البصمة الكربونية لكرة القدم تعادل الانبعاثات السنوية للنمسا

تعادل الانبعاثات التي تتسبب بها رياضة كرة القدم حاليا، الانبعاثات السنوية لدولة النمسا الأوروبية، وذلك وفقًا لتقرير علمي جديد أصدره معهد الطقس التابع لمنظمة "علماء من أجل المسؤولية العالمية ".
وبحسب التقرير، فإن انبعاثات اللعبة الأكثر شعبية في العالم، تزيد في الوقت الحالي بنسبة 60% عن الانبعاثات السنوية لأول دولة استضافت بطولة كأس العالم، أوروغواي.
سلط التقرير الضوء على كيفية تأثير تغير المناخ على كرة القدم، حيث يتسبب الطقس المتطرف في صعوبة لعب مباريات مدتها 90 دقيقة، خاصة في المناطق الأكثر حرارة ورطوبة.
كما وجد التقرير أنه في كأس العالم القادمة 2026، كان من المفترض أن تستضيف لوس أنجلوس، بالولايات المتحدة الأمريكية، التي دمرتها حرائق الغابات، ثماني مباريات.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن دور كرة القدم بشأن المناخ لا يزال في مهده ويركز بشكل عام على الحد من الانبعاثات التشغيلية.
ومن ناحية أخرى، فإن التوسع الكبير في البطولات الدولية، وعدد المباريات التي تُلعب، والرعاية من جانب الشركات الملوثة، ينتقص من أي خطوات ذات مغزى يتم اتخاذها في هذا السياق.
بحسب التقرير، فإن المصادر الرئيسية والأكبر للتلوث الناتج عن كرة القدم هي صفقات الرعاية التي تعقدها الأندية مع الشركات الملوثة للبيئة، ورحلات السفر الجوية للمباريات الدولية والمحلية، وعمليات بناء ملاعب جديدة.
ووجد التقرير أن إجمالي انبعاثات اللعبة يبلغ ما يتراوح بين 64-66 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وإذا استبعدنا رعاية للشركات الملوثة للبيئة، فإن البصمة الكربونية لأنشطة كرة القدم تنخفض إلى ما يتراوح بين 13-15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا يعادل انبعاثات دولة صغيرة مثل كوستاريكا.
ويقول التقرير، إنه يجب على كرة القدم أن تستيقظ على التهديد الذي يفرضه عليها تغير المناخ، فمن كل ملعب مغمور بالمياه إلى اللاعبين المعرضين للخطر بسبب الحرارة الشديدة، بدأت التأثيرات المناخية في تآكل أسس كرة القدم.
وبدون تغيير عاجل، فإن الأمر لن يزداد إلا سوءًا، وقالت تيسيل ميداغ، لاعبة كرة القدم المحترفة التي تلعب لمنتخب هولندا، "بدلاً من أن تكون مصدرًا للتلوث، يمكن لكرة القدم أن تكون أداة قوية للتغيير، وذلك باستخدام رياضة شعبية ومحبوبة للغاية في جميع أنحاء العالم لتأمين كوكب صحي صالح للسكن".
ووجد التقرير أن استضافة مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم للرجال لكرة القدم من المتوقع أن تنبعث منها ما بين 44000 إلى 72000 طن من ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعادل انبعاثات 31500 إلى 51500 سيارة متوسطة في المملكة المتحدة يتم قيادتها لمدة عام كامل.
وإذا أضفنا الانبعاثات الكربونية العالية المرتبطة بالرعاية، فقد ترتفع الانبعاثات الإجمالية بأكثر من 350% لكل مباراة.
ووفقًا للتقرير، تنبعث من كأس العالم للرجال لكرة القدم ما يصل إلى 6.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على مدار دورتها التي تقام مرة كل أربع سنوات، في حين أن أكثر من 93% من الانبعاثات هي نتيجة للدوريات المحلية الأكثر شعبية، مع حضور سنوي يزيد عن مليون شخص، والبطولات الدولية، والتي تشمل السفر الجوي للمتفرجين أيضًا.
ويقول التقرير، أنه على الرغم من جاذبيتها الجماهيرية وجمهورها العالمي، تكافح كرة القدم من أجل التعامل مع تأثيرها البيئي الحقيقي بسبب البيانات غير المتجانسة واستبعاد مصادر رئيسية لبصمتها الكربونية، وخاصة الشركات التي ترعاها المسببة للانبعاثات.
وقال الدكتور ستيوارت باركنسون من منظمة العلماء من أجل المسؤولية العالمية، "إن هذا البحث يوثق أدلة دامغة على أن كرة القدم ملوث رئيسي وأن مساهمتها في تغير المناخ آخذة في الازدياد.
كما يظهر أن هناك القليل من الدلائل على أن صناع القرار مستعدون لتقييم مشكلة التلوث التي تسببها اللعبة بشكل مناسب، ناهيك عن اتخاذ الخطوات اللازمة للحد منها.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTYuMTcyIA== جزيرة ام اند امز