سفارات أجنبية تتبع واشنطن في إجلاء موظفيها من العراق
الخطوة تأتي مع تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران، وزيادة النشاطات الإرهابية لطهران ومليشياتها في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
بعد أيام من دعوة واشنطن لموظفيها غير الأساسيين في العراق للمغادرة، بدأت عدة سفارات أجنبية في اتباع خطوات مماثلة بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من بلاد الرافدين.
- أسبوع العراق.. واشنطن تسحب موظفين ودولتان تعلقان التدريب العسكري
- الجيش الأمريكي يعلن "التأهب" بسبب تهديد محتمل لقواته بالعراق
وتأتي الخطوة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث شهدت المنطقة زيادة في النشاطات الإرهابية لطهران ومليشياتها في العراق، مما ينذر بقرب ضربة عسكرية، خاصة مع إرسال واشنطن لحاملة الطائرات "إبرهام لينكولن" وقاذفات "بي 52"، وصواريخ باتريوت للمنطقة لمواجهة ما قال مسؤولون أمريكيون إنه "تهديد للقوات والمصالح الأمريكية".
والأربعاء، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية، موظفيها "غير الضروريين" بمغادرة العراق، ناشرة بيانا تطلب فيه أيضا من رعاياها "عدم السفر إلى العراق".
جاء ذلك في بيان نشرته الخارجية الأمريكية لافتة إلى أن طلب المغادرة تضمن موظفيها في سفارتها بالعاصمة العراقية بغداد، والقنصلية الأمريكية في أربيل بإقليم كردستان، مشيرا إلى أن خدمات التأشيرات في كل من بغداد وأربيل ستعلقان بصورة مؤقتة.
ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أن طلب عدم سفر الأمريكيين للعراق يأتي بسبب "الإرهاب والاختطاف والصراع المسلح"، حيث إن العديد من الإرهابيين والجماعات الطائفية المعادية لأمريكا قد تهدد الأمريكيين والشركات الغربية في كامل العراق.
والسبت، أعلنت شركة نفط "إكسون موبيل" بدء إجلاء موظفيها من حقل "القرنة" النفطي في البصرة جنوبي العراق إلى دبي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر في الشركة قولهم: إن الشركة الأمريكية أجلت جميع موظفيها الأجانب من حقل غرب القرنة 1 النفطي في العراق".
كما حذرت البحرين مواطنيها من السفر إلى إيران أو العراق، داعية الموجودين هناك إلى "المغادرة فورا".
وأصدرت الخارجية البحرينية بيانا دعت فيه إلى "عدم السفر إلى كل من إيران والعراق في الوقت الراهن، نظرا للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة، والتطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار".
وناشدت مواطنيها الموجودين في البلدين إلى "ضرورة المغادرة فورًا ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم".
ضربة عسكرية محتملة
البحرين ليست الأخيرة في مطالبة رعاياها الموجودين بالعراق بالمغادرة فورا، فقد قال مصدر عراقي رفيع المستوى: "إن هناك سفارات عدة دول أجنبية ربما تتبع خطوة واشنطن وتجلي موظفيها غير الأساسيين من العراق". دون تحديد أسمائها، إلا أن تلك الخطوة تشير لتصاعد التوترات بشكل كبير وقرب عملية عسكرية أمريكية ضد إيران.
تلك التوترات دفعت وزارة الدفاع الألمانية لتعليق عمليات التدريب العسكري في العراق بسبب هجمات إيرانية محتملة.
وكان موقع مجلة "فوكوس" الألماني قال إن القرار اتخذ بالتنسيق مع الدول الشريكة التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
وفي غضون ذلك، قررت الحكومة الهولندية بدورها تعليق عمل بعثتها في العراق التي تقدم المساعدة للسلطات المحلية بسبب تهديد أمني.
وتساعد قوات هولندية عسكرية في تدريب القوات العراقية في أربيل بشمال العراق بالتعاون مع قوات أجنبية أخرى.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض حزمتي عقوبات اقتصادية شملت قطاعات اقتصادية مهمة أبرزها النفط والمصارف، ما عمّق من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، بسبب إهدار موارد وثروات شعبها على حروبها بالوكالة خارج الحدود.
وبعد عام من إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015، أعلنت طهران في 8 مايو/أيار الجاري تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلاً عن تمويل مادي ولوجيستي لمليشيات مسلحة.
aXA6IDE4LjExNi42MC4yNCA= جزيرة ام اند امز