتصال مع العصابة التي تختطفه رغم تجهيز مبلغ الفدية المطلوب.
وانتهت الأربعاء الماضي، المهلة التي حددتها العصابة لتسلم مبلغ الفدية، لكن أسرة فواز لم تتلق أي اتصال لتحديد مكان وموعد استلام الفدية وتحرير الطفل، رغم إعلان العائلة عن جمع الفدية المطلوبة بالكامل قبل انتهاء المهلة.
من جانبه أكد محمد قطيفان، والد فواز لوسائل إعلام محلية، أن الخاطفين لم يتواصلوا معه رغم تجهيزهم الفدية المطلوبة لإنقاذ فواز، ورغم محاولته التواصل مع العصابة لكن دون رد منهم.
وفي السياق، تجري أجهزة الأمن في سوريا تحريات واسعة حول أي معلومات تقود إلى أفراد العصابة، واعتقلت قوات الأمن في قرى درعا عدداً كبيراً من أصحاب السوابق والمشتبه فيهم في محاولة للوصول إلى أي خيط يقود إلى العصابة، حيث لا تزال هوية المختطفين مجهولة، رغم تقارير عن التواصل إلى معلومات مبشرة لكن جرى التعتيم عليها لضمان نجاح العملية.
وطلب المختطفون في البداية نحو 700 مليون ليرة سورية، وبعد مفاوضات طويلة خفضت العصابة المبلغ إلى 500 مليون ليرة أي ما يعادل نحو 140 ألف دولار. وأعلنت عائلة قطيفان، الإثنين، جمع مبلغ 400 مليون ليرة سورية لدفعها للخاطفين، مشيرة إلى أن ذلك تم "بفضل الله ثم بهمة أهل الخير من أبناء عشيرة القطيفان في داخل البلد وخارجها".
ويسود قلق عارم على مصير الطفل فواز، القاطن في منطقة إبطع بريف محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث رأى معلقون بمواقع التواصل الاجتماعي السورية والعربية، أن هذا الصمت من قبل الخاطفين قد يكون نذير شؤم وعلامة لا تبشر بالخير.
وأرجعت مصادر انقطاع الاتصال إلى خوف العصابة من أن تكون الاتصالات مع عائلة الطفل مراقبة بعد تدخل الأجهزة الأمنية عقب تحول اختطاف الطفل لقضية رأي عام.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، إلى وصول قوات عسكرية تابعة لـلفيلق الخامس إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط وتطويقها بشكل كامل للوقوف على خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأن الطفل متواجد لدى العصابة في البلدة.
يذكر أن قصة الطفل المختطف قد بدأت يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما كان متوجها في الصباح الباكر لمدرسته، قبل أن يتفاجأ بأربعة أشخاص بينهم امرأة يستقلون الدراجات النارية، قاموا باختطافه بقصد طلب فدية من عائلته.
وقامت عائلة الطفل فواز ببيع كل ما تملك، لكنها لم تستطع تأمين الفدية المطلوبة، فقام الخاطفون بتعرية الطفل وضربه بشكل وحشي وأرسلوا الفيديو للعائلة من أجل الضغط عليها، كما هددوا ببتر أصابع الطفل، في حال عدم تسليم الفدية المطلوبة خلال المهلة التي حددوها.
وعقب ذلك، بدأت أسرة فواز القطيفان في نشر قصته على نطاق واسع، وطلب المساعدة لتأمين الفدية، حيث تصدرت عبارة فواز "مشان الله لا تضربوني" مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا والعالم العربي. ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق "أنقذوا الطفل فواز القطيفان"، بل أعلن بعضهم عن حملة تبرعات لإنقاذ الطفل.
ورغم أن الطفل فواز القطيفان مختطف منذ أكثر من 90 يوما، إلا أن فيديوهات تعذيبه جعلت قصته تتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي من جديد، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع مأساة وفاة الطفل المغربي ريان داخل بئر سقط فيها لمدة 5 أيام.