أول ليلة وترية بالحرمين.. تعبد وتهجد ودعوة لاغتنام العشر الأواخر
أجواء إيمانية مفعمة بالدعاء والابتهالات والتضرع لله سبحانه وتعالى شهدها الحرمان الشريفان في أول ليلة وترية من العشر الأواخر من رمضان.
وتبدأ العشر الأواخر من الشهر الكريم من ليلة 21 رمضان (منذ مغرب الخميس حتى فجر الجمعة) حتى ليلة 30 رمضان إذا كان الشهر كاملا، وهي أفضل عشر ليال للعبادة والعمل الصالح، وفيها يتحرى المسلمون ليلة القدر ذات المكانة الكبيرة لدى المسلمين، لقول قال الله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
وكثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدماتها لزوار الحرمين ليؤدوا مناسكهم خلال العشر الأواخر من رمضان في أجواء تعبدية روحانية تحفها السكينة والخشوع والطمأنينة، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
الحرم المكي
أول ليلة وترية بالعشر الأواخر من رمضان كان لها طابع إيماني وروحاني خاص داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وامتلأت أروقة المسجد الحرام وساحاته والأسطح بالمصلين.
وأدى المصلون بالمسجد الحرام صلاة العشاء والتراويح والتهجد، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار.
وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير المصاحف، إضافة إلى عمليات التعقيم وخدمات التنقل المقدمة على أبواب المسجد الحرام.
وكثفت الرئاسة أعمال التنظيف والتعقيم في جميع أنحاء المسجد الحرام حيث تم غسل الأرضيات عشر مرات لضمان سلامة قاصدي البيت العتيق، وتطهير المصليات واستخدام الآليات والمعدات الحديثة عبر أكثر من (4000) عامل وعاملة.
كما قامت الرئاسة بتوزيع عبوات ماء زمزم، وأكثر من (25000) حافظة لماء زمزم موزعة في أرجاء المسجد الحرام، ووفرت في صحن المطاف الحقائب والعربات المخصصة لتوزيع الماء المبارك.
المسجد النبوي
المدينة المنورة، شهدت الأجواء الإيمانية نفسها داخل المسجد النبوي، التي امتلأت أروقته بجموع المصلين لأداء صلاة القيام، في أجواء روحانية إيمانية يسودها الخشوع والاطمئنان.
وتوافد المصلون من مواطنين ومقيمين وزائري مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لأداء الصلاة في جو مفعم بالسكينة والروحانية.
ووفرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي كامل العناية والاهتمام من خلال جميع المواقع في المسجد النبوي ومرافقه بالتنسيق مع مختلف الإدارات والجهات ذات العلاقة لتقديم جميع الخدمات للزوار والمصلين قاصدي المسجد النبوي بما يمكنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة.
اغتنام العشر الأواخر
وبعد صلاة العشاء بالمسجد الحرام، ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة دعا فيها إلى اغتنام العشر الأواخر من رمضان.
وبين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يخص العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بمزيد من الأعمال الصالحة حيث كان إذا دخلت العشر فإنه يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها كما في الصحيحين في حديث عائشة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام كان يوقظ أهله ويحيي ليله ويشد المأزر حرصا على اغتنام هذا الليالي المباركة.
ونصح المسلمين بالاجتهاد في هذه الليالي بالصيام والقيام وتلاوة القران والصدقات والبذل والإحسان والحرص على الابتهال بالدعاء والتفرغ للعبادة وعدم الانشغال عن هذه الليالي المباركة لاسيما قاصدي المسجد الحرام.
وأوضح أنه تمت تهيئة منظومة الخدمات المتكاملة بالمسجد الحرام والبيئة التعبدية الروحانية فينبغي للمعتمرين والمصلين أن يشغلوا أوقاتهم بالعبادة.
ونصح المرآة المسلمة التي تأتي للمسجد الحرام بأن تتقي الله وتحرص على حجابها وحيائها وحشمتها.
ووجه رسالة للمعتكفين بالمسجد الحرام يوصيهم بتقوى الله والتفرغ للاعتكاف وللعبادة، مشيرا إلى أنه تمت تهيئة جميع الخدمات للمعتكفين، موصياً بالانشغال بالعبادة والذكر وحبس النفس على الطاعة تقرباً لله عز وجل.
وأكد أهمية الحرص في هذه الأيام العشر على تحري ليلة القدر فهي في الليالي الوترية كما كان عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمتُ أيّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".
وبين أن هذا دعاء عظيم ينبغي علينا أن نحرص على المواظبة عليه، وأن ندعو لأنفسنا ولأمتنا ولولاة أمرنا ولإخواننا المسلمين ولهذه البلاد المباركة وبلاد المسلمين في كل مكان.
وحث الشيخ السديس المسلمين بالجد في هذه الليالي لعلنا ندرك ليلة القدر عن النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) متفق عليه، وقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} العمل الصالح والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر.
خدمات شاملة
وكثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدماتها لزوار المسجد الحرام ليؤدوا مناسكهم خلال العشر الأواخر من رمضان في أجواء تعبدية روحانية تحفها السكينة والخشوع والطمأنينة.
وجهزت الرئاسة منظومة متكاملة تعين القاصدين وتسهل عليهم أداء عبادتهم، وكثفت عمليات التطهير والتعقيم والتشغيل إضافة إلى توزيع عبوات ماء زمزم ذات الاستخدام الواحد على المصليات والمطاف والساحات والزوار بشكل عام.
وزودت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية -ممثلة في الإدارة العامة للمصاحف والكتب- المسجد الحرام بالأرفف والدواليب الخاصة بكتاب الله -عز وجل- وملئه بطبعات جديدة للمصحف الشريف من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ووضعها في متناول قاصدي بيت الله الحرام، بلغ عددها نحو (40) ألف نسخة خلال شهر رمضان الجاري.
وخصصت مواقع ودواليب لمصحف الحرمين الإلكتروني، وعدد من مصاحف برايل للمكفوفين، ومصاحف تراجم معاني كلمات القرآن الكريم بعدة لغات أهمها (الإنجليزية والأوردية والإندونيسية)، والمصحف الشريف بالحجم الكبير، حيث وُزّعت في جميع المواقع والأروقة بالمسجد الحرام.