بالكاريكاتير.. حادث فلوريدا وفوضى السلاح
بينما يترقب العالم الجدل الدائر في الشارع الأمريكي حول حق امتلاك الأسلحة عبّر رسامو الكاريكاتير عن تضامنهم مع ضحايا حوادث إطلاق النار.
بينما يترقب العالم الجدل الدائر في الشارع الأمريكي حول حق امتلاك الأسلحة عبّر الكثير من رسامي الكاريكاتير، لا سيما الأمريكيون، عن تضامنهم ودعمهم ضحايا حوادث إطلاق النار الجماعي.
ووجه البعض سهام انتقاداتهم للإدارة الأمريكية وجمعية الأسلحة الوطنية والمشرعين في الكونجرس، باعتبارهم ثالوث الدفاع عن قوانين حيازة وحمل السلاح، لأنهم يتظاهرون بأنهم لا يملكون إلا التعاطف والدعاء.
- أصداء مجزرة فلوريدا.. تدقيق السوابق الجنائية لمشتري الأسلحة
- حادث فلوريدا يكشف مأساة.. 310 ملايين قطعة سلاح بيد المدنيين
وفي غضون ذلك يستمر الغضب في صفوف الطلاب وأولياء الأمور بعد سقوط نحو 17 قتيلا في مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية، بمقاطعة برووارد في ولاية فلوريدا، في عملية إطلاق نار، هي من بين الأسوأ منذ 25 عاما في الولايات المتحدة، نفذها طالب سابق بالمدرسة فُصل منها لأسباب تأديبية.
وتم القبض على مطلق النار والتعريف عنه بأنه نيكولاوس كروز، المولود في سبتمبر/أيلول 1998، والذي اعتبرت منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "مقلقة للغاية"، وكان مسلحا ببندقية شبه آلية طراز إر-15.
اتفق كثير من الفنانين في سخريتهم اللاذعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره المهيمن على الأمور، والمسؤول عما آلت إليه لأنه لا يضغط من أجل إصلاح أو تعديل تشريعات حيازة السلاح، كما فعل لمحو أو تعديل إرث قوانين سلفه باراك أوباما.
ورأى آخرون أن بعض النواب الجمهوريين مثل النائب الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق ماركو روبيو، عضو جمعية الأسلحة الوطنية، يذرفون دموعا زائفة على الضحايا أشبه بالرصاص، ويزعمون أنهم يتعاطفون مع هؤلاء المساكين، على الرغم من أنهم يتقاضون أموال الجمعية الملوثة بدماء الضحايا.
ووصف البعض الساسة الأمريكان بأنهم "فاسدون" يتقاضون أموالا من جمعية الأسلحة الوطنية مقابل الصمت على تكرار حوادث إطلاق النار الجماعي وإهدار دماء الأبرياء من ضحايا عمليات العنف.
وتخيل البعض حال "العم سام" الذي تمثل حيازة السلاح حقا دستوريا مقدسا لا يمكن المساس به، في مواقف متناقضة تعبر عن دراماتيكية الموقف.
فتارة يظهر "العم سام" ساجدا وسط بركة من الدماء يتضرع لبندقية من أجل الكف عن إهراق المزيد من الدماء، على الرغم من أن يديه مخضبتان بدماء هؤلاء الضحايا.
وتارة أخرى يظهر عاجزا وكأنه مخدر جراء مسكنات الحجج التي يبرر بها البعض انتشار تلك الحوادث، أو يحمل جثة طالب ويبكي آسفا على ما آل إليه حال المجتمع الأمريكي جراء تكرار حوادث إطلاق النار الجماعي في المدارس، التي بلغت منذ مطلع 2018 نحو 18 حادثة.
في المقابل تجسد إحدى الرسوم الشيطان يسخر من الساسة الأمريكان، الذين يلقون باللائمة على تشريعات حيازة الأسلحة أو منفذي الهجمات المضطربين عقليا ويغضون الطرف عن الأسباب الحقيقية.
وصور رسامون آخرون الوضع الراهن في المدارس الأمريكية بأنه خطير للغاية، وأن الطلاب وأولياء الأمور لا يملكون إلا التعاطف والدعاء في ظل أذن صماء وتجاهل المشرعين الأمريكيين صرخاتهم ودعواتهم من أجل تعديل قوانين الرقابة على الأسلحة.