بين جبال سيناء.. مباريات كرة قدم في درجات حرارة تقترب من الصفر (صور)
في درجات حرارة تقترب من الصفر، وبملابس بدوية، يقف فريقان للعب كرة القدم، لساعات طويلة بين أحضان جبال سانت كاترين بجنوب سيناء في مصر.
قوانين اللعب واحدة، غير أن الأجواء مختلفة، والكواليس كذلك. لا موعد محددا للعب، ولا زي موحدا، حتى الأحذية كانت خفيفة، تلائم السير في المساحات الرملية الشاسعة، والمترامية هناك.
بجلبابه الأبيض كان الطفل حسين محمد، عائدا من أحد الدروس، رأى رفاقه يتجمعون في ساحة رملية بها مرمى، فقرر مشاركتهم اللعب، ملقيا بكتبه وكراساته إلى جوار القائم. فتلك اللحظات التي يهربون فيها من مشقة المعيشة، تكاد تكون ألطف ما يمرون به في يومهم.
يرفع حسين طرف جلبابه ويلفه حول خصره، ويمارس اللعب هكذا لساعات دونما كلل أو ملل، فالليل إذا دخل عليه، لم تعد هناك أنشطة يمارسها هو أو غيره، إلا في أماكن محدودة.
يقول حسين لـ"العين الإخبارية" إنه لا يكف عن اللعب صيفا أو شتاء، لكن لكل فصل وقت محدد للعب، فالظهيرة وقت الصيف من المستحيل أن نلعب في هذه الأجواء الحارة جدا، بعكس الشتاء، التي تكسر الشمس درجة الحرارة بالغة البرودة والتي تصل إلى تحت الصفر في الليل.
تبدأ لحظات اللعب بتقسيم عدد الأفراد الحاضرين، ولكل فريق 5 لاعبين وحارس مرمى، وإذا زادت الأعداد فهم يجلسون على دكة البدلاء، المتمثلة في صخور غير بعيدة عن محل اللعب.
ويتولى أكبر المتنافسين في تلك المباراة عملية توزيع اللاعبين بين هذا الفريق أو ذاك، وحين تبدأ المباراة، يتحول سكون المكان باتساعه، إلى صخب كبير نتيجة اللعب.
لا يرى موسى عامر مشكلة في اللعب بالجلباب، على عكس أبناء المدن، فطبيعة معيشته المعتمدة على ذلك الزي جعلته يتأقلم معه في كافة شؤون الحياة. يقول الصبي لـ"العين الإخبارية" إنه لا يستطيع اللعب إلا بهذا الشكل، بعدما اعتاد الأمر: "الصنادل أسهل في التحرك من الأحذية العادية، يلعب معنا أحيانا أبناء القاهرة هنا في زياراتهم، لكنهم لا يتحركون بخفة مثلنا".
ويمتد اللعب بين أحضان الجبال، من الصباح إلى المساء، لكن سقوط الأمطار أحيانا يحول دون الأمر، كذلك شدة البرودة والرياح، فيجتمع اللاعبون في اليوم التالي مجددين اللعب، دون تخطيط مسبق، في لحظات يسرقون فيها بعض المتعة، في مثل هكذا بيئة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز