أول تفاحة بالعالم ظهرت في كازاخستان

تفاح آلماتي الذي يتميز بحجمه الكبير ولونه الأحمر أرسل إلى موسكو قبل عقود، لأن مذاقه المميز يجمع بين الحامض والحلو
كازاخستان، أرض التفاح وأشجار "زيفرس"، الأرض التي ظهرت بها أول تفاحة في العالم، تعمل حاليا على استعادة التفاح كرمز لهويتها وتاريخها.
لقد أسهمت كازاخستان في انتشار واحدة من أكثر الفواكه شعبية في العالم، حيث انتشرت بها أشجار "زيفرس" البرية، التي تحمل اسم عالم النباتات الألماني يوهان زيفرس الذي اكتشفها عام 1796.
وعززت كازاخستان جهودها في الحفاظ على أنواع التفاح المتعددة، من بينها تفاح "آبورت" (نوع التفاح التقليدي في آلماتي- المدينة التي كان اسمها القديم "آلما-آتا" يعني "أبوالتفاح") وتفاح "زيفرس" اللذان أصبحا معرضين للخطر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق في 1990 عندما تمت إزالة مئات الهكتارات الزراعية لأشجار التفاح من أجل بناء الأكواخ.
ونظرا لقيمتها الشعبية، تشهد سفوح جبال آلاتو جنوبي كازاخستان في الفترة بين نهاية أبريل/نيسان ومطلع مايو/أيار عرضا سنويا يخص هذه المنطقة التي تعد "الموطن التاريخي" للتفاح، حيث نمت في أراضيها شجرة "زيفرس" أصل جميع أشجار التفاح على كوكب الأرض.
وقالت سفيتلانا ألكسينكو الباحثة في معهد الأبحاث العلمية حول الفواكه والخضراوات في كازاخستان :"أهملنا (آبورت)، لذا نحاول تصحيح هذا الخطأ"، موضحة أن هناك حاليا "خمسة هكتارات" تحوي مزارع لتفاح "آبورت".
وأكدت ألكسينكو أنه من أجل إعادة هذه الفاكهة التاريخية تم اتخاذ عدة إجراءات منها "اختيار أفضل الثمار سواء من حيث المذاق أو الشكل"، معربة عن تطلعها لأن تساهم هذه الخطوات في إعادة التفاح "إلى المكانة التي كان عليها في السابق".
وكان تفاح آلماتي قبل عقود، الذي يتميز بحجمه الكبير ولونه الأحمر، قد أرسل إلى موسكو عاصمة الإمبراطورية السوفيتية، لأن مذاقه المميز الذي يجمع بين الحامض والحلو كان يجعله الفاكهة الرئيسية في احتفالات الكرملين.
لذلك أوضحت رئيسة قسم انتقاء الفاكهة في المعهد الكازاخي، ساولا كازيباييفا، أن تفاح ألماتي يتميز عن الأنواع الأخرى بفضل الظروف المناخية "الخاصة" بالمنطقة التي يزرع فيها.
وأضافت كازيباييفا: "بدأ فريق الانتقاء الكازاخي في العمل بصورة جدية على التفاح في 1933، حيث جلبوا أنواعا من التفاح من جميع أنحاء العالم، واختاروا الأفضل منها وجعلوها تتكيف مع ظروفنا المناخية".
من جانبها، أشارت رئيسة معمل التقنيات الحيوية في المعهد سفيتلانا دولجوجي إلى أن المنشأ الأصلي للتفاح حاليا "يتقلص" بسبب عدة عوامل.
وتمهد كل هذه الجهود الطريق أمام استرداد هذا المنتج الذي يمثل أهمية خاصة بالنسبة إلى الرئيس السابق للبلاد نور سلطان نزارباييف الذي عدد خلال مقال له العام الماضي "الأوجه السبعة للسهل الكبير" مهد التفاح المعاصر، باعتبارها تعبر عن الخصائص السبعة التي توحد المجموعات العرقية العديدة التي عاشت على أراضي كازاخستان لآلاف الأعوام.