ملتقى أبوظبي.. "الاتفاق الإبراهيمي" خطوة نحو سلام إقليمي
أكد المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، دينيس روس أن الاتفاق الإبراهيمي أسهم في تشكيل مناخ إقليمي مختلف.
وأضاف دينيس روس، في الجلسة العاشرة من ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي" بعنوان "الاتفاق الإبراهيمي ومستقبل السلام في الشرق الأوسط" "أنه لا يمكن الحسم بأن الاتفاق الإبراهيمي غير قواعد اللعبة، لكنه أسهم في تشكيل مناخ إقليمي مختلف.
وأوضح أن الإمارات وضعت للاتفاق الإبراهيمي شرطا هو عدم ضم الأراضي الفلسطينية، وإسرائيل قبلت بدفع هذا الثمن مقابل السلام مع الإمارات. وعلى إسرائيل أيضا التفكير في خطوة إيجابية مماثلة تجاه الفلسطينيين. نحتاج إلى عامل جديد لكسر الجمود في العملية السلمية وقد يوفر الاتفاق الإبراهيمي مثل هذا العامل.
وتابع روس القول: "شكلت اتفاقات السلام الإبراهيمية رسالة واضحة من الدول العربية، بأنه يتعين على الفلسطينيين ألا يراهنوا أكثر على عامل الزمن، والاستمرار في تكرار نفس المواقف مرة بعد مرة؛ فالفلسطينيون كان لديهم دائما فيتو ضد كل الحلول المطروحة، وكانت الدول العربية تحترم رغبتهم، لكن المنطقة ظلت تتغير، ومصالح الدول العربية كانت تتضرر بسبب حالة الجمود في العملية السلمية، وبسبب استغلال الأطراف الأخرى لحالة الجمود هذه، واليوم أدركت هذه الدول بأنه يتعين عليهم المضي قدما في تحقيق مصالحهم الوطنية، ومنحها الأولوية".
وقال إن إسرائيل شريك مهم في الشرق الأوسط يمكنها تقديم الكثير لدول المنطقة في ملفات عديدة مثل الطاقة النظيفة، ونقل التكنولوجيا، وقضايا المناخ والتعاون الاقتصادي وغيرها الكثير، لافتا إلى أن الدول العربية باتت وفق النموذج الذي قدمه الإمارات قادرة على القول بأننا ندعم الفلسطينيين، ونواصل هذا الدعم لكن في نفس الوقت نمضي في تحقيق مصالحنا الوطنية.
وأردف القول إنه "في المقابل، لا تزال إيران تضع المعيقات أمام صناعة السلام، وهي تقود محورا تسميه محور المقاومة، لكنني أسميه محور البؤس، ومن الطبيعي أن يكون هناك أعداء لكل مسار للسلام".
وفي نهاية كلمته، قال روس : "والخلاصة أن هناك مصلحة لإسرائيل أيضا في حل الدولتين كما هي للفلسطينيين فالدولة الواحدة خيار لا يضمن مستقبل إسرائيل، ومع ذلك لا نزال بحاجة لذلك العامل الذي يكسر الجمود ويغير الوقائع والقناعات على جانبي الصراع".
بدوره، قال الدكتور جواد العناني، نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني ووزير الخارجية السابق،إنه ليس لدينا أدنى شك بأن الإمارات بعد توقيع الاتفاقات الإبراهيمية باتت في موقع أكثر إيجابية وقوة للتأثير في عملية السلام وتحقيق الحل على أساس الدولتين والمبادرة العربية.
وتابع القول: "أما بالنسبة للأردن، فهي موقع متمايز عن أي طرف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فهناك ملفات على تماس مباشر بالأمن الوطني، والثوابت الأردنية: اللاجئون، والقدس، ورعاية المقدسات، والحدود، والمياه، والتدابير الأمنية. وعلى الرغم أننا لا تريد في الأردن أن نبدو وكأننا بديل عن الفلسطينيين في أية مفاوضات مستقبلية، لكن هذه الملفات مرتبطة مباشرة بأمن واستقرار الأردن، ولا بدّ أن تكون لنا وجهة نظر فيها".
