لهجة الفيدرالي الأمريكي تغيرت تجاه "الفائدة".. كيف تفاعلت الأسواق؟
تغيرت لهجة الفيدرالي الأمريكي تجاه خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وسط توقعات بتحويل الخفض إلى ارتفاع.
وذلك بعد أن لاحظت لجنة السوق المفتوحة أن البيانات الاقتصادية لا تساعدها على الاستمرار في خفض أسعار الفائدة.
أمس الأربعاء، أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي بشأن السياسة النقدية، اتفاق أغلب مسؤوليه على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى ربع نقطة مئوية.
لكنهم اتفقوا أيضا على أن مخاطر التضخم المرتفع لا تزال "عاملا رئيسيا" في رسم السياسة النقدية وأكدوا استمرار رفع أسعار الفائدة حتى تتم السيطرة على التضخم.
الأسهم ثابتة
ولم يشكل هذا مفاجأة كبيرة بعد ما صدر من تصريحات المركزي الأمريكي ومحافظيه في الأسابيع الماضية، وكانت الأسهم ثابتة على نطاق واسع في أعقاب صدور محضر اجتماعه بعد تداول متقلب قبل نشره.
لكن من الواضح أن مجلس الاحتياطي الاتحادي مصمم على مواصلة حملة رفع أسعار الفائدة، وسوف يفعل ذلك حتى مع نمو مخاطر الركود، ولهذا السبب وبعد استيعاب المحضر شهدت وول ستريت تراجع الأسواق قليلا.
وواصل المؤشر ستاندرد آند بورز تكبد خسائر للجلسة الرابعة على التوالي، الأربعاء، فيما أغلقت وول ستريت منخفضة على نطاق واسع مع توخي المتعاملين الحذر، بشأن رفع الفائدة.
عودة التشديد النقدي
ما يربك الفيدرالي الأمريكي في الوقت الحالي، أن عديد البيانات الاقتصادية التي صدرت بعد اجتماع الفيدرالي الأخير مطلع فبراير/شباط الجاري، تشي باحتمالية كبيرة لعودة التشديد النقدي في اجتماع مارس/آذار المقبل.
أبرز البيانات التي صدرت مؤخرا في السوق الأمريكية، وتستدعي مزيدا من التشديد النقدي، تتمثل في مبيعات التجزئة القوية، وانتعاش أقوى من المتوقع في أسعار المنتجين الأمريكيين، بينما أسعار المستهلك لا تتباطأ بالقدر الذي كان متوقعا.
قبيل الاجتماع أمس، توقعت أسواق المال تخفيض أسعار الفائدة في النصف الأخير من عام 2023؛ بعد ذلك، خففت الأسواق من رهاناتها على احتمال أن يعكس بنك الاحتياطي الفيدرالي مساره ويبدأ في خفض أسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام.
أسواق المال لا تحب الفائدة المرتفعة
أسواق المال لا تحب الفائدة المرتفعة، لأنها تسحب السيولة من سوق الأسهم عالية المخاطر إلى سوق السندات قليلة المخاطر، وإلى الودائع ذات الفوائد المرتفعة.
لذلك، لاحظنا أمس الأربعاء أن عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين، قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2007، بينما قفزت العوائد على السندات لأجل 10 سنوات، لأعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
الذهب هو الآخر، استجاب هبوطا لمحضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي أمس، إذ يدفع التشديد النقدي إلى صعود الدولار، وبالتالي تراجع بريق الذهب في عيون المستثمرين.
وطالما أن التشديد النقدي قد يكون حاضرا مجددا، فإن المخاوف من أن تفقد وول ستريت كل المكاسب التي حققتها خلال الجلسات الماضية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز