بين أساور اللياقة والساعات الذكية.. المنافسة تشتعل بقوة
غالبا ما يمكن توصيل أجهزة تتبع اللياقة البدنية بالهاتف الذكي أو الحاسوب أو قد يكون ذلك ضروريا في بعض الأحيان، وعندئذ يتم نقل البيانات
تمتاز أساور اللياقة البدنية بأنها من الأجهزة الإلكترونية البسيطة غير المعقدة، والتي تقوم باحتساب عدد الخطوات وتقيس معدل نبضات القلب والوقت والمسافات والارتفاعات بمساعدة النظام العالمي لتحديد المواقع والبارومتر.
ولا تتوافر مثل هذه الوظائف في الساعات الرياضية GPS والساعات الذكية، التي تقوم بتتبع النشاط الحركي الشخصي والأداء الرياضي لأغراض اللياقة البدنية أو تعزيز الجوانب الصحية، ولذلك غالبا ما يطلق عليها اسم أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
وغالبا ما يمكن توصيل أجهزة تتبع اللياقة البدنية بالهاتف الذكي أو الحاسوب أو قد يكون ذلك ضروريا في بعض الأحيان، وعندئذ يتم نقل البيانات، التي يتم جمعها، وتخزينها وتحليلها، وغالبا ما يتم إجراء هذه التحليلات على تطبيق الهاتف الذكي مباشرة، ولكن قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إطلاع الشركات على هذه البيانات، التي يتم نقلها إلى خوادم الشركات المنتجة من الأجهزة الجوالة.
- شركة صينية تطور ساعة ذكية تراقب صحة الجهاز التنفسي
- تطبيق ومدينة ذكية وأساور.. ثلاثية كوريا الجنوبية للإطاحة بكورونا
وأوضح عالم الرياضة توماس كامينادي قائلا: "يجب أن توفر أساور اللياقة البدنية بعض الوظائف الأساسية، مثل عداد الخطوات وساعة الإيقاف ومراقبة معدل نبضات القلب".
ويعمل عداد الخطوات في أساور اللياقة البدنية البسيطة بدون النظام العالمي لتحديد المواقع GPS، وذلك اعتمادا على مستشعر الحركة أو مستشعر التسارع، ولذلك فإن تكلفة مثل هذه الأجهزة تكون منخفضة للغاية، كما تتوافر موديلات رخيصة من أساور اللياقة البدنية تتضمن عداد الخطوات وقياس معدل نبضات القلب، ويمكن استعمال هذه الأجهزة بدون حساب مستخدم أو هاتف ذكي مقترن.
وأضاف توماس كامينادي قائلا: "تعتبر وظيفة الملاحة من الوظائف المهمة للأشخاص، الذين يتنقلون من مكان لآخر باستمرار، ولذلك فقد تم تطوير الساعات الرياضية المزودة بنظام GPS". وتساعد الخريطة المستخدم على التوجه أثناء الجري مثلا، وإذا قام المستخدم بتحميل مسار الجري قبل ممارسة الرياضة، فإن الساعة تقوم بإصدار صوت رنين عندما يتعين على المستخدم الانعطاف في مسار الجري.
ويتعين على المستخدم قبل شراء هذه الأجهزة معرفة ما يرغب في تحقيقه بواسطة أساور اللياقة البدنية أو الساعة الرياضية، وما نوعية الوظائف الضرورية بالنسبة له، وفي أغلب الأحيان تعتبر أساور اللياقة البدنية من أفضل الاقتراحات.
لماذا ترغب في ممارسة الرياضة؟
وينصح لارس دونات، من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن، قائلا: "يجب على المرء أن يسأل نفسه لماذا يرغب في ممارسة الرياضة على المدى الطويل، وما هي الوظيفة المساعدة، التي يمكن أن توفرها أساور اللياقة البدنية أو الساعات الذكية هنا".
علاوة على أنه يجب التفكير في كيفية ممارسة الرياضة، وهل يكفي ممارسة التمارين الرياضية في القبو بواسطة أجهزة اللياقة البدنية أو يحتاج المرء إلى المشاركة الاجتماعية أثناء ممارسة الرياضة؟ وما هي الأهداف المحددة من ممارسة الرياضة؟ وكيف يمكن للمرء مكافأة نفسه عند تحقيق أهدافه؟ وما هي وظائف أساور اللياقة البدنية، التي يمكن أن تدعم المرء في التمارين الرياضية اليومية؟
وأكد الخبير الألماني لارس دونات أن الأمر يتعلق بمراقبة عمليات التدريب الفردية بواسطة الجهاز المناسب. وأضاف لارس دونات قائلا: "غالبا ما تكون أساور اللياقة البدنية كافية مع التمارين ذات الشدة المنخفضة؛ نظرا لأن أساور اللياقة البدنية العادية تمكن المرء من التعرف على مقدار الحركة وشدتها، وعند اقتران أساور اللياقة البدنية بتطبيقات الهاتف الذكي، فإنها تكون كافية للغاية".
وظائف أكثر
وتوفر الساعات الرياضية والساعات الذكية وظائف أكثر من أساور اللياقة البدنية في أغلب الأحيان؛ حيث إنها تقوم بإدارة خطط التدريب، علاوة على أنها تتعرف على تمارين الأجهزة أو تستخدم الاهتزازات لتذكير المرء بجلسة التمارين التالية.
وعن طريق تطبيق الهاتف الذكي المقترن بأساور اللياقة البدنية أو الساعة الذكية تتم مزامنة البيانات مع خوادم الشركة المنتجة أو خدمات التخزين الأخرى، وأوضح لارس دونات قائلا: "يمثل تدفق البيانات في حالة الأجهزة المقترنة إشكالية كبيرة؛ ولذلك يتعين على المرء قراءة الشروط والأحكام العامة للاستخدام، التي تقدمها الشركات ومقدمي الخدمات، وعندئذ يدرك الكثير من الأشخاص انعدام الشفافية عند التعامل مع تدفق البيانات في أغلب الأحيان".
وتستغل بعض الخدمات البيانات لصالح المستخدم؛ حيث تقوم بعض الشركات بتوثيق الدورات التدريبية أو مسارات الجري وركوب الدراجات، مع إضافة الصور أو الخرائط أو المعلومات الأخرى، كما يمكن مشاركتها مع الأصدقاء أو شركاء التمرين، وأضاف توماس كامينادي قائلا: "ومن خلال هذه الطريقة يتم تحويل التدريب إلى نوع من الإطار الاجتماعي عن طريق البرمجيات، كما يمكن للمرء مقارنة نفسه باستمرار أو جمع الأفكار بخصوص مسارات الجري الجديدة".
وأكد البروفيسور لارس دونات أن الساعات الذكية أصبحت من منتجات الحياة العصرية، ولا يقتصر ارتداؤها على ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث يمكن استعمالها على الدوام لإظهار الوقت، علاوة على شحن البطارية بصورة أسرع مع تحسين دقة المستشعرات باستمرار.
وأوضح البروفيسور الألماني أن الموديلات المستقبلية ستتضمن بطاقة E-Sim، وبالتالي فإنها ستعمل دون الحاجة إلى الاقتران بالهاتف الذكي، وتزخر أسواق الإلكترونيات بهذه الموديلات بالفعل حاليا.