مدينة أوروبية تحظر إعلانات منتجات الوقود الأحفوري.. ما قصتها؟
اتخذت مدينة إدنبرة الاسكتلندية قرارا مذهلا تنصف به البيئة على حساب أكثر أنواع السيارات انتشارا الآن من المسببة للانبعاثات.
وبحسب تقرير جديد لـ"واشنطن بوست"، صوت مجلس مدينة إدنبرة لصالح حظر إعلانات الوقود الأحفوري على أي ممتلكات داخل المدينة، مما يقوض قدرة ليس فقط شركات النفط، ولكن أيضًا شركات تصنيع السيارات وشركات الطيران والسفن السياحية، على الترويج لخدماتها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن الحظر استهدف مصنعي الأسلحة أيضًا، وأوضحت أن قرار المدينة الاسكتلندية يعني وقف الترويج لعدد بارز من المنتجات التي تستهلك الوقود الأحفوري وتحقق انتشار كبير على مستوى المبيعات في أماكن أخرى من العالم، أبرزها السيارات من فئة SUV.
إدنبرة ليست وحدها
ومن خلال هذا القرار التاريخي، انضمت مدينة إدنبرة لعدد من المدن الأخرى حول العالم التي اتخذت قرار حظر الترويج للمنتجات العاملة بالوقود الأحفوري، حيث سبقها لهذا القرار مدن مثل أمستردام وسيدني، التي فرضت إجراءات صارمة ضد الإعلانات عن الوقود الأحفوري والمنتجات ذات الانبعاثات العالية.
كما حدت فرنسا من الترويج للفحم والغاز والهيدروجين المصنوع من الوقود الأحفوري، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، انضم إلى هذا الموقف، فأيد حظر إعلانات الوقود الأحفوري في خطاب ألقاه في نيويورك هذا الشهر.
وقال بن باركر، عضو مجلس مدينة إدنبرة الذي قاد الحظر وعضو حزب الخضر الاسكتلندي، إن القرار يمثل لحظة تاريخية للمدينة، بقوله "إنها طريقة للقول بأن شركات الوقود الأحفوري ومصنعي الأسلحة غير مرحب بهم في مدينتنا."
وقد يبدو الحظر المحلي على إعلانات الوقود الأحفوري اجراء غير مؤثر في وقت تستمر فيه انبعاثات الكربون - ودرجات الحرارة - في الارتفاع.
ولكن هناك أدلة على أن الحظر الشامل للإعلانات، مثل الحظر الذي يستهدف منتجات التبغ في العديد من البلدان، يمكن أن يغير الطريقة التي ينظر بها المستهلكون إلى منتجات معينة ويشترونها.
والسؤال هو ما إذا كان الحظر الجديد على الإعلان عن الوقود الأحفوري كبيرا بما يكفي لإحداث تأثير.
وقال تيموثي ديويرست، أستاذ التسويق ودراسات المستهلك في جامعة جيلف لواشنطن بوست، أن "الكثير من عمليات الحظر التي يتم طرحها تتم على مستوى البلديات والمدينة" مشيرا إلى أن هذا النوع من الحظر الجزئي عدم فعاليته.
وكان رد منتجو الوقود الأحفوري بأنهم يركزون على التأقلم مع تغير المناخ، ونقلت الصحيفة تصريحات لسكوت لويرمان، المتحدث باسم معهد البترول الأمريكي، قال بها عبر البريد الإلكتروني، "تركز صناعتنا على الاستمرار في إنتاج طاقة موثوقة وبأسعار معقولة مع التصدي لتحدي المناخ، وأي ادعاءات بعكس ذلك هي ادعاءات كاذبة".
تغيير مستهدف
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن أنصار حظر الإعلانات على الوقود الاحفوري يسعون إلى تحقيق هدفين، أولا إقناع الناس بعدم استخدام المنتج، وثانيا تقليل سمعة الصناعة أو الشركة المستخدمة للوقود الأحفوري.
ونظراً لمدى تواجد الوقود الأحفوري في المجتمع الحديث، يرى بعض الخبراء أن الهدف الأخير أكثر قابلية للتحقيق.
وعلى المستوى الفردي، فإن رؤية عدد أقل من الإعلانات عن السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود أو الرحلات الدولية قد يجعل الناس أقل ميلاً إلى اختيار هذه الخدمات.
وقال أندرو سيمز، المدير المشارك لمعهد الطقس الجديد وأحد الناشطين في حملة حظر إعلانات الوقود الأحفوري في إدنبرة إن ما يفعله حظر الإعلانات هو تقليل كمية الاستهلاك للخدمات.
وتقول "واشنطن بوست"، إن هناك أدلة على أن هذا النشاط يحقق فاعلية، بدءًا من سبعينيات القرن الماضي، حين أدى التنبيه المستمر للنتائج حول التأثيرات الصحية للسجائر إلى إطلاق عملية طويلة المدى قامت الدول بتقييد إعلانات السجائر على التلفزيون والراديو وفي الأماكن العامة.
وفي الولايات المتحدة، بدأ الحظر بمنع إعلانات السجائر على شاشات التلفزيون، وتطور ليشمل ظهور ماركات السجائر كراعية للفعاليات وإعلانات النقل العام.