طالب يكشف كواليس مجزرة مدرسة فلوريدا.. ماذا حدث؟
ويل جيلروي، الطالب بمدرسة ستونمان دوجلاس الثانوية، يعيش حالة حزن لعدم قدرته على رؤية أصدقائه الذين لقوا مصرعهم في حادث إطلاق النار.
قال ويل جيلروي (15 عاماً)، الطالب بمدرسة ستونمان دوجلاس الثانوية في جنوب شرق فلوريدا، إنه كان موجوداً بالمدرسة يوم حادث إطلاق النار الذي أسفر عن 17 قتيلاً و15 مصاباً، والذي ارتكبه نيكولاس كروز البالغ من العمر 19 عاماً.
ولفت جيلروي، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه كان على وشك مغادرة المدرسة، وكان من المفترض أن يدق الجرس خلال 10 دقائق، حتى سمع الطلاب صوت إنذار الحرائق.
كان ويل وزملاؤه متشككين حيال الجرس، وبدأوا يفكرون حول هل هو مزحة أم حادث حقيقي، فخرج نصف الطلاب الموجودين بحجرة الدراسة ثم شاهدوا حارسي أمن قالا لهم: "عودوا إلى الداخل الآن"، لذا ركض ويل وزملاؤه عائدين، وأثناء ذلك سمعوا أصواتاً مشابهة لأصوات الألعاب النارية.
وكانت المدرسة أعلنت فى الشهر السابق للهجوم إجراء تمرين على حوادث إطلاق نار، لذا اعتقد الطلاب أن هذا هو التدريب.
- حادث مدرسة فلوريدا.. المشتبه به مريض نفسيا ولديه ولع بالأسلحة
- تعرف على "البطل" الذي خاطر بحياته لإنقاذ طلاب فلوريدا
وقالت سي إن إن الأمريكية، إن الطلاب قاموا باتباع الإجراءات التي تعلموها، حيث أطفأوا الأضواء وتأكدوا من إغلاق الباب والاختفاء عن الأعين داخل خزانة اتسعت لـ30 طفلاً وهم يعتقدون أن ما يحدث هو تدريب فقط.
فيما بقي الطلاب في أماكنهم لحوالي 20 دقيقة حتي سماع صافرات إنذار وبدأوا يدركون أن الأمر حقيقي، فأرسلوا إلى آبائهم رسائل لطمأنتهم.
والدة ويل وهي تعمل مُعلمة بمدرسة تبعد نصف ميل عن مدرسة نجلها، ردت على ويل في رسالتها قائلة: "نعم لأن هناك رجلاً مسلحاً بمدرستك".
بعث ويل برسالة أخرى لوالده فأخبره بألا يستخدم هاتفه وعدم التحدث.
وتابع الطالب وزملاؤه وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يجري فوجدوا أصدقاءهم يقولون إن هناك مسلحاً وعليهم أن يحاولوا البقاء آمنين.
وقال ويل إنه وزملاءه حاولوا تهدئة بعضهم البعض، وكان الطلاب يبكون لكنه كان مصدوماً وقضى معظم وقت الحادث وهو يفكر: هل هذا يحدث بالفعل لمدرسته؟
سمع الطلاب شائعات حول مَن سقط قتيلاً وعدد المسلحين الموجودين، وقالوا إنهم سمعوا كثيراً من الشائعات حول عدد المسلحين، لكن بعد ساعة وصلت الشرطة وقالت لهم أن يخرجوا رافعي أيديهم للأعلى.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن ويل وزملاءه لم يرغبوا في الخروج؛ لأنهم لم يتمكنوا من رؤية الموجودين بالخارج، لكنهم سمعوا 3 أصوات ثم سمعوا صوتا يقول: "أحتاج فتى موجوداً بجوار هذا الباب"، ثم خرجت معلمتهم بعدما اعتقدت أنهم رحلوا، ليسمعوا بعد ذلك جملة "ارفعوا أيديكم، اتركوا أي شيء في أيديكم".
رافق أفراد الشرطة الطلاب إلى الشارع، وأخبروهم إذا كان معهم أي حقيبة فعليهم تركها، موجهين إليهم 3 أسئلة: هل أنتم مصابون؟ هل التقطتم أي صورة أو فيديو؟ هل علمتم أي شيء حول المسلح؟ ثم تركوهم يغادرون.
وقال ويل إنه اعتقد أنه سيكون يوم عيد حب سعيدا، وإنه لم يعتقد أن شيئاً مماثلاً لهذا سيحدث، والآن يعيش حالة حزن حول عدم قدرته على رؤية الأصدقاء الذين لقوا مصرعهم في الحادث.
وفيما يتعلق بمنفذ الحادث نيكولاس كروز (19 عاماً)، الطالب السابق بالمدرسة التي شهدت الحادث، ذكرت تقارير سابقة أنه كان يتلقى علاجاً داخل مركز للصحة العقلية وفصل من المدرسة بسبب مشاكل تتعلق بالسلوك.
منع بعض المعلمين نيكولاس كروز من حضور صفوفهم؛ بسبب سلوكياته الغريبة، وقال أحد المدرسين إنه كان ممنوعاً من إحضار حقيبته المدرسية، وإن أفراد الأمن كانوا يفتشونه للتأكد من عدم حيازته أسلحة.
وكان المعلمون قلقين جداً حياله وحاولوا مساعدته، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال مدرس تعامل مع كروز خلال الصف السادس، إنه عندما تنظر إلى عينيه سترى أن هناك مشكلة، وإن سلوكه داخل الحجرة الدراسية لم تكن به مشكلة دائما، لكن على فترات، فمثلاً كان يبصق أي شيء من فمه وكان ذلك غير لائق.
وقال معلمون آخرون بالمدرسة المتوسطة: إن سلوكياته كانت تحدياً للنظام المدرسي، وبدا وكأنه على مسار مقلق، وفي السنوات التي سبقت تنفيذه لأحد أسوأ حوادث إطلاق النار في تاريخ الولايات المتحدة واجه نيكولاس كروز سلسلة من الإجراءات التأديبية المتصاعدة بسبب العصيان وإطلاق الألفاظ النابية والقتال والاعتداءات.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز