دبلوماسي مصري: بن جاسم محرك سياسة قطر العدائية
السفير الأسبق لدى قطر محمد المنيسي يقول إن مقاطعة الرباعي العربي للدوحة ستستمر لسنوات لأن تنظيم الحمدين ما زال يتمسك بسياسته العدائية
قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وسفير القاهرة الأسبق لدى الدوحة محمد المنيسي إن مقاطعة الرباعي العربي للدوحة ستستمر لسنوات، طالما ظل حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق، هو المسؤول الأول عن السياسات القطرية.
وشدد خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية" على أن تنظيم الحمدين ما زال يتمسك بسياسته العدائية، والداعمة للإرهاب في المنطقة، ولن يتراجع، مؤكدا أن المقاطعة كبدت الدوحة خسائر اقتصادية وأزمات سياسية عديدة.
وفي 5 يونيو/حزيران عام 2017، قررت دول الرباعي العربي (الإمارات، والسعودية، ومصر والبحرين) مقاطعة قطر، عقب ثبوت تورطها في دعم جماعات وإيواء عناصر إرهابية تستهدف الإضرار بالأمن القومي العربي، وزعزعة استقراره.
ومن واقع عمله كسفير مصري سابق في الدوحة، يفسر "المنيسي" عوامل استمرار مقاطعة قطر لسنوات عديدة.
وقال: الخلاف هنا بين طرفين الأول؛ دول الرباعي العربي الذي يتحلى بالعقلانية والمفاهيم الواضحة والصريحة في تحديد السياسات الخارجية والداخلية، وفي الطرف المواجه يقف نظام قطري تحكمه عقد نفسية، لا تتناسب مع عائداتها الهائلة من الغاز المسال.
وأردف المنيسي: لتفسير دوافع وسياسات الدوحة فالأمر يحاجة ملحة لطبيب نفسي وليس لسياسي محنك؛ لأن ما يحرك تلك السياسات عقد نفسية؛ وستظل الدوحة تكابر لسنوات عديدة، ولن تسجيب لمطالب الرباعي الـ 13 رغم منطقيتها.
وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: من يحرك السياسة الداخلية والخارجية لقطر والفاعل الحقيقي هو الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق؛ فهو المسئول الأول عن خرق الدوحة للقانون الدولي، والتعدي على مصالح الدول المجاورة.
قطر تخشى السعودية.. وتميم عاجز عن الإدارة
وسألنا المنيسي عن توقعاته لموعد انتهاء أزمة قطر؟، فأجاب: "تنتهي الأزمة حين يختفي حمد بن جاسم من إدارة المشهد الحالي، ويتولى إدارة البلاد أحد العقلاء؛ لأن الأمير تميم بن حمد غير قادر على إدارة دولة حتى لو كانت صغيرة بحجم قطر"، على حد تعبيره.
وبحكم عمله سفيرا لبلاده في الفترة من 1995 - 1998، كشف السفير المصري الأسبق، عن أن رئيس الوزراء القطري السابق حرص على تأسيس قاعدة "العُديد" الأمريكية بسبب الخوف من السعودية التي كان يتوهم أنها العدو الرئيسي للدوحة.
وفي هذا الصدد، يروي المنيسي تفاصيل محادثة بينه وبين بن جاسم، حين بدأ العمل على تأسيس القاعدة الأمريكية في قطر، قائلا: سألت بن جاسم بشكل مباشر لماذا القاعدة العسكرية، والدوحة ليست لها أعداء؟ بل وعلاقتها جيدة بدولة إيران، فأجاب لكي تحمي قطر من عدوها الحقيقي".
وواصل الدبلوماسي السابق: فاجأني (بن جاسم) بالقول إن العدو الرئيسي لقطر هى السعودية، وليست إيران، فرددت على الفور بأن المملكة بمساحتها الكبيرة وما تمتلكه من ثروات نفط وغاز هائلة والغاز، فضلا عن الأدلة الواضحة التي تؤكد صدقها ووضوح رؤيتها واتجاهاتها مع أشقائها العرب كيف تكون عدو لدولة بمساحة صغيرة مثل قطر؟!، لكنه لم يعقب".
بن جاسم مهندس التواجد التركي
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كشف المنيسي أيضا عن أن "بن جاسم" هو مهندس التواجد والحضور التركي في قطر، بعد أن عقد اتفاقات إذعان مع الجانب التركي، ومول التواجد العسكري بشكل كامل من "الصندوق السيادي القطري"، وهو الحضور الذي بدأ بـ 300 ضابط وعسكري، وتجاوز العدد حاليا إلى 21 ألف شخص" وفقا لمعلوماته.
واستطرد: بعد أن كان التواجد التركي قاصر على القصور الملكية للحماية الشخصية للأمير وأسرته، أصبح الأتراك ينتشرون في الوقت الحالي بشوارع الدوحة، ولديهم نقاط تفتيش ودرريات حراسة.
ونوه السفير المصري أن مقر إقامة بن جاسم الحالية في العاصمة البريطانية لندن لكنه يتردد على الدوحة من حين لأخر، حيث إنه يدير بشكل مباشر "الصندوق السيادي القطري" الذي يبلغ حجم أصوله وأرصدته نحو 340 مليار دولار.
وحرص السفير المصري على التأكيد بأن الشعب القطري ودود وطيب ويحمل الكثير من المودة والحب للشعوب العربية، والتعامل معهم كان يحمل الكثير من الحب، "لكنني كنت أجد صعوبة في التعامل مع المسئولين القطريين، وكانت هناك أزمات عديدة معهم".
ويرى المنيسي أن المسئولين القطريين يحاولون دائما لعب أدوار أكبر من حجمهم وامكاناتهم، قائلا: الأزمة الحقيقية في سعي الدوحة الدائم للتواجد والتأثير والنفوذ في في المنطقة بشكل لا يعكس حجمها الحقيقي.
وختم المنيسي بالتأكيد على أنه لا يتوقع حل في المدى القصير والمتوسط للأزمة، والمقاطعة ستستمر، لأن الدوحة لن تتجاوب مع المطالب الـ 13، وإن استجابت فسيكون للمطالب الهامشية فقط، وليس الرئيسية وفي مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب.