طلاب ثانوية فلوريدا.. عودة حزينة بعد مجزرة أليمة
عودة صعبة شهدتها مدرسة فلوريدا مسرح حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة 17 شخصا، وسط صدمة وهلع مازالا يكبلان جميع طلابها وأساتذتها.
عودة صعبة شهدتها مدرسة فلوريدا الأمريكية مسرح حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة 17 شخصا، وسط صدمة وهلع مازالا يكبلان جميع طلابها وأساتذتها.
حادثة فارقة هزت المدرسة في 14 فبراير/شباط الجاري، حين اقتحم مراهق يُدعى نيكولاس كروز مدرسة باركلاند الثانوية، المفصول منها، وأطلق النار على عدد من زملائه القدامى ومعلميه، ما أسفر عن سقوط 17 قتيلا، وإصابة آخرين.
هلع العودة إلى مسرح الحادثة
وبعودة الطلاب والأساتذة الأحد، لم يكن بالهَيّن الرجوع إلى مسرح حادث بتلك البشاعة، غير أن الناجين كانوا مجبرين على ذلك لاستمرار الدروس، وقاموا بتعزية بعضهم، مطالبين بتحرك سريع للتعامل مع العنف الناتج عن اقتناء السلاح.
ديفيد هوغ، أحد الناجين من إطلاق النار، قال معقبا عن ذلك، في برنامج "هذا الأسبوع"، على محطة "ايه بي سي" المحلية: "تخيل أن تكون في طائرة تعرضت لحادث، ثم عليك الصعود إلى نفس الطائرة كل يوم، لن يكون الأمر كما كان عليه في السابق".
شرخ نفسي لن يندمل سريعا، هذا ما أكده المختصون، ما يشي بأن العودة إلى نفس المكان لن تكون يسيرة بالمرة، لأن الأحداث المريعة التي شهدها المكان ستقفز إلى مخيلة كل طالب وأستاذ حالما تجتاز قدماه باب المدرسة أو حتى قبل ذلك.
وفي محاولة لتجاوز الصدمة النفسية، نظمت المدرسة، أمس، يوما تطوعيا لـ"تأهيل" طلابها والعاملين فيها قبل فتح أبوابها من جديد، الإثنين، واستئناف الدروس بدءا من يوم الأربعاء، في خطوة وصفت بـ "الشاقة" و"المخيفة"، لكنها ضرورية في الآن نفسه بالنسبة للناجين، من أجل المضي قدما في حياتهم عقب الهجوم.
إحدى المعلمات بالمدرسة تحدثت لاذاعة "إن بي آر" المحلية، عن صدمة رجوعها إلى قاعات دراسة تُركت كما هي بعد الحادث، حيث الدفاتر ما زالت على الطاولات، والروزنامة تشير إلى يوم 14 فبراير/شباط، ما جعلها تشعر بأنها مريضة وتغادر المدرسة سريعا.
الأمل يطيح بالألم والخوف
في المقابل، نشر كاميرون كاسكي، وهو طالب نجا أيضا من الهجوم، صورة عبر "تويتر" للطلاب في باحة المدرسة، وعلّق عليها: "من الجيد العودة إلى مكاننا".
أما الطالبة ميشيل ديتمير، التي حضرت جلسة التأهيل، فقالت لقناة "إيه بي سي" المحلية، إن "جميع أصدقائي معي هنا، وهذا يجعلني أشعر بأني لست وحيدة في هذا الوضع".
ووفق قناة "دبليو إس في أن"، فإن المدرسة تلقت أيضا الدعم من خريجيها الذين قاموا بإعداد لافتات لتزيين قاعات الدروس.
ترامب و"عسكرة" التعليم
وسط مطالب ملحة للتحرك لمنع تكرار مثل هذه الهجمات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه منفتح على مقترح رفع حد السن الأدنى لاقتناء السلاح ومنع تحويل البنادق نصف آلية إلى آلية.
واقترح ترامب، الأربعاء الماضي، خلال استقباله في البيت الأبيض عائلات ضحايا إطلاق النار، تسليح عدد من المعلمين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يساهم في التصدي للهجمات التي تستهدف المدارس بين الحين والآخر.
وفي وقت لاحق، أوضح أنه يقترح تسليح قسم من الأساتذة بشكل خفي، على أن يتم اختيارهم بشروط محددة أو إخضاعهم لتدريبات خاصة.
وبعدها بيومين، اعتبر ترامب، في تصريحات نقلها الإعلام الأمريكي، أن "حارس الأمن لا يعرف الأطفال ولا يحبهم، أما المعلمون فهم يحبون التلاميذ".
وقال في كلمة ألقاها خلال المؤتمر السنوي للمحافظين، في ولاية مريلاند: "نحن بحاجة إلى من يعتني بأبنائنا في المدارس".
وقتل نيكولاس كروز ضحاياه الـ17 في مدرسته الثانوية السابقة في فلوريدا، بواسطة بندقية هجومية نصف آلية كان حصل على رخصة لشرائها، في أسوأ مجزرة مدرسية تشهدها البلاد منذ حادث مدرسة "ساندي هوك" قبل ست سنوات، والذي خلّف 26 قتيلا.