العزل والتباعد.. كيف تستخدم مصطلحات كورونا في تحليل المباريات؟
"العين الرياضية" تقدم نموذجا في كيفية استخدام المصطلحات المنتشرة بسبب فيروس كورونا المستجد في تحليل مباريات كرة القدم.
العزل الصحي، التباعد الاجتماعي، والحظر، مصطلحات اعتادت عليها آذان الجماهير على مدار الفترات الماضية، حيث فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، غير أن هذه المصطلحات قد تكون شبيهة لبعض تلك التي يتم استخدامها في تحليل مباريات كرة القدم.
تحليل مباريات كرة القدم يعتبر من الفنون التي لا يتقنها الكثيرون، ولكنها من الأمور المحببة إلى جماهير اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولا شك أن هذا الفن سيعود بقوة مع عودة الدوريات الأوروبية الكبرى للانطلاق خلال الفترة المقبلة.
ومثل أي فن من الفنون، فإن بعض مصطلحات التحليل لا بد وأن تتأثر بالظروف الطارئة في المجتمع، وهو ما قد ينبئ باستخدام المصطلحات المنتشرة مؤخرا بسبب فيروس كورونا في تحليل مباريات كرة القدم.
التباعد
مصطلح التباعد الاجتماعي يتم استخدامه للتنبيه على الأفراد بضرورة ترك مسافة آمنة بينهم وبين أقرب الأشخاص إليهم، بحيث لا تقل عن متر ونصف، خوفا من انتشار العدوى.
وفي كرة القدم، فإن التباعد لا يعتبر من الأمور الإيجابية بالنسبة لأي فريق، حيث تعتبر مسألة التقارب بين خطوط الملعب وبين اللاعبين في مختلف المراكز من الأمور التي تمنحه عاملا إيجابيا، وتجعله أكثر قدرة على التحكم في مجريات اللعب.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك بعض المدربين الذين يلجأون إلى تلك الطريقة في بعض الأحيان، من أجل تحقيق بعض الإيجابيات الأخرى، وعلى رأسهم الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي.
من أبرز الطرق التي يعتمد عليها المدرب الإسباني في خلخلة دفاع المنافسين، فتح الملعب بشكل كبير، من خلال إعطاء التعليمات للجناحين بالتزام خطي الملعب، وهو ما يجعل المسافة بينهما كبيرة للغاية.
ويستغل جوارديولا تلك الطريقة في إطلاق ظهيري الجنب إلى عمق الملعب، مع تقدم لاعب أو 2 من لاعبي الوسط، وفقا لطريقة اللعب، وهو ما يُربك دفاعات الخصم، في ظل تقدم لاعبي الفريق السماوي بشكل مفاجئ بدون مراقبة لصيقة.
التباعد الذي فرضه جوارديولا منذ البداية ينتهي في نهاية الهجمة بتقارب شديد، حيث يكون الجناح في كل جبهة من الجبهتين مثلثا قويا مع كل من الظهير ولاعب الوسط، وهو ما يمنح الفريق أفضلية كبيرة على المنافسين.
العزل والحظر
ومن المصطلحات الأخرى التي تُستخدم حاليا بسبب انتشار فيروس كورونا، مصطلح العزل الصحي، والذي يعني بقاء الشخص 14 يوما على الأقل منعزلا عن الآخرين، في حالة إيجابية الفحوصات التي يتعرض لها بخصوص الفيروس.
الحظر أيضا بات من المصطلحات الرائجة، وهو الأمر الذي تلجأ إليه بعض الحكومات، بمنع الناس من النزول إلى بعض الأماكن أو جميعها خلال فترة معينة، خوفا من تناقل الفيروس بين الأفراد.
المصطلحان يتشابهان إلى حدٍ كبير في تحليل مباريات كرة القدم، حيث أن عمل بعض المدربين على عزل لاعب أو خط بعينه ينتهي بفرض حالة من الحظر حول هذا اللاعب أو تلك المنطقة.
ولعل الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد الإسباني، يكون أبرز من يستخدمون تلك الطريقة خلال مبارياته، وهي الطريقة التي أثبتت نجاحا مبهرا معه.
سيميوني يعمل دائما على ترك مساحة كبيرة من الملعب لصالح الفريق المنافس، على أن يقوم بفرض حالة من الحظر حول أبرز لاعبيه أو أبرز خطوطه بشكل كامل، من خلال عزله عن باقي أرجاء الملعب.
ويمنح المدرب الأرجنتيني الفريق المنافس الفرصة للاستحواذ على الكرة حتى الثلث الأوسط من الملعب، ولكنه يستخدم الدفاع المتأخر لمنعه من تجاوز تلك المنطقة، ليبقى مرماه بعيدا عن التهديدات لأطول فترة ممكنة.
الطريقة شهدت نجاحا كبيرا في الفترة الأخيرة، خصوصا في مباراة ذهاب الدور ثمن نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، والتي فاز فيها فريقه على ليفربول الإنجليزي 1-0.
ولم ينجح المدرب الأرجنتيني في فرض نفس الحالة خلال مباراة الإياب، حيث نجح ليفربول في اختراق منطقة الحظر، ولكن لاعبيه تفننوا في إهدار الفرص، لينجح الأتليتي في الفوز بالمباراة بنتيجة 3-2، ويتأهل إلى الدور ربع النهائي.