منتدى التسامح الـ5.. الإمارات نجحت في بناء مجتمع عالمي أساسه التعايش
شدد المشاركون في منتدى التسامح الخامس على نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء مجتمع عالمي يقوم على التعايش والتآلف.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، خلال كلمته في افتتاح المنتدى الذي تنظمه دار زايد للثقافة الإسلامية، الأربعاء، الاعتزاز بقيم الإمارات الإنسانية الراسخة، مشيرا إلى أن تلك القيم تمثل الإرث الذي نفتخر به أمام العالم.
وأضاف أن دولة الإمارات "تسير في إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة وتهتم بالحاضر والمستقبل على حد سواء"، مشيراً إلى أن "مؤتمر التسامح يمثل ثقة كاملة بقدرتنا على تحقيق أهداف الوطن".
وتابع أن المبادئ التي تحكم مسيرة البلاد تقدم وصفاً مهماً لمنهج الإمارات في التعامل مع كل التحديات، لافتاً إلى أن "المنهج الرشيد في إدارة دولة الإمارات حقق ما نشهده اليوم من تقدم ونماء في الأمور كافة".
وأوضح وزير التسامح والتعايش الإماراتي أن "المناخ العام في مجتمعنا يحتفي بالقيم الإنسانية ويشجع على الريادة والمبادرة والتعلم المستمر"، وأننا "قادرون على الحفاظ على تراثنا الأخلاقي والمبادئ والقيم التي تعزز الوحدة والتماسك في نسيج المجتمع".
وأكد أن القدرة على تحقيق أهداف الوطن تعد دليلاً قوياً على العزم والتصميم لاتخاذ الحاضر للانطلاق نحو المستقبل، داعياً إلى التركيز على دراسة منهج الإمارات المتميز في التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل.
وشدد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في ختام كلمته، على الاستمرار في العمل بنهج الإمارات في البناء والعمل معاً في سبيل رفعة الوطن وسعادة الإنسان، مضيفا أن "تجربتنا الناجحة تؤكد الأهمية القصوى لبناء الإنسان في إطار من التسامح والأخوة الإنسانية".
من جانبه، أكد زكي نسيبة المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان غرس أسس الخير والعطاء والتسامح، فاشتهرت البلاد بمبادئ للتسامح يتحدث عنها العالم كله.
وأضاف، خلال كلمته أمام المنتدى، أنه بفضل نهج "زايد الخير" أصبحت الإمارات اليوم عاصمة عالمية للتسامح، وجسراً للتواصل بين الشعوب، مشدداً على أن رغبة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم تقتصر على إسعاد شعبه، بل امتدت للعالم أجمع.
وتابع نسيبة: "دولتنا رائدة في العمل الإنساني، وتتعاون في جميع المجالات من أجل مساعدة البشرية، كما أنها ضربت نموذجاً رائعاً في التآلف بين جميع أنماط المجتمع على اختلافها، وأصبح التسامح إحدى الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، لذا تعد الإمارات واحة التسامح والتعايش في المنطقة والعالم".
ولفت زكي نسيبة إلى أن الدرب الذي تسير عليه قيادة الإمارات هو التكامل والتعاضد للوصول إلى الإنسانية، مشددا على أن "المبادئ الإنسانية يجب أن تكون محورية في نفوس البشر ولكن المجتمع والتاريخ يخبرنا عن مسيرة إنسانية تلجأ كثيراً إلى العنف".
بدوره، أشار الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى أن الإمارات مرت بمراحل استفادت منها، وتحولت من مجتمع بسيط محلي محدود متعارف إلى مجتمع عالمي، مشيرا إلى أننا "جزء من منطقة عاشت أزمات قبل قيام دولتنا واستمرت بعدها".
وأضاف النعيمي، خلال كلمته أمام المنتدى، أن الفرد يجب أن يؤمن بنفسه وأنه جزء من جماعة، ولا يعمل منفرداً، ويبني معهم جذوراً تقوم على المحبة، لافتاً إلى أن القيادة الإماراتية تريد المواطن متسامحاً مع نفسه، ومؤمناً بقدراته، وأنه لا دولة يحكمها لون أو نسيج واحد؛ فالتعدد أصبح واقعاً حياً في العالم كله.
وتابع النعيمي أننا نعتبر التنوع والتعددية مصدر قوة وإلهام، داعيا إلى النظر لنهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الإنساني بشمولية أكبر.
وخلال كلمته أمام المنتدى، قال سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لشؤون التنمية الدولية، إن "الإمارات لديها 45 مؤسسة متنوعة في مجال المساعدات التنموية والإنسانية، وأن سياسة المساعدات الخارجية لديها تتميز بأنها لا ترتبط بأي أجندة أو عرق أو ديانة، مضيفاً أن "اختلافنا السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم مساعدتها في وقت الأزمات الإنسانية".
وأوضح الشامسي أن 90% من مساعدات الإمارات الخارجية تنموية، وأوجدنا وسائل مستدامة ومبتكرة للمساعدات الخارجية، مضيفا أن الإمارات لم نتوانَ عن المساهمة في جهود إعادة الاستقرار في مدينة الموصل العراقية.
وانطلقت، الأربعاء، فعاليات منتدى التسامح الخامس الذي يعقد تحت شعار "50 عاما من التسامح والإنسانية"، وذلك ضمن استعدادات الإمارات للاحتفال بيوبيلها الذهبي.
ويهدف المنتدى، الذي تعقد فعالياته افتراضياً عبر برنامج "تيمز"، إلى تقديم النموذج الإماراتي كمثال عالمي للتسامح والتعايش في الذكرى الخمسين للاتحاد، وتعزيز العمل الإنساني, لما له من دور أساسي في ترسيخ قيم التسامح، والتأكيد على أهمية استشراف الفرص المستقبلية لضمان استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي.
ويتناول منتدى التسامح الخامس عدة محاور تشمل: التسامح والإنسانية إرث مشترك، ودور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح، والإنسان والتسامح محور التنمية في الإمارات، واستشراف المستقبل في ظلّ استدامة التسامح.
وتأتي هذه الاحتفالية لتؤكد على وثيقة المبادئ العشرة في الخمسين الجديدة التي تم إطلاقها مؤخراً، وللتأكيد على ما جاء فيها من أن منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وأن الدعوة للسلم والسلام والحوار لحل جميع الخلافات هي الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز