«المستقبل في الرياض».. قادة المال يشيدون بطفرات الاقتصاد السعودي

في مشهد يعكس تحول المملكة العربية السعودية من لاعب تقليدي في سوق النفط إلى قوة اقتصادية عالمية ناشئة، شهد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي إشادات لافتة من اثنين من أبرز القادة الماليين في العالم
الإشادة جاءت من لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وستيفن شوارزمان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون".
تحول غير مسبوق
وأكد فينك خلال مشاركته في المنتدى أن السعودية، التي زارها أكثر من 56 مرة خلال العقدين الماضيين، تمر بمرحلة تحول غير مسبوقة يقودها طموح رؤية 2030.
وأشار إلى أن المملكة، التي كانت في السابق تعتمد بشكل أساسي على النفط، باتت اليوم تتبنى استراتيجية تنويع اقتصادي جريئة تشمل قطاعات السياحة، والصناعة، وأسواق المال.
ووصف رؤية 2030 بأنها "بيان للعالم" بأن السعودية تبني اقتصادها بأدواتها الخاصة، مشيرًا إلى أن المملكة باتت الآن في طريقها لأن تصبح من أكبر عشر اقتصادات في العالم.
وأضاف أن الفرص المتاحة في السعودية لم تعد تقتصر على كونها ممولًا خارجيًا، بل أصبحت وجهة رئيسية للاستثمار العالمي، مستشهدًا بافتتاح مكاتب لشركة بلاك روك داخل المملكة.
تطور سريع
من جانبه، أعرب شوارزمان عن انبهاره بالتطور المتسارع الذي شهدته العاصمة الرياض في السنوات الأخيرة، واصفًا ما يحدث في المملكة بأنه "مذهل"، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والهندسة المالية.
ويأتي المنتدى في توقيت استراتيجي، تزامنًا مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة، ويهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين عبر طرح فرص استثمارية في قطاعات استراتيجية.
ويشهد المنتدى حضور أكثر من 125 متحدثًا من كبار المسؤولين والمستثمرين وصنّاع القرار، في حدث يُعد تتويجًا للتقارب المتزايد بين الرياض وواشنطن، ومؤشرًا على التغيير العميق الذي يطرأ على خارطة الاقتصاد العالمي.
انطلقت في مدينة الرياض اليوم، أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.
وألقى وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، الكلمة الافتتاحية للمنتدى، نقل خلالها تحيات القيادة الحكيمة، للمشاركين في أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي ينعقد على هامش زيارة دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، للمملكة العربية السعودية، كأول وجهة في زياراته الخارجية خلال ولايته الحالية.
وأشاد وزير الاستثمار بعدد ومستوى الوفدين الاستثماريين الأمريكي والسعودي المشاركين في أعمال المنتدى، الذي يجسد حرص البلدين عمومًا والشركات السعودية والأمريكية الخاصة على المضي قدمًا نحو آفاق جديدة من التعاون استمرارًا لما يزيد على (90) عامًا من العلاقات بين البلدين التي اتسمت بالثقة وروح الشراكة المبنية على الاحترام المتبادل، والحرص على تحقيق المصالح، والمنافع المشتركة لاقتصاديات البلدين.
وتناول المهندس الفالح التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 عن عام 2024، مبينًا أن الرؤية وبرامجها المختلفة قطعت شوطًا متقدمًا في تحقيق مستهدفاتها الرامية إلى تنويع واستدامة موارد اقتصاد المملكة، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات واعدة تشمل الطاقة التقليدية والمتجددة، والتقنيات والصناعات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والسياحة، والصحة، والتقنيات الحيوية، والخدمات اللوجستية، وسلاسل الإمداد، وغيرها من القطاعات الحيوية.
وقال: "إن ما يشهده العالم من تحولات متسارعة، وتقلبات اقتصادية وتطورات تقنية، ستسهم في إعادة رسم ملامح الاقتصاد الدولي، وستتيح فرصًا عديدة وكبيرة لتعزيز وتوسيع قاعدة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتؤكد أهمية بناء شراكات قوية ومستدامة لتحقيق المصالح المتبادلة، مستندة إلى نقاط القوة التي يتمتع بها الاقتصادان السعودي والأمريكي، وبالذات نقاط القوة للشركات السعودية والأمريكية".
وأكد الفالح أن العلاقة بين البلدين من أهم العلاقات والروابط الجيوسياسية، من خلال التعاون الاقتصادي وشراكات الأعمال، وتعد بمثابة قوة للسلام والازدهار العالميين، مفيدًا أن فرص الأعمال في المملكة توسعت وتضاعفت عدة مرات، نتيجة لرؤية المملكة 2030، التي وفرت الكثير من الفرص وعوائد الاستثمار الصحية.
aXA6IDMuMTM1LjIxOC4xMDkg جزيرة ام اند امز