دراسة تكشف عكس ما يشاع: أوميغا 3 غير مفيدة للذاكرة
نُشرت دراسة حديثة تؤكد عدم وجود فوائد لمكملات زيت السمك (أوميغا-3) في الحد من التدهور الإدراكي لدى كبار السن، رغم انتشار استخدامها منذ السبعينيات.
وفقًا للدراسة، التي تُعد من بين الأكبر والأطول من نوعها، تمت متابعة أكثر من 4,000 مريض على مدار خمس سنوات دون العثور على أي تأثير لمكملات أوميغا-3 على تحسين القدرات الإدراكية مقارنةً بالعلاج الوهمي.
قاد الدراسة الدكتورة إميلي تشو، نائبة مدير قسم الأوبئة والتطبيقات السريرية في المعهد الوطني للعيون، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
وسبق أن أشرفت الدكتورة تشو على دراسة "الأمراض المرتبطة بتقدم العمر للعين" (AREDS) التي تناولت تأثير المكملات الغذائية على التدهور البقعي المرتبط بالشيخوخة، وأظهرت تلك الدراسة أن جرعات يومية من مضادات الأكسدة والمعادن قد تساعد في إبطاء تطور المرض.
في الدراسة الجديدة (AREDS2)، تم اختبار تأثير مضادات الأكسدة بالإضافة إلى أوميغا-3. شملت الدراسة مشاركين بمتوسط عمر 72 عامًا، يعانون من مراحل مبكرة أو متوسطة من التدهور البقعي.
تم تقسيم المشاركين عشوائيًا إلى أربع مجموعات: مجموعة تتلقى علاجًا وهميًا، وأخرى أوميغا-3، ومجموعة مضادات الأكسدة النباتية (لوتين وزيازانثين)، وأخرى مزيجًا من أوميغا-3 والمغذيات النباتية.
خضع المشاركون لاختبارات قياس الوظائف الإدراكية في بداية الدراسة وبعد عامين وأربعة أعوام، ولم تظهر النتائج أي اختلاف بين المجموعات في معدلات التدهور الإدراكي.
وقالت الدكتورة تشو في بيان صحفي: "على عكس ما يعتقده الكثيرون، لم نرَ أي فائدة لأوميغا-3 في منع التدهور الإدراكي".
تأتي هذه النتائج في سياق جهود مستمرة لفهم العلاقة بين التغذية ومرض الزهايمر، الذي يُعد السبب الرئيسي للخرف في الولايات المتحدة ويؤثر على نحو 5.1 مليون شخص فوق سن 65 عامًا.
وأشارت الدكتورة لينور لونر، الباحثة البارزة في مختبر الأوبئة وعلوم السكان في المعهد الوطني للشيخوخة: "ربما يكون للتوقيت أو النظام الغذائي العام دور في تأثير المغذيات، مما يستدعي مزيدًا من الدراسات لفهم هذه العلاقة".