بعد أشهر من القلق والترقب بدأ الخوف والذعر يزعزع قيادات تنظيم الإخوان الدولي في تركيا.
الصفعة الأولى للإخوان كانت عقب زيارة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال إلى القاهرة في مايو/أيار الماضي.
لتأتي الضربة القاضية مع الزيارة المرتقبة لنائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا إلى أنقرة في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري.
زيارة ما كانت لتُجرى، لولا إثبات الجانب التركي حسن النوايا تجاه مصر، بإغلاق منابر الإخوان الإعلامية في شاشات التلفزة ومواقع السوشيال ميديا التي تبث من أنقرة.
مصادر مطلعة أكدت لـ"العين الإخبارية"، وجود "ترتيبات بين القاهرة وأنقرة لتسليم 15 قياديا إخوانيا من المدانين في جرائم إرهابية".
الإخوان خارج المعادلة الإقليمية.. سقوط الحصن الأخير
المصادر بينت أن السلطات التركية وضعت عددا من قيادات الإخوان قيد الإقامة الجبرية لمنعهم من الهروب وسيتم لاحقا إغلاق مقار ومؤسسات الجماعة في تركيا.
لكن ما أسباب التخلي المفاجئ لأنقرة عن أعضاء الجماعة الإرهابية؟
رغم السقوط المدوي للتنظيم الإرهابي في مصر قبل 8 سنوات أصبحت تركيا ملاذه الأخير، ويبدو أن الدرس لم يكن كافيا لإيقاظها.
لكن العزلة التي عانت منها أنقرة خلال السنوات الأخيرة دفعتها للتفكير بطريقة براجماتية تجاه مصر ودول الخليج العربي.
"رشاد" الإخوانية تجترّ سموم "الإنقاذ" بتكفير جيش الجزائر
ثم رأت تركيا الضربات القاسية التي تلقاها التنظيم الإرهابي بسقوط حكمه في السودان بثورة شعبية عام 2019.
والزلزال الذي هدم سلطة الإخوان في تونس بتجميد عمل البرلمان الخاضع لهيمنتهم وإقالة رئيس الحكومة الموالي لهم.
عدا عن أن الإخوان باتوا عبئاً يثقل كاهل تركيا فراحت تفاضل بين مصالحها وفك عزلتها وبين دعمها للتنظيم الإرهابي، خصوصاً بعدما أدركت أنقرة إصرار مصر على مطالبها بتسليم المجرمين.