اكتشاف عالمي بالجزائر.. طفيلي نادر بالحمام يُسجل للمرة الثانية (خاص)

كشفت دراسة علمية جديدة عن تنوع مذهل وغير متوقع للطفيليات التي تعيش بين ريش الحمام واليمام في شمال الجزائر.

• الديدان الطفيلية تهدد البشر.. أصابع الاتهام تشير لتغير المناخ

وسجلت الدراسة التي تنشرها دورية "كومباراتيف إميونولوجي، ميكروبايولوجي آند إنفكشس ديزيزز" الشهر المقبل، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، أول ظهور لبعض الأنواع في البلاد، بل وأحدها يُرصد للمرة الثانية فقط على مستوى العالم.

وتأتي هذه النتائج بعد مسح ميداني استمر بين عامي 2020 و2023 في ثلاث مناطق رئيسية، هي البليدة، الجزائر العاصمة، وتيبازة، حيث فحص الباحثون 133 طائرا من ستة أنواع مختلفة من الحمام واليمام باستخدام بروتوكولات دقيقة لجمع الطفيليات وتحليلها.

أكثر من 11 ألف طفيلي

أسفرت الدراسة التي قادها هارون شنشوني، من مختبر الموارد الطبيعية وإدارة البيئات الحساسة بجامعة أم البواقي "شرق الجزائر"، عن جمع 11 ألفا و 294 طفيليا ينتمون إلى 16 نوعا ، شملت: 13 نوعا من القمل، نوعا واحدا من الفطريات (أكارينا)، نوعا واحدا من القراد (أرغاس ريفلكسوس)، ذبابة واحدة طفيلية (سويدوليكيا كاناريينسيس).

وكان القمل الأكثر شيوعا، إذ أظهر تخصصا واضحا في استهداف أنواع معينة من الطيور، مما يعكس علاقات تطورية معقدة بين الطفيليات ومضيفيها.

اكتشافات جديدة تهز قواعد المعرفة

وسجل الباحثون ثلاثة أنواع من القمل لأول مرة في الجزائر، هي (كولبوسيفالوم توربيناتوم )، (بونوميلا كولومباي) ، و ( كولوكيراس هيلي).

كما رُصد النوع ( كولومبيكولا جودياي) للمرة الثانية عالميا فقط، وللمرة الأولى داخل الأراضي الجزائرية، وهو اكتشاف ذو أهمية عالمية في علم الطفيليات.

لماذا يهم هذا الاكتشاف؟

يشير الباحثون إلى أن هذا التنوع من الطفيليات لا يهم علماء الطيور فقط، بل يحمل أهمية بيطرية وبيئية وصحية، وذلك لأن بعض الطفيليات تؤثر في صحة الطيور وقدرتها على الطيران والتكاث، وتعمل كناقلات لأمراض قد تنتقل للطيور الأخرى أو حتى للبشر، كما هو الحال مع القراد (أرغاس ريفلكسوس)، وتساعد في فهم تطور الطيور وعلاقاتها البيئية عبر الزمن.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تجمع بيانات واسعة من عدة أنواع من الحمام في شمال الجزائر، ما يسهم في سد فجوة معرفية كبيرة في منطقة المغرب العربي، ويقدم قاعدة بيانات أساسية لمراقبة الأمراض الطفيلية وتطوير أساليب حماية الطيور البرية والدجاج المنزلي.

ويؤكد فريق البحث ضرورة إجراء دراسات جزيئية وبيئية مكثفة لفهم ديناميات انتقال الطفيليات، وتقييم مخاطرها على الصحة العامة، خاصة مع توسع التجمعات الحضرية وازدياد الاحتكاك بين البشر والطيور.