دراسة سويسرية: تنوع البكتيريا بأنوف الأطفال يسرع التعافي من الإنفلونزا
دراسة سويسرية توصلت إلى أن الأطفال الذين تعيش في أنوفهم مجموعة متنوعة من البكتيريا يتعافون بسرعة أكبر من أول إصابة بالإنفلونزا
أضافت دراسة سويسرية جديدة رصيدا إضافيا لبنك الثروة البكتيرية المليء بالعديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن تجنيها البشرية من البكتيريا، التي ترتبط في أذهان الكثيرين بـ "الجوانب السلبية".
والبكتيريا إما أن تكون سلبية لها آثار تدميرية، أو نافعة يكتشف الباحثون بشكل دائم مزاياها في مجالات صناعة الأدوية وعلاج الأمراض ومعالجة المياه، وكان آخرها الاكتشاف الذي توصل له باحثون من مستشفى الأطفال الجامعية في بازل.
وتوصل الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي يوم 3 ديسمبر الجاري، إلى أن الأطفال الذين تعيش في أنوفهم مجموعة متنوعة من البكتيريا يميلون إلى التعافي بسرعة أكبر من أول إصابة بالإنفلونزا، مقارنة مع أولئك الذين لديهم تنوع أقل يغلب عليه البكتيريا من عائلتي موراكسيلاسي " Moraxellaceae " و الستربتوكاسكاي " Streptococcaceae".
ويقول الدكتور رونالد بي نيومان من مستشفى الأطفال بجامعة بازل، واحد الباحثين المشاركين بالدراسة في تقرير نشره موقع مؤسسة الرئة الأوروبية بالتزامن مع نشر البحث : "من المعروف أن أنواعا مختلفة من البكتيريا تعيش في أمعائنا.. و الجهاز التنفسي مثل الأمعاء يعتبر موطنا لمجموعة واسعة من البكتيريا، ونحن بدأنا نفهم أن أنواع وأعداد هذه البكتيريا، يمكن أن تؤثر على صحتنا التنفسية".
183 طفلا
وتتبع هذا البحث مجموعة من الأطفال منذ الولادة، وطُلب من آبائهم الاتصال بالباحثين حال ظهور أعراض أول عدوى تصيب الجهاز التنفسي، و أخذ الباحثون مسحات من أنوف الأطفال في تلك المرحلة ثم أخذوا مسحات مرة أخرى بعد 3 أسابيع، وقاموا بتحليل المسحات عن طريق اختبار وجود فيروسات الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد، وأنواع أعداد البكتيريا المختلفة.
وباستخدام مجموعة من المسحات من 183 طفلاً، تمكن الباحثون من تصنيف درجة شفاء الأطفال وفقًا لتركيب الجراثيم الأنفية، فاكتشفوا أن الأطفال الذين استمرت أعراض الإصابة لديهم حوالي أسبوعين، كان لديهم خليط من البكتيريا في أنوفهم و جراثيم لم تكن تهيمن عليها البكتيريا من عائلتي موراكسيلاسي أو الستربتوكاسكاي، بينما الأطفال الذين استمرت أعراضهم ثلاثة أسابيع أو أكثر ، وجد الباحثون تنوعًا أقل في أنواع البكتيريا التي تعيش في أنوفهم، وكانت الكائنات الحية المجهرية أكثر عرضة للسيطرة على البكتيريا من هاتين العائلتين.
ويعلق د.أورس فراي، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى الأطفال التابع لجامعة بازل، وأحد أعضاء الفريق البحثي على هذه النتيجة قائلا : "هي تساعدنا على فهم كيف أن البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في الممرات الهوائية العليا مهمة للصحة التنفسية".
ويضيف في التقرير الذي نشره موقع مؤسسة الرئة الأوروبية: "نعرف أن المضادات الحيوية والعوامل البيئية يمكن أن تغير أعداد وأنواع البكتيريا في أنوف الأطفال.. لا نعرف حتى الآن ما هو مزيج البكتيريا المثالي، وهذا من الضروري معرفته حتى يمكننا أن نفهم كيف نستطيع توظيفها في العلاج".
استخدامات متعددة
والاتجاه نحو توظيف البكتريا في العلاج منتشر منذ السبعينيات، ومؤخرا أنتجت الباحثة المصرية د.معتزة الشافعي، من قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث "زبادي" خاصا بمرضى هشاشة العظام مدعما ببكتريا (لاكتوبسلس ريوترياي).
وتنتج هذه البكتريا انزيم "الفيتز" الذي يساعد على سهولة امتصاص الجسم للمعادن الموجودة في الأطعمة والمطلوبة لعلاج مرض هشاشة العظام.
واستخدم الباحث الفلسطيني أحمد بغدادي أثناء إعداده لأطروحة الماجستير قبل عامين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بكتيريا (سيدوفيرمس) لعلاج شروخ المباني.
واعتمدت الطريقة التي وصفها في أطروحة الماجستير على إضافة هذه البكتريا إلى خلطة البناء لتظل خاملة ومع حدوث أي شرخ ودخول الهواء والماء تنشط لتستمد غذاءها من تراب المشطورات (الدياتوميت) الذي تم وضعه بالخلطة، ومن ثم تعمل على تكوين كربونات الكالسيوم التي تسد الشرخ، وترأب الصدع.