ملتقى أبوظبي.. أفول "الإسلام السياسي" بالمنطقة
أكد الدكتور عبد الله السيد ولد أباه، أستاذ الفلسفة والدراسات الاجتماعية بجامعة نواكشوط الموريتانية أن حركات الإسلام السياسي تتقلص.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة 12 من ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي" الاثنين، بعنوان "ما بعد أفول الإسلام السياسي".
وقال الدكتور عبد الله السيد ولد أباه، "أفول الإسلام السياسي حقيقة ملموسة على الأرض، فخارطة حضور حركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية تتقلص بشكل واضح، ومن الواضح وجود توجه براجماتي في تركيا للتصالح مع القوى المهمة في المنطقة، وسيكون التضحية بالإخوان المسلمين هو الثمن الذي ستدفعه في مقابل الانفتاح عليها".
وأضاف قائلا: "جماعات الإسلام السياسي كلها تلتقي على فكرة أن الإسلام دين ودولة، والفكرة الثانية ادعاء احتكار شرعية الدين الإسلامي في حين أنها في حالة انشقاق عن السياق التاريخي والتراث الإسلامي".
وتابع الدكتور عبد الله السيد ولد أباه، قائلا:" أيديولوجيا الاسلام السياسي في الأساس غير قابلة للتحول إلى الليبرلية واستيعاب الممارسة التداولية الديمقراطية، وغير قابلة لاستيعاب فكرة التعددية، والأدلة على ذلك كثيرة سواء على مستوى الإسلام السياسي السني أو الشيعي".
وأشار إلى أنه دائماً ما تحدث انشقاقات في تاريخ الإخوان لكنها لم تعكس أي تطور داخلي لدى الإخوان المسلمين باتجاه قبول الدولة المدنية الليبرالية.
وأوضح أن الإسلام السياسي السني والآخر الشيعي يصدران من مشكاة واحدة، والخميني تأثر بالإخوان المسلمين، وكما للإسلام السياسي السني دولة حاضنة وراعية هي إيران، فللإسلام السياسي السني دولة راعية أو كانت راعية هي تركيا، أما السعودية فليست راعية للإسلام السياسي السني وهي تشهد حاليا حركة إصلاح واسعة.
ونوه إلى أن هناك خيوط مشتركة بين تجارب السلفية الراديكالية المقاتلة كداعش والقاعدة وبين حركات الإسلام السياسي من ناحية تسلل بعض أفكار الأخيرة إلى الأولى والعكس.
وتابع القول: "خطاب الإسلام السياسي قطيعة مع الموروث التقليدي الإسلامي، وجماعات الإسلام السياسي وبشكل خاص الإخوان استطاعت السيطرة على الخطاب الإسلامي المشترك في الإعلام والفضائيات والدعوة، وأصبحت المؤسسة الإسلامية التقليدية ضعيفة وقبضتها على الحقل الديني ضعيفة جداً".
ونوه إلى أن المحاولات التي بُذلت لعقد اجتماعي ليبرالي جديد في العالم العربي فشلت بسبب دور جماعات الإسلام السياسي، وأصبح من الضروري اليوم الحفاظ على الدولة الوطنية، والأمن العربي أصبح مهدداً وفي حالة انكشاف لقوى من خارجه.
بدوره، قال الدكتور محمد المعزوز، كاتب وعالم أنثروبولوجيا المغرب، إن هناك أفول للإسلام السياسي على مستوى التنظيم أما على مستوى الفكرة والأيديولوجيا فلا يزال الإسلام السياسي حاضراً وممتداً، مشيرا إلى أن السبب الأول هو عجز الإسلام السياسي عن توفير حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية عندما تصدى للحكم، وقد أصبحت المجتمعات العربية في ظل ذلك تعيش مع اللايقين في المستقبل والخوف منه.
أردف القول: "تغوُّل الدولة وانفصالها عن المجتمع في ظل الفراغ السياسي واستمرار أيديولوجيا الإسلام السياسي هو أخطر ما يواجه العالم العربي، وغالباً ما يتم تصوير أن التطرف أكثر صلة بالإسلام السياسي السني منه بالإسلام السياسي الشيعي، وتستثمر إيران حتى في كتاب وباحثين سنة لتكريس هذا المنطق".
وأشار إلى أن عودة الإسلام السياسي ممكنة في ظل غياب المجتمع المدني والحراك الثقافي، وإذا لم تنتبه الدولة الوطنية إلى أهمية تجديد أدوارها.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز