لأول مرة منذ 30 عاما.. جنرال إلكتريك تعود للسودان عبر مشروعات جديدة
الشركة الأمريكية تعتزم إمداد حوالي 600 ألف أسرة بالكهرباء عبر توربينات متحركة يمكن تثبيتها في غضون شهور وإعادة تأهيل 3 محطات كهرباء
وقعت الحكومة السودانية، الخميس، مذكرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية لبناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية وتقديم مساعدة في القطاع الصحي.
ويهدف الاتفاق لزيادة توليد الكهرباء بما يصل إلى 470 ميجاوات، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه السودان للخروج من أزمة اقتصادية وعزلة اقتصادية طويلة.
وقالت جنرال إلكتريك، في بيان صحفي، إنها تعتزم إمداد حوالي 600 ألف أسرة بالكهرباء عبر توربينات متحركة يمكن تثبيتها في غضون شهور وإعادة تأهيل 3 محطات كهرباء موجودة بالفعل.
وجرى ذلك رغم أنّ السودان لا يزال مدرجاً ضمن القائمة الأمريكية "للدول الراعية للإرهاب".
اتفاقية فورية لتوليد الطاقة
وقالت الشركة الأمريكية إنها تستكشف سبل التعاون في مزيد من مشروعات الكهرباء وكذلك مشروعات الصحة، بما في ذلك تحديث البنية التحتية للطب الإشعاعي وطب القلب والأورام والرعاية الصحية في المناطق الريفية.
وقال بيان مشترك بين الحكومة السودانية والشركة إنّ الاتفاقية تهدف لتخفيف التحديات المتعلقة بالحصول على الطاقة والرعاية الصحية، موضحاً أنّها "تتضمن اتفاقية فورية لزيادة توليد الطاقة".
3 عقود
وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وفقا للبيان المشترك، "نرى اليوم بزوغ فجر جديد للشركات الفعالة التي من شأنها أن تساعدنا في دفع عجلة نمو الاقتصاد السوداني وتطوره".
وأضاف "لقد مر ما يقرب من 3 عقود منذ أن رأينا مثل هذه الشركات المهمة تتعامل مع السودان".
ولم يعط البيان أي تفاصيل بشأن البنود المالية أو التكاليف.
محطة كهرباء في الفوله
وقال وزير الطاقة المكلّف خيري عبدالرحمن للصحفيين إنّ "المذكرة تتضمن إنشاء محطة كهرباء في منطقة الفوله (عاصمة ولاية غرب كردفان) بطاقة 470 ميجاوات".
وتبلغ تكلفة المحطة 915 مليون دولار، حسب أرقام مجلس الوزراء.
ويعيش 67% من سكان السودان البالغ عددهم حوالي 42 مليون نسمة دون خدمات الكهرباء، فيما تعاني المناطق التي تتمتع بها من انقطاع التيار يومياً لنحو 6 ساعات.
وأضاف البيان "يتضمن ذلك بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة وتحديث المحطات القائمة لتعزيز الكفاءة، لا سيما في مناطق الصراع السابقة".
وقالت مي عبدالحليم ممثلة الشركة في مصر والسودان وليبيا للصحفيين "هذه السلسة من المشاريع تدعم احتياجات الطاقة والرعاية الصحية في جميع انحاء السودان، بما يساهم في خلق تأثير اقتصادي ايجابي".
وأكدت وزيرة المالية المكلّفة هبه محمد علي أنّ مذكرة التفاهم ستفتح الباب أمام شركات أخرى للدخول الى البلاد".
وأضافت: "منذ نحو 30 عاما لم نشهد شركات كبرى تأتي إلى السودان".
مساعدة أمريكية
وقال القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم بريان شوكان للصحافيين "نرحب بالجهود الرائدة لشركات مثل جنرال الكتريك في توفير الوصول إلى بنية تحتية بما يتماشى مع جهود الحكومة السودانية لدعم جودة حياة مواطنيها وجهود الحكومة الأمريكية لمساعدتها".
والسودان في مرحلة انتقال سياسي بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 بعد شهور من الاحتجاجات.
وتحاول حكومة مؤلفة من كفاءات متخصصة توجيه البلاد نحو انتخابات في ظل مجلس حاكم يقوده الجيش.
قائمة الدول راعية الإرهاب
ومنذ عام 1993 تضع الولايات المتحدة الأمريكية الخرطوم على لائحتها "للدول الراعية للارهاب" لاتهامها بصلات مع جماعات إسلامية بما في ذلك تنظيم القاعدة.
ويؤدي ذلك إلى حرمان اقتصاد الدولة السودانية من الاستثمارات الخارجية والحصول على مساعدات من مؤسسات التمويل الدولية، ما أثّر سلبا على ارتفاع معدلات التضخم التي بلغت في أيلول/سبتمبر 212% حسب إحصاءات رسمية.
ورغم إسقاط الولايات المتحدة العقوبات التجارية في 2018، لا يزال السودان على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وهو ما يقوض حصوله على التمويل الأجنبي وتخفيف أعباء الديون، والبنوك والشركات الدولية بطيئة في التعامل معه.
وتسعى الحكومة لرفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الرعية للإرهاب منذ أكثر من عام.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز