وزير البيئة المصري السابق لـ«العين الإخبارية»: قضية المناخ رهينة التحولات الجيوسياسية
أكد وزير البيئة المصري السابق، أن التغيراتٌ المناخية لا تخلو من أبعاد جيوسياسية تفرض نفسها على خريطة التحديات والمواجهة، وعلى أجندة COP28.
تحديات استعرضها وزير البيئة المصري السابق خالد فهمي، في مقابلة خاصة أجرتها "العين الإخبارية" معه على هامش انطلاق فعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته العاشرة.
وفي معرض رده على سؤال الأهمية التي فرضت التغير المناخي على جلسات الملتقى، قال وزير البيئة المصري السابق: "من الواضح أن المناخ جزء أساسي من الحوار الاستراتيجي حول التنمية المستدامة، وهو بُعد من أبعادها ومظهرٌ من مظاهرها، وليس من الغريب أن تُخصص الجلسة الأولى من الملتقى للمناخ وCOP28".
وعن التحديات التي تواجه مكافحة التغير المناخي، لفت إلى وجود "تحديات جسيمة، ليس فقط من خلال نوعية المشاكل مثل التمويل والتكيف وبناء القدرة ونقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة للنامية، ولكن في الصراع الجيوسياسي والتصاعدات في المواجهات الحاصلة".
واتساقا مع الجزئية السابقة، ومدى تأثير هذه الصراعات على جهود مكافحة التغير المناخي، أشار فهمي إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أثّرت على الطاقة التي هي رأس الحربة في مكافحة التغير وتسبيب التغير، وبالتالي فإن التحول العادل للطاقة الذي ننادي به سيتأثر بهذه الحرب.
وأضاف: "كذلك الحرب الجارية في غزة وما يمكن أن يحدث على الصعيد الإقليمي، كل هذا سيؤثر على الدول المؤثرة والمتأثرة في المنطقة لاسيما إمكانياتها وقدراتها على التكيف مع التغيرات المناخية".
طموح إماراتي
تحديات يأمل الوزير المصري السابق أن تذوب، أمام الطموح والأمل اللذين تتسم بهما دولة الإمارات العربية المتحدة وسياستها وانعكاسهما على مؤتمر "COP28" الذي ستستضيفه الدولة أواخر الشهر الجاري.
وأضاف في هذا السياق "نأمل أن ينعكس هذا الطموح والأمل الإماراتي على المؤتمر، ونستطيع أن نواجه التحديات الجسيمة مثل التمويل المناخي، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، والتكيف".
وأعرب عن أمله أن يكون "COP28" محققا لآمال وطموحات العالم.
التغير المناخي وسلاسل الإمداد
وفيما يتعلق بتأثير سلاسل الإمداد الغذائي بتغير المناخ، أوضح فهمي أنه "عندما يذوب القطب الجنوبي والشمالي ستُفتح ممرات جديدة للتجارة الخارجية، ولكن استخدام هذه الممرات سيتوقف على الجغرافيا السياسية هناك، وبالتالي هناك تفاعل متبادل بين التغيرات المناخية والأبعاد الجيوسياسية".
معادلة النفط والطاقة الخضراء.. الإمارات نموذجا
وفي رده على سؤال حول تأثير المعادلة الصعبة التي حققتها دولة الإمارات ببن النفط والطاقة الخضراء، أشاد وزير البيئة المصري بنجاح دولة الإمارات في هذا المجال.
وقال: "من الضروري أن تزيد الدول من مرونتها ومرونة اقتصاداتها حتى تتواءم مع التحديات المناخية، ومنها على سبيل المثال التفكير فيما بعد النفط، وفي هذا المجال أبلت دولة الإمارات بلاء حسنا، فهيكل الاقتصاد لديها يقدر بنحو نصف تريليون دولار سنويا، نصفها من قطاعات غير نفطية".
واستطرد: "دولة الإمارات ما زالت تدعو إلى تسليس الطاقة المتجددة 3 أضعاف ما هو موجود حاليا، ثم الهيدروجين الأخضر، وكل هذا سيؤدي إلى نجاح دولة الإمارات ودول عديدة في التحول الطاقي العادل والاستعداد لما بعد النفط".
واليوم الإثنين، انطلقت فعاليات النسخة العاشرة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي، بمشاركة عربية ودولية واسعة، في تجمع يبحث أجندة حافلة بتحولات جيوسياسية وجيواقتصادية.
واستُهل الملتقى الذي ينعقد على مدار يومين متتاليين، بكلمة ألقتها ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، لفتت فيها إلى أن تركيز الملتقى يتمحور حول اتجاهات المشهد الجيوسياسي العالمي الراهن، وما يكتنفه من تحولات ومتغيرات مؤثرة، سواء على صعيد الأمن، والعسكرة ونشر القوة، والتحالفات الجديدة، والتحديات غير التقليدية، وفي مقدمتها التغير المناخي، وتنامي التنافس بين القوى الكبرى، على المستوى الجيواقتصادي، وموارد الطاقة.
وأكدت الكتبي أن العالم أمام أزمة معقدة تتجاوز المحلي والإقليمي إلى الدولي، مشيرة إلى وجود طيف من القطبية الأحادية في عصر جديد تلعب فيه القوى المتوسطة وقوى ما دون الدولة دورا مؤثرا في تشكيل الوقائع.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز