نسف أسطورة عمرها 200 عام.. كاسبر هاوزر أصبح «أشهر لقيط»
حطّم فريق دولي من العلماء أسطورة عمرها 200 عام تحيط بكاسبر هاوزر، أحد أكثر الشخصيات غموضاً في ألمانيا.
ونشر العلماء نتائج تحليلهم الجيني الرائد، الجمعة، في دورية " آي ساينس".
وظهر كاسبر هاوزر بشكل غامض في ألمانيا عام 1828، مدعياً أنه قضى حياته كلها في زنزانة تحت رعاية رجل لم يره قط، وكان غير قادر على التحدث أو الكتابة، وحمل رسالة مجهولة تفيد بأنه كان معزولًا منذ الطفولة.
أسرت هذه القصة الغريبة الجمهور وجعلت من هاوزر شخصية مشهورة، وازدادت شهرته عندما أمر الملك لودفيج الأول ملك بافاريا بحماية له على مدار الساعة، وارتفعت التكهنات بأن هاوزر ربما يكون من نسل آل بادن.
واقترحت تلك التكهنات التي عرفت بـ"نظرية الأمير" أن كاسبار هاوزر ربما كان ابنا مختطفا لدوق منطقة بادن (منطقة تاريخية تقع في جنوب غرب ألمانيا الآن، وكانت ذات يوم جزءا من دوقية بادن الكبرى، وهي دولة داخل الاتحاد الألماني)، وتم استبداله بطفل يحتضر لتغيير خط الخلافة، وكانت هذه النظرية جزءا أساسيا من الغموض المحيط بالهوية الحقيقية لهاوزر.
وعلى الرغم من عقود من النقاش والعديد من اختبارات الحمض النووي على عينات الشعر والدم من ملابس هاوزر، ظلت النتائج غير حاسمة بسبب الشكوك حول صحة العينة والتلوث، وواجهت دراسة مستقلة جديدة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قيودا مماثلة.
الآن، باستخدام أساليب الطب الشرعي المتقدمة، أعاد فريق بقيادة البروفيسور توري كينج، مدير مركز ميلنر للتطور في جامعة باث، تحليل عينات الشعر بشكل فردي، وعزز هذا النهج الدقة من خلال تجنب تجميع العينات ومقارنة النتائج بتحليلات عينات الدم السابقة من ملابس هاوزر في متحف كاسبار هاوزر.
وركز الفريق على الحمض النووي للميتوكوندريا (mtDNA)، الموروث من الأم، ووجد بشكل قاطع أن الحمض النووي للميتوكوندريا الخاص بهاوزر لا يتطابق مع الحمض النووي لآل بادن.
ويقول البروفيسور كينج: "بعد الموت، يتحلل حمضنا النووي إلى أجزاء أقصر حتى لا يتبقى شيء للتسلسل، وكانت أساليب التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين غير متسقة بالنسبة لعينات هاوزر، إنه لأمر مثير أن التقنيات الحديثة سمحت لنا بالإجابة بشكل قاطع على السؤال".
وعلى الرغم من هذا الاختراق، تظل هوية هاوزر الحقيقية غير معروفة، ليتحول من أسطورة ألمانية إلى أشهر لقيط، وهو ما يؤكده البروفيسور كينج، الذي قال "لا يمكن لبياناتنا أن تخبرنا من هو، فالحمض النووي للميتوكوندريا الخاص به غربي أسيوي، لكننا لا نستطيع تحديد المنطقة، فهويته ستظل لغزا".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg جزيرة ام اند امز