وأشار إلى أن بريطانيا تعد شريكا مهما في عملية السلام، وهي بعد بريكسيت أصبحت في موقف أكثر مرونة، لكنها لم تعد جزءا من الفريق الأوروبي المراقب لعملية السلام، ولذلك ينبغي التفكير في كيفية استعادة الدور البريطاني في عملية السلام في حال استئنافها مستقبلا.
ولفت إلى أنه "لا حاجة لإسرائيل أن تطبع مع الفلسطينيين، فهم بطبيعة الحال يطبعون معها، وسوقهم مفتوح للبضائع الإسرائيلية، وهم لا يجدون مكانا آخر للعمل، ولذلك يعملون فيها. ما ينبغي عليها فعله هو التوقف عن الإجراءات الأحادية الاستفزازية، ورفع الضغوط المتزايد عنهم. ينبغي فتح نافذه أمل للأفراد الذين يعيشون كل يوم تحت ضغوط نقاط التفتيش والمضايقات الأمنية، والمعاناة اليومية، والإيذاءات التي لا تنتهي من جانب المستوطنين".
وأردف القول : "للفلسطينيين رؤية مختلفة للأحداث ومسار السلام، ينبغي فهمها والتعامل معها. وقد تفاجأ الفلسطينيون بالتوقيع على معاهدة السلام الإبراهيمي، ولذلك استغرقهم وقت حتى يستوعبوا التغيير الذي حصل. لا يزال الانقسام الفلسطيني يقف عقبة أمام تحقيق السلام، ولو كنت مكان الإسرائيليين لما وقعت اتفاقا مع فتح مثلا لا تقبل به حماس، لأنني لن أضمن استدامته".
من جانبه، رأى مدير مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال أودي ديكل، أن الاتفاق لم يغير اللعبة، لكنه غير قواعدها، ويمكن بطبيعة الحال أن يحدث ذلك تغييرا في اللعبة نفسها.
وتابع القول "إن من مصلحة الدول العربية وإسرائيل خلق واقع جديد قائم على التعاون والتبادل. نحن بحاجة للتعاون في ملء الفراغ الذب يحدثه الانسحاب الأمريكي من المنطقة. وثمة الكثير من الأمور يمكن للفلسطينيين أن يكونوا جزءا منها في حال قبلوا أن يكونوا جزءا من الوضع الجديد في الشرق الأوسط".
وأردف قائلا: "يتعين علينا جميعا تجاوز الماضي وعدم الاستمرار في طرح ذات المواقف والتصورات التي أدت إلى الإخفاق مرة بعد مرة في تحقيق السلام. بفضل مسار السلام الإبراهيمي نستطيع اليوم التشارك مع الدول العربية في العديد من المسارات الموازية للعمل التعاوني الإقليمي لحلحلة الأزمات الإقليمية، وتشكيل الرؤى والتصورات حول كيفية مواجهة الأزمات والمخاطر غير المتوقعة والناشئة. كما يمكننا معا صياغة واقع أفضل للفلسطينيين، وأنا شخصيا أؤمن بحل الدولتين، ولا أرى حلا قابلا للاستمرار غيره".
ولفت إلى أن هناك الكثير من نقاط الضعف في المنطقة، ونحن نبذل جهدا مضاعفا لحل القضية الفلسطينية، ومعظم الإسرائيليين يرغبون في أن يتمكن الفلسطينيين من صناعة مستقبل أفضل، وأن نستطيع الفوز معا لا أن نخسر معا، ولكن في نفس الوقت نحن ندرك ضرورة التحرك قدما وعدم رهن مصير كل الأمور بالتوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي".
ونوه قائلا: "نحن نرغب في أن نكون جزءا من الشرق الأوسط، وأن نقوم بالأعمال مع جميع الأطراف، ومصلحتنا الأساسية هي حل القضية الفلسطينية، لكن لا ينبغي جعلها عقبة أمام كل مسارات التعاون والعمل المشترك. وفي الإجابة عن السؤال حول الطرف الجديد الذي يمكن أن ينضم لمسار السلام الإبراهيمي أجاب المتحدث: أود أن أرى المملكة العربية السعودية تنضم لمسار السلام الإبراهيمي".
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز