فيلم "هوتيل مومباي".. دموع ودماء وكثير من الواقعية
تدور أحداث الفيلم ومدته 123 دقيقة في جزئه الأول حول الحياة اليومية لفندق "تاج" الأشهر والأفخم في مومباي.
يُعَد الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة مومباي عام 2008 أحد أبرز الحوادث الإرهابية في الهند على الإطلاق، ليس فقط لأن منفذيه اختاروا أشهر الفنادق الأثرية بالمدينة، لكن أيضا لأن العملية كانت تُبث على الهواء مباشرة لحظة بلحظة.
فيلم "فندق مومباي"، الذي طُرِح في دور العرض الهندية 29 نوفمبر/تشرين الثاني، يُعَد تجسيدا واقعيا لهذه الحادثة، وهو العمل الأول في بوليوود الذي يتناول الحادث بتفاصيله الدقيقة ويعتمد على الكثير من الأحداث الحقيقية.
تدور أحداث الفيلم ومدته 123 دقيقة في جزئه الأول حول الحياة اليومية لفندق "تاج" الأشهر والأفخم في مومباي.
لمحة سريعة لأحوال النزلاء والعاملين وأبرزهم الطاهي الشهير هيمانت أوبروي (أنوبام خير) الذي يأتي إليه الزبائن من كل أنحاء الهند.
مشهد التحوّل جاء بالكثير من الواقعية المؤلمة؛ إذ صوَّر المخرج حالة الذعر والهرج والمرج التي صاحبت هجوم المسلحين بشكل يقترب من المشهد الحقيقي، وكذلك مشهد سقوط الضحايا الأبرياء الذين تعمّد أن يكونوا من ديانات مختلفة حتى يبرز رسالة بأنَّ الإرهاب لا دين له.
يأتي بعد ذلك محور القصة عندما يقرر الطاهي بمساعدة أحد العاملين بالفندق "ديف باتيل" وضع خطة تهدف إلى إنقاذ الجميع، وشاركهما فيها زوجان مستعدان للتضحية بحياتهما من أجل طفلهما الرضيع.
الجزء الثاني من الفيلم يُعَد تأريخا لكل تفاصيل الحادث الإرهابي وكيف كانت ردود الفعل عقب تفجير الفندق واحتجاز الرهائن وسط ذهول العالم، الذي يتابع الواقعة لحظة بلحظة على شاشات التلفزيون لمدة زادت على 10 ساعات وتهديدات الجماعة الإرهابية للحكومة بالإفراج عن بعض الإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن.
المشاهد الأخيرة رغم نجاح خطة الطاهي ومساعديه في إنقاذ العديد من النزلاء لم تكن سعيدة، لوقوع الكثير من الضحايا، لذا لم يشعروا بالفرح أو الانتصار بسبب ما شاهدوه وتعرضوا له من جرائم إنسانية في حق الأبرياء.
مخرج العمل أنتوني ماراس استعان بالعديد من شهود العيان والأفلام التسجيلية التي روت الحادث وظهر هذا بشكل كبير في مشاهد الفيلم خصوصا تلك المتعلقة بحالة الرهائن والتي تعمّد أن تكون الإضاءة فيها منخفضة، وحتى في مشاهد النهار ليبرز كيف كان يشعر الجميع عقب الحادث.
أنوبام خير بعد فيلمه الأخير "رئيس الوزراء" يأتي في دور الطاهي الشجاع ليثبت أن تلك المرحلة في حياته الفنية ستكون نقلة لمسيرته التي كانت تتمحور حول الأدوار الكوميدية الأشهر في تاريخ بوليوود.
ديف باتيل قدَّم دور النادل الوفي الوطني الذي يستعد للتضحية بحياته دون تردد لإنقاذ الأبرياء والدفاع عن وطنه وزملائه ومكان عمله.
أداء باتيل كان بمثابة المفاجأة؛ إذ تلقى إشادات خاصة من كبار النجوم مثل الأسطورة سلمان خان، والمخرج كاران جوهار، وحتى النقاد السينمائيين في الهند وعلى رأسهم فريدون شهريار.
وأجمع كثيرون على أن فيلم "فندق مومباي" هو ميلاد لنجم عالمي سيكون وجهة مشرفة للهند في بوليوود وحتى هوليوود الذي تؤهله موهبته لدخول بوابتها دون جهد.
وقدَّم دور "الزوج ديفيد" الممثل الأمريكي أميي هامير، وكان أداؤه بمثابة مبارزة بينه وبين باتيل للتنافس على الأفضل.
الفيلم كسر حاجز الـ20 مليون روبية (300 ألف يورو) خلال يومين فقط من عرضه؛ ما يشير إلى نجاح كبير ليس فقط فنيا ولكن أيضا من خلال الإيرادات.
وعُرِض الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية في 22 مارس/آذار ووصلت إيراداته إلى 32.5 مليون دولار بينما تكلف إنتاجه ٢٥ مليون دولار، وترددت أقاويل أن باتيل سيكون تحت ميكروسكوب الأوسكار للعام المقبل.