عضوية فنلندا والسويد.. تركيا تفتح ممرا واحدا إلى "الناتو"
كما كان متوقعا، فتحت تركيا بشكل رسمي ممرا واحدا لفنلندا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وعلقت الأمور في ملف السويد.
ومنذ أسابيع، يقول مسؤولون أتراك إن تركيا يمكن أن تضطر إلى السماح بعضوية فنلندا قبل السويد في حلف شمال الأطلسي، في ظل المشاكل العالقة بين أنقرة وستوكهولم.
- عضوية فنلندا في الناتو.. تركيا تعطي الضوء الأخضر
- تركيا تشيد بجهودهما.. هل اقتربت السويد وفنلندا من الناتو؟
واليوم الجمعة، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستبدأ إجراءات التصديق في البرلمان على طلب انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي بعدما اتخذت البلاد خطوات ملموسة للوفاء بوعودها.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي، مع نظيره الفنلندي إن "تركيا ستواصل المباحثات مع السويد حول القضايا المتعلقة بالإرهاب، وإن طلب السويد الانضمام إلى الحلف سيتوقف بشكل مباشر على الإجراءات التي سيجري اتخاذها".
وعلى الفور، رحب حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في بيان رسمي، بموافقة تركيا على عضوية فنلندا.
فيما شجعت واشنطن تركيا على المصادقة "بسرعة" على عضوية السويد في الناتو، وفق بيان للبيت الأبيض.
وقبل يومين، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، إن تركيا توصلت إلى قرار بشأن التصديق على طلب فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح نينيستو في بيان: "كان الأتراك يأملون في أن أكون هناك لتلقي الرد عندما يعلنون القرار. بالطبع قبلت الدعوة"، مضيفًا: "سأواصل عملي لدعم عضوية السويد في الناتو" مضيفا أنه ناقش الأمر مع رئيس وزراء السويد.
اتفاق ثلاثي
من جهته، أقرّ رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الثلاثاء الماضي، أنّ "احتمالات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي قبل السويد ارتفعت، خصوصا بسبب اعتراض تركيا على عضوية ستوكهولم".
وفي يونيو/حزيران الماضي، توصلت تركيا إلى اتفاق مع دولتي الشمال الأوروبي بشأن عضوية كل منهما في حلف شمال الأطلسي، مقابل التزام هذين البلدين بمحاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".
اتفاق جاء بعد معارضة تركيا العضو في "الناتو" منذ عام 1952، الأولية، لانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، حيث كانت تتهمهما بإيواء مسلحين من حزب العمال الكردستاني، واستضافة أنصار للداعية التركي فتح الله كولن الذي تقول أنقرة إنه العقل الذي يقف وراء المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد صيف 2016.
وفي ربيع العام الماضي، تخلّت السويد وفنلندا عن سياسة عدم الانحياز التي كانتا تتّبعانها منذ زمن، وأعلنتا أنهما تعتزمان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعدما بدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة بأوكرانيا في فبراير/ شباط.
وصادقت الولايات المتحدة ومعها أكثر من نصف الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على طلبي انضمام السويد وفنلندا، إلا أن آلية الانضمام إلى التكتل تتطلّب إجماع الدول الأعضاء، ما جعل موافقة تركيا مفصلية.
تعثر السويد
وفيما سارت الأمور مع فنلندا بشكل جيد منذ توقيع الاتفاق الثلاثي، الصيف الماضي، تعثر مسار السويد أكثر من مرة بسبب خلافات مع تركيا حول "ملف الكردستاني"، و"حرق المصحف"، و"دمية لأردوغان".
وبعد حرق يميني متطرف المصحف في السويد، أعلنت تركيا، في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي على خلفية السماح بتنظيم مظاهرة مناهضة لأنقرة في ستوكهولم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: "فقدت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى تركيا في 27 يناير/كانون الثاني مغزاها، لذا ألغينا الزيارة".
وكانت الزيارة تهدف إلى محاولة إقناع أنقرة بالتوقف عن معارضة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وسبق ذلك، تسبب دمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إشعال الأجواء بين البلدين، إذ رفضت تركيا اعتذرا سويديا عن الواقعة.
وقال مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، حينها، إن تنديد السويد بحادث تعليق دمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ستوكهولم ليس كافيا.
وتابع: "على السويد الوفاء بوعودها بموجب اتفاق ضمن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".
ومضى جاويش أوغلو قائلا في مؤتمر صحفي، إن أنقرة تلاحظ تصميم ستوكهولم على محاربة الإرهاب، لكن الجماعات التي تعتبرها إرهابية ما زالت تواصل أنشطتها في السويد.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز