الضائقة المالية تعصف بتطبيقات البث.. هل تعود هيبة الراديو والتلفزيون؟
تفقد تطبيقات البث حسب الطلب آلاف الاشتراكات بسبب ضائقة مالية تمر بها معظم الأسر في العالم جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي المقابل، تستعيد الأجهزة التقليدية للبث المجاني كالراديو والتلفزيون مكانتها تدريجيا وبشكل جزئي، في ظل كونها البديل القادر على تقديم البث المنتظم والمتدفق مجانا.
- نهاية زمن نتفليكس.. الجمهور يهجرها والمستثمرون يفرون من أسهمها
- نتفليكس تخسر 130 مليار دولار في أيام.. انهيار رغم المشاهدات القياسية
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت نتفليكس المنصة الأكثر هيمنة على قطاع البث حسب الطلب، فقدان 200 ألف مشترك في كل أنحاء العالم في الربع الأول من العام في سابقة هي الأولى منذ أكثر من عشر سنوات.
أما منصة "ديزني بلس" التي تعد أهم منافس لنتفليكس، فقد كسبت جمهورا لكنها خسرت أموالا طائلة فاقت التوقعات بسبب خوفها من رفع أسعار الاشتراكات في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج والإعلان والتكنولوجيا.
ورفع أسعار الاشتراكات كان السبب الرئيسي في الضربة التي تلقتها نتفليكس وأفقدتها 200 ألف مشترك.
ومن بين المؤشرات المدهشة، أن معظم الاشتراكات الملغية تعود لفئة الشباب الذين يفترض أن "أسلوب حياتهم" قد تشكل أصلا على تلك المنصات ولم يعتمدوا كثيرا على التلفزيون والراديو.
تبخر آلاف الاشتراكات
وفي بريطانيا، أدت الضائقة المالية التي تمر بها الأسر إلى العصف ببند الموسيقى في ميزانياتهم وإلغاء أكثر من مليون اشتراك في تطبيقات البث المختلفة.
والأسر البريطانية متشائمة إلى حد غير مسبوق بسبب الأجور التي تتخلف عن مواكبة التضخم الذي بلغ أعلى مستوى في 40 عاما مسجلا 9% في أبريل/نيسان ويتجه صوب التسجيل في خانة العشرات.
ونتيجة لذلك قد يضطر الكثيرون إلى التوفير من ميزانيات الأسرة.
تبخر مليون اشتراك
وكشفت بيانات يوم الخميس أن البريطانيين ألغوا أكثر من مليون اشتراك في تطبيقات البث الموسيقي في الربع الأول من العام بعد أن أجبرتهم أزمة تكاليف المعيشة المتفاقمة على اللجوء للتوفير.
وذكرت شركة كانتار لأبحاث السوق أن 37% من المستهلكين في المملكة المتحدة أشاروا إلى رغبتهم في توفير المال كسبب لإلغاء اشتراكات الموسيقى في سوق هيمنت عليه تطبيقات مثل سبوتيفاي وأبل وأمازون في الأعوام الماضية.
وأضافت "ارتفاع معدلات إلغاء اشتراكات الموسيقى دليل على أن الأسر البريطانية بدأت في إعطاء الأولوية لإنفاق دخلها المتاح".
أسرع معدل إلغاءات
وأشارت إلى أن أسرع معدل لإلغاء الاشتراكات في تطبيقات الموسيقى في بريطانيا كان بين المستهلكين الأصغر سنا.
حيث انخفضت نسبة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما ولديهم إمكانية الاشتراك في تطبيق موسيقي من 57 إلى 53.5 % على أساس سنوي.
وقالت الشركة إن النسبة الإجمالية لاشتراك الأفراد في تطبيق موسيقي واحد على الأقل بلغت 39.5% بين البالغين في بريطانيا في الربع الأول من 2022 مقارنة مع 39.7 في الفترة نفسها من العام السابق.
وفي أبريل/نيسان ذكرت شركة كانتار أن البريطانيين يلغون اشتراكاتهم في خدمات التلفزيون وبث الأفلام.
ومن أجل خفض النفقات أيضا تحول البريطانيون إلى شراء منتجات ذات علامات تجارية أقل ثمنا واللجوء لمتاجر التخفيضات بدلا من الشراء من متاجر السوبر ماركت الكبيرة.