أقدم حزب معارض في الجزائر يقرر مقاطعة الانتخابات الرئاسية
حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض في الجزائر يقرر مقاطعة رئاسيات 18 أبريل، ويبرر ذلك بأنها "محسومة لصالح مرشح النظام".
أعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية عن موقفه النهائي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 18 أبريل/نيسان المقبل، والتي تقدم فيها إلى مساء الخميس 94 مرشحاً محتملاً، بينهم 12 حزباً سياسيا و82 مرشحا حرا.
- وزير أسبق للطاقة بالجزائر ينفي نية ترشحه للرئاسة: دعمي مطلق لبوتفليقة
- 62 مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية في الجزائر
ومن خلال بيان مطول باللغة الفرنسية اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، أعلن أقدم حزب معارض في الجزائر "عن مقاطعته" للرئاسيات المقبلة، مبرراً ذلك بأن "الاقتراع مغلق لصالح مرشح النظام"، دون أن يشير البيان إلى "الاسم المقصود بمرشح النظام"، في وقت لم يعلن فيه الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة موقفه النهائي من الترشح لولاية خامسة.
البيان الذي صدر عقب اجتماع المجلس الوطني لحزب جبهة القوى الاشتراكية المعروف اختصارا بـ"الأفافاس" ذكر بأن "الحزب لن يقدم مرشحاً عنه، ولن يدعم أي مرشح آخر مشارك في الانتخابات، ولن يقدم واجهة مزيفة عن الديمقراطية لاقتراع مغلق لصالح مرشح النظام"، كما جاء في البيان.
واعتبر الحزب المعارض أن "شروط إجراء انتخابات ديمقراطية وحرة ونزيهة وشفافة غير متوفرة على بُعد 3 أشهر من الاستحقاق الرئاسي الانتخابي، ومن هذا فإن جبهة القوى الاشتراكية لن تقدم أي مرشح".
ورأى الحزب في بيانه أن "الإدلاء بصوته لن يغير شيئاً، والنتائج الرسمية لا تمثل إطلاقاً المستوى الحقيقي للمشاركة".
وأثار بيان جبهة القوى الاشتراكية استغراب مراقبين في الجزائر، حيث بررت مقاطعتها "بعدم المشاركة في الإبقاء على النظام الحالي وبأن النتائج محسومة مسبقاً ولا تعكس المستوى الحقيقي للمشاركة"، خاصة أن الحزب شارك في الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت في البلاد عام 2007.
وكانت الانتخابات الرئاسية لعام 1999 آخر رئاسيات يشارك فيها أقدم حزب معارض في الجزائر، والتي ترشح فيها زعيمها التاريخي ومؤسسها الراحل حسين آيت أحمد، قبل أن ينسحب مع بقية المرشحين الستة، بعد أن اتهموا الحكومة الجزائرية "بحسم الانتخابات لصالح مرشح الإجماع"، وهو الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة.
وتعد جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض في الجزائر، حيث تأسس بعد عام واحد من استقلال الجزائر عام 1962، وكان ذلك في سبتمبر/أيلول 1963، وصدر البيان التأسيسي للحزب في 29 سبتمبر/أيلول من العام ذاته.
وأسس "الأفافاس" حسين آيت أحمد الزعيم التاريخي وأحد القادة السياسيين للثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وقاد تمرداً عسكرياً بعد استقلال الجزائر على الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة، بعد أن اتهمه في بيان له بـ"التعطش للسلطة والتنكر لمبادئ الثورة الجزائرية التي أقرت الديمقراطية نظاماً للحكم في الجزائر بعد استقلالها".
وبقي حسين آيت أحمد رئيساً لجبهة القوى الاشتراكية إلى 2012 حين قرر الاعتزال وتشكيل قيادة جماعية لقيادة الحزب، وعُين بعدها رئيساً شرفياً للحزب، إلى أن توفي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2015 بمدينة لوزان السويسرية عن عمر ناهز 89 عاماً إثر مرض عضال، ودفن بمسقط رأسه في منطقة "عين الحمام" بمحافظة "تيزيوزو" شرقي الجزائر، في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف الجزائريين.