يمنع الإصابة الشديدة.. لقاح الإنفلونزا يحارب كورونا
إذا كنت حصلت على لقاح الإنفلونزا، فإن ذلك قد يقلل من احتمالية إصابتك بعدوى شديدة من "كوفيد -19" والتي قد تتسبب في جلطات دموية أو الإصابة بسكتة دماغية أو العلاج في وحدة العناية المركزة.
هذا ما كشفته دراسة أمريكية عرضت، الأحد الماضي، في الاجتماع السنوي الافتراضي للمؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية.
ويقول الدكتور ديفيندر سينج، من كلية الطب بجامعة ميامي ميلر، والمؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشرته الإثنين، شبكه "هيلث داي": "قيمة عملنا أنه مع استمرار محدودية الموارد حول العالم والتي تقيد الوصول إلى لقاح (كوفيد -19)، فقد يكون لقاح الإنفلونزا بديلا".
ويضيف: "بما إن الاصابة السابقة بالإنفلونزا تحمي من الأعراض الشديدة لكوفيد -19، فإن سكان العالم قد يستفيدون من التطعيم ضد الإنفلونزا، حيث يمكن أن يعمل هذا التطعيم بشكل مزدوج للوقاية من فيروس كورونا والإنفلونزا".
والسبب الذي يجعل لقاح الإنفلونزا يحمي من بعض الآثار الشديدة لـ"كوفيد -19" ليس واضحًا، لكن من المحتمل أنه يهيئ الجهاز المناعي لتقليل احتمالات حدوث بعض الأضرار التي تظهر أيضًا مع الإنفلونزا.
وخلال الدراسة استخدم الباحثون قاعدة بيانات (TriNetX) البحثية لجمع البيانات عن مجموعتين، تضم كل منهما أكثر من 37000 مريض.
حصل الأشخاص في المجموعة الأولى على لقاح الإنفلونزا من أسبوعين إلى 6 أشهر قبل تشخيص إصابتهم بـ(كوفيد -19)، وكان لدى المجموعة الثانية أيضًا (كوفيد -19)، لكن لم يتم تطعيمهم ضد الإنفلونزا.
قارن الباحثون معدل حدوث الآثار الشديدة بين المجموعتين بدراسة تعفن الدم والسكتة الدماغية وتجلط الأوردة العميقة (DVT)، والانصمام الرئوي، والفشل التنفسي، ومتلازمة الضائقة التنفسية، وآلام المفاصل.
كما قيموا معدلات الفشل الكلوي، وفقدان الشهية، والنوبات القلبية، والالتهاب الرئوي، وزيارات قسم الطوارئ، ودخول المستشفى، والقبول في وحدة العناية المركزة والوفاة.
ووجدوا أن الأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح الإنفلونزا كانوا أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 20٪ لدخول وحدة العناية المركزة، وما يصل إلى 58٪ أكثر عرضة لزيارة غرفة الطوارئ، وما يصل إلى 45٪ أكثر عرضة للإصابة بالمرضين.
كما كان 58٪ أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية، وما يصل إلى 53٪ كانوا أكثر عرضة للإصابة بجلطات الأوردة العميقة، ولم يلاحظ أي تأثير على خطر الموت، ورغم ذلك ومع هذه النتائج، يحذر العلماء من أن لقاح الإنفلونزا ليس بديلاً عن لقاح (كوفيد -19).
ويقول إريك سيو بينا، من مركز الصحة العاجلة "نورثويل هيلث" في نيويورك، والذي لم يكن جزءًا من الدراسة: "بينما تُظهر الدراسة ارتباطًا واضحًا بين أولئك الذين يحصلون على لقاح الإنفلونزا وانخفاض معدلات الإصابة بعدوى كوفيد -19، يجب أن نكون واضحين أن هذه الدراسة لا تظهر السببية ولا تشير حتى إلى وجود صلة سببية واضحة حول كيفية مساعدة التطعيم ضد مرض كوفيد".
ومن جانبه، يقول الدكتور مارك سيجل أستاذ الطب في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك في مدينة نيويورك، والذي لم يكن أيضا جزءًا من الدراسة: "من المحتمل أن لقاح الإنفلونزا يحفز جهاز المناعة بطريقة تقوض الاستجابة الالتهابية المختلة لـ (كوفيد-19)، والتي تسبب تخثر الدم ومشاكل خطيرة أخرى".
لكن سيجل أشار إلى أنه لا يمكنك الاعتماد على لقاح الإنفلونزا لحمايتك من (كوفيد -19)، وحث الجميع على الحصول على لقاح (كوفيد -19)، وقال "إنه أعظم لقاح تم اختراعه على الإطلاق".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز