فيلم "شازام".. كوميديا "سوبر هيروز" أبطالها أطفال
أحداث "شازام" تروي حكاية الطفل بيلي باتسون (آشر آنجل)، وهو طفل ربيب تاه عن والدته في سن مبكرة من دون أن يفقد الأمل بإيجادها يوما
يقدم "شازام" (Shazam)، من أفلام (DC)، مادة حائرة بمضمونها وبالفئة العمرية التي يتوجه لها، إنها حكاية سينمائية عن شخصية خارقة، أبطالها أطفال صغار، وتتوزع فصولها بين كوميديا طريفة في أجواء مرح عائلي، ومعارك لا تخلو من العنف الخيالي والقليل من الرعب، فضلاً عن ظهور بعض المفردات والمشاهد ذات الإيحاء الجنسي.
تروي أحداث "شازام" حكاية الطفل بيلي باتسون (آشر آنجل)، وهو طفل ربيب تاه عن والدته في سن مبكرة، من دون أن يفقد الأمل بإيجادها يوماً، لذلك كان لا يكف عن الهرب من دور الأحداث للبحث عنها، من دون أن يصل إلى أي نتيجة، إلى أن ينتقل للعيش مع عائلة حاضنة كبيرة وسط 6 أشقاء.
في يوم من الأيام يدافع بيلي عن شقيقه في هذه العائلة "فريدي" (جاك ديلان جرازر)، الذي يعاني من إعاقة جسدية، وإثر ضرب خصمي أخيه في المدرسة، يضطر للهرب منهما ليجد نفسه في المخبأ السري للساحر المتقدم في السن الذي يمنحه قوته بمجرد ما ينطق اسمه "شازام" بسبب أنه "قوي الروح نقي القلب".
سرعان ما يبدو "بيلي" بتحوله إلى "شازام" أكبر سناً مما هو عليه بالفعل، فليجأ إلى شقيقه "فريدي" المهوس بحكايات الخارقين، ليبدأ الاثنان باكتشاف قوة "شازام"، وهو الأمر الذي يبدو مسألة مثيرة للمرح واللعب، إلى أن يطل الدكتور ثاديوس سيفانا (مارك سترونج)، الذي كان مرشحاً لنيل قوة "شازام" لكنه فشل في اختبار نقاء القلب، فتم الاستغناء عنه.
يعود "ثاديوس" ليستولي على الخطايا الـ7 المميتة في مخبأ الساحر العجوز، وحين يعلم أن هذا الأخير منح قوته للطفل بيلي، يسعى إلى تدميره من أجل إطلاق العنان للوحوش التي تمثل الخطايا السبعة في العالم، وهو ما يشعل نار المعركة بين الاثنين، وبذلك ينتقل "شازام" إلى مرحلة المواجهة التي لا يستطيع الفوز فيها من دون مساعدة أشقائه الـ6 بعد أن يمنحهم قوته.
يجسد الأطفال شخصيات تلك الحكاية في جزئها الرئيسي، قبل أن تتدخل الصور المنشأة على الحاسوب "CGI" لتجعلهم كباراً خارقين، ولعل واحدة من ميزات الفيلم وعامل جذبه هو الأداء المتمكن لهؤلاء الأطفال، وما يشيعونه من بهجة وفكاهة عبر الحكاية، لا سيما في المرحلة الانتقالية بين اكتساب الطفل "بيلي" قوة شازام واكتشافه سر قوته بالكامل، تمهيداً لدخوله المعركة المصيرية مع الدكتور ثاديوس.
لكن عامل الجذب الأساسي في الفيلم سيكون رسائله الإيجابية، بداية من التأكيد على فكرة الأسرة وأهميتها في دعم الفرد وتحقيق نجاحه وكونها سر قوته الحقيقة، فـ"شازام" لم ينجح في التفوق على أعدائه من دون اتحاد أشقائه معه، وهذه رسالة تستحق التقدير، قياساً بالفئة العمرية التي تتجه لها بشكل رئيسي، أي الأطفال، لا سيما أنها تؤكد بمضمونها أيضاً على أهمية العمل الجماعي ونقاء القلب وشجاعة الدفاع عن الآخرين.
لكن تبسيط الحكاية ورسائلها على هذا النحو، لتصل إلى الفئة العمرية المستهدفة من الفيلم، بدا أحياناً مخالفاً لمنطق تجسيد العنف والرعب الذي تشيعه وحوش الخطايا السبعة، واستخدام العبارات الجنسية الإيحائية في الفيلم، إضافة إلى معالجته الرمزية لموقف بيلي من أمه الحقيقة عندما عرف أنها تخلت عنه في طفولته عمداً.
بالعموم يشكل فيلم "شازام" مشروع فيلمين غير مكتملين، الأول كوميديا موجهة للأطفال مادتها الأساسية السخرية من المفارقة التي تحدثها إمكانيات "شازام" الخارقة، والثاني ينتمي إلى أفلام الخارقين، لكنه يظل، على الصعيد البصري وجدية المضمون، أقل مما سبق وقدم في هذه الأفلام، سواء في "مارفل" أو حتى أفلام شركته المنتجة "دي سي"، التي قدمت في فيلمها الأخير "أكوامان" توليفة درامية صيغت بروح شكسبيرية توزان بين الجد والهزل، وتجري أحداثها تحت الماء، تفوق بإدهاشها ما قدمه "شازام"، وإن كان لكل من الفيلمين منطقه الحكائي، والأهم من ذلك ميزانيته، إذ تبدو ميزانية "شازام" متواضعة أمام ما رصد لـ"أكوامان"، ما انعكس على الأقل في حالة الإبهار البصري في كليهما.