فيديو: "أنقذوا رئة الشرق".. حملة للسيطرة على حرائق غابات الجزائر
سجلت بعض المحافظات الجزائرية في اليومين الماضيين عودة ظاهرة الحرائق الضخمة للغابات بالتزامن مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة.
وأطلق جزائريون حملات "افتراضية وواقعية" بعنوان "أنقذوا رئة الشرق" في إشارة إلى الحرائق الضخمة التي اجتاحت المناطق الغابية الشاسعة لمحافظة "خنشلة" الواقعة شرقي الجزائر، وتحديدا بمنطقة "الأوراس" المعروفة بكثافة غاباتها وجبالها وأشجارها النادرة و"أحسن ثروة غابية بالجزائر" من بينها "الأرز الأطلسي".
- فيديو وصور.. قتيلان وخسائر مادية في حرائق ضخمة تجتاح الجزائر
- الجزائر تتهم "أعداء الحياة" بتدبير حرائق الغابات.. وتتوعد بالعقاب
وتداول جزائريون عدة هاشتاقات من بينها "أنقذوا رئة الشرق"، و"خنشلة حزينة" و"خنشلة تستغيث"، وطالبوا من السلطات إعلان حالة الطوارئ والتعبئة وتوفير الإمكانيات اللازمة لإطفاء الحرائق التي وصلت إلى منازل الأهالي.
وتعرف مناطق ولاية خنشلة بأراضيها الزراعية التي تعتبر المورد الأساسي لكثير من عائلات المنطقة، إلا أن الحرائق أتت على محاصيلهم الزراعية وحتى على منازلهم، ووجد الكثير منهم نفسه في العراء هارباً من ألسنة النيران بحسب الصور والفيديوهات التي تداولها الجزائريون عبر منصات التواصل.
وانتقدت الحملات الافتراضية ما اعتبرته "تهاون السلطات للتدخل وقلة الإمكانيات التي تتوفر عليها فرق الحماية المدنية (الدفاع المدني)"، وتداول نشطاء بـ"غضب" فيديوهات لمروحيات وهي تحاول إطفاء النيران بـ"أكياس مائية".
وتفاعل فنانون مع كارثة حرائق غابات ولاية خنشلة، وكان من بينهم مغني الراي المعروف باسم "كادير الجابوني" الذي شبّه حرائق خنشلة بحرائق أستراليا العام الماضي، ووصفها بـ"الجريمة في حق الطبيعة".
كما انتقد مثقفون جزائريون "غياب الإعلام المحلي والمسؤولين" عن كارثة حرائق خنشلة، وكشفوا عن أن غابات المنطقة تحتوي على "أكبر ثروة نباتية بالجزائر وأفريقيا".
وتداول الجزائريون أيضا مقطع فيديو لفلاح من إحدى قرى خنشلة وهو يبكي بحرقة بعد أن أتت الحرائق على كل محصوله الفلاحي والذي يعتبر مصدر رزق عائلته الوحيد، ولم يتمكن الفلاح من الكلام، وكانت دموعه لغته الوحيدة للتعبير عن حجم الخسارة التي تكبدها.
"معجزة طبيعية"
ومساء الثلاثاء، تداول الجزائريون عبر منصات التواصل فيديوهات لما اعتبروه "معجزة طبيعية جاءت لإنقاذ غابات خنشلة وأهلها".
وتداولوا فيديوهات لاحتفال مواطنين من مناطق خنشلة بتهاطل الأمطار للمرة الأولى خلال الصيف الحالي بالتزامن مع حالة الجفاف الذي يضرب الجزائر منذ نحو شهرين.
وأظهرت خرائط لمصالح الأرصاد الجوية الجزائرية سحباً كثيفة فوق ولاية خنشلة "دون غيرها من الولايات"، وساهمت تلك الأمطار الغزيرة في إطفاء النيران.
إلا أن النيران عادت لالتهام ما تبقى من المساحات الغابية ليل الإثنين، بشكل دفع أهالي المدينة للتأكيد على اتهام "العامل البشري" بالوقوف وراء تلك الحرائق.
تدخل رسمي
وأعلنت وزارة الداخلية الجزائرية "حالة تعبئة" بمنطقة خنشلة، وقررت إرسال تعزيزات من الدفاع المدني ومعدات إطفاء الحرائق الغابية.
وذكرت الوزارة في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن "الداخلية" جندت إمكانيات كبيرة على إثر اندلاع الحرائق بإقليم ولاية خنشلة من وسائل وإمكانيات بشرية ومادية هائلة.
وكشفت عن تسيير مروحيتين للحماية المدنية وآليات قدمت من 7 ولايات أخرى للسيطرة على الحرائق والمحافظة على حماية المواطنين والممتلكات.
كما تدخل الجيش الجزائري عبر وحداته الخاصة للمساعدة في إخماد الحرائق الضخمة التي اجتاحت معظم المناطق الغابية بولاية خنشلة.
ولم تسجل حرائق خنشلة ضحايا حسب السلطات المحلية، إلا أن الخسائر المادية كانت أكبر من المتوقع والتي طالت مساحات كبيرة من الغابات والمزارع وكذا منازل أهالي القرى المتاخمة للجبال المحترقة.
وأظهرت فيديوهات متداولة عبر مواقع التواصل تدخل سكان المناطق القريبة من ولاية خنشلة خصوصاً من محافظة باتنة القريبة منها للمساعدة في إطفاء الحرائق.
وتنقلت عشرات الشاحنات المزودة بصهاريج ضخمة من المياه إلى المناطق الغابية التي اندلعت بها النيران في محاولة للسيطرة عليها، بالإضافة إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة لأهالي القرى المتضررة.
"أعداء الحياة"
ولم تستبعد السلطات الجزائرية أن يكون وراء الحرائق "جهات معينة" خصوصاً بعد أن تم القبض على مشتبهين فيهم، يعتقد أنهم من قاموا بإضرام النيران بغابات محافظة خنشلة.
ولم تقتصر حرائق الغابات على ولاية خنشلة، إذ امتد لهيبها إلى محافظتي بجاية (شرق) وتيبازة (وسط) والتي تضم أيضا نباتات وأشجار نادرة.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شهدت الجزائر حرائق ضخمة "في توقيت واحد" بمعظم المناطق والغابات الشمالية من غرب الجزائر إلى شرقها، وتسببت في خسائر بشرية ومادية.
واتهمت الجزائر، أطرافاً مجهولة لم تسمها بالوقوف وراء حرائق الغابات الضخمة التي اجتاحت 15 محافظة شمالية، ووصفتها بـ"أعداء الحياة".
وأكدت السلطات الجزائرية بأن تلك الحرائق "مدبرة ومقصودة من أعداء الحياة"، وهددت بمعاقبة المتسببين في الكارثة الغابية، قبل أن يتحدث الإعلام المحلي عن "وجود يد للثورة المضادة في حرائق الغابات".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز