كورونا والسينما.. عودة محفوفة بالمخاطر في مصر

"العين الإخبارية" تتحدث مع عدد من صناع السينما في مصر، في محاولة للوقوف على ملامح المشهد السينمائي حاليا

أربك فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الحياة وأصاب الاقتصاد في كل دول العالم في مقتل، وفي مصر وجدت شركات الإنتاج السينمائي نفسها في مأزق كبير بسبب غلق دور العرض وفرض الحظر لمدة 3 أشهر تقريبا.

ومؤخرا، أصدرت الحكومة المصرية حزمة من القرارات من شأنها أن تعيد الحياة إلى الشارع في ظل إجراءات احترازية مشددة.

وبينما أسعد قرار إعادة فتح دور العرض السينمائي بنسبة 25% الجمهور، زاد من مخاوف شركات الإنتاج.

وفي محاولة للوقوف على ملامح المشهد السينمائي في مصر حالياً، استطلعت "العين الإخبارية" آراء عدد من النقاد.

تقول الناقدة ماجدة موريس: "إذا كان الحجر المنزلي أصاب الناس بالملل، ففي الوقت نفسه وضع الحكومات في ورطة بسبب الخسائر الاقتصادية، والسينما صناعة مهمة وقائمة على الربح والخسارة".

وتضيف: "أتصور أن إعادة فتح دور السينما بطاقة استيعابية 25% سيعرّض شركات الإنتاج لخسائر كبيرة، لأن هذه النسبة لا تحقق أي مكاسب".

وتتابع: "إذا تحدثنا عن موسم عيد الأضحى السينمائي على سبيل المثال وتوقعت طرح أفلام مهمة مثل (العنكبوت) بطولة أحمد السقا و(كيره والجن) بطولة أحمد عز وكريم عبدالعزيز، سوف تخسر هذه الأفلام المهمة وستجد الأفلام الضعيفة فرصة لتبرير خسارتها على نسبة الإشغال".

وتكمل: "بصراحة شديدة أنا مؤيدة لقرار فتح السينمات لأنها تقضي على عزلة المواطن، لكني أرى شبح الخسائر يحوم حول الشركات المنتجة".

من جانبه، يقول الناقد طارق الشناوي: "السينما في هوليوود وبوليوود وفي كل دول العالم تأثرت بشدة، وفي مصر تجد الأمر صعبا على شركات الإنتاج لأنه من المستحيل أن تحقق أرباح".

وعن قرار إعادة فتح السينمات يقول الشناوي: "في الماضي كانت السينما نزهة جميلة والآن أصبحت مصدر خوف فقد حولها فيروس كورونا إلى بؤرة لانتشار العدوى شأن أي مكان يعتمد على التجمعات".

ويتابع: "أتوقع أن تتراجع الشركات الكبيرة عن طرح أفلامها خوفاً من حجم الخسائر، كما أتوقع أن تخفف الحكومة الضرائب على تذكرة السينما أو على الأقل تأجيل تحصيلها، فلن يتوقف قطاع السينما عن نزيف الخسائر إلا باختفاء كورونا واكتشاف لقاح للقضاء عليه".

وحول الأزمة، تحدّثت الفنانة وفاء عامر لـ"العين الإخبارية" قائلة: "السينما صناعة تعتمد على دورة رأس المال، فالمنتج يطرح الفيلم ويراهن على العائد لاستثماره في فيلم جديد، وفي حالة ارتفاع مؤشر الخسارة سوف تتأثر الصناعة وتفضل الشركات الانسحاب".

وتتمنى عامر "أن تزول غمة كورونا وتعود الحياة كما كانت من قبل، فقد ألقى هذا الفيروس بظلاله الكئيبة على كل شيء".

وهناك أفلام مهمة كانت جاهزة للعرض في موسم عيد الفطر الماضي لكن جهات الإنتاج فضلت تأجيل طرحها بسبب فيروس كورونا ومنها "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" بطولة كريم عبدالعزيز، و"العارف" بطولة أحمد عز وأحمد فهمي.