حرب اتهامات تستعر بين الإعلام الروسي وماكرون
وسائل إعلام روسية شبه رسمية ترد على اتهامات ماكرون لها بأنها تنشر أكاذيب حول وجود حسابات سرية له في الخارج
تصاعدت الحرب الإعلامية بين مرشح الرئاسة الفرنسية مانويل ماكرون وبين الإعلام الروسي شبه الرسمي قبل 48 ساعة انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات.
فقد أعلنت شبكة "روسيا اليوم" ووكالة "سبوتنيك" الروسيتان شبه الحكوميتين، الجمعة، أنهما تنويان ملاحقة ماكرون قضائيا على اتهاماته لهما بنشر أخبار كاذبة.
وقالت مارجريت سيمونيان رئيسة تحرير الوسيلتين الإعلاميتين في تغريدة على تويتر: "لم نعد نحتمل مثل هذه الأكاذيب، سنتقدم بشكوى أمام القضاء"، بدون أن توضح الإجراءات التي ستقومان بها.
وجاء ذلك بعد أن اتهم ماكرون الوسيلتين الإعلاميتين بأنهما رددتا ما يصفها بأكاذيب خصمته الشرسة في السباق الانتخابي، ماري لوبان، حول امتلاكه حسابًا سريًا في ملاذ ضريبي خارج فرنسا خلال مناظرة تلفزيونية بينهما تمت الأربعاء.
وتقدم ماكرون بشكوى، الخميس، للقضاء ضد الاتهامات التي وردت في كلام لوبان، وتضمنت الشكوى أن هذا النبأ تناقلته بشكل واسع حسابات قريبة من "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" ومواقع أخرى قريبة من الرئاسة الروسية، مطالباً بمعرفة مصدر هذه المعلومات.
وردًا على ذلك قالت "سبوتنيك" مساء الجمعة في بيان، إنها لم تنشر شيئا عن هذه الشائعة خلال مناظرة مساء الأربعاء، بل نشرت في اليوم التالي مقالا عن الشكوى التي تقدم بها ماكرون.
وأضافت أن "ذكر سبوتنيك وروسيا اليوم من قبل قيادة حملة ماكرون في إطار التحقيق غير مبرر إطلاقا. إنه مثال يشير إلى نشوء تزوير هدفه خداع ثقة القراء".
كما قالت إن "سبوتنيك تنوي مشاورة محاميها بشأن الاتهامات الكاذبة التي تصدر باستمرار عن قيادة حملة "إلى الأمام"". في إشارة إلى اسم حملة ماكرون.
ويعد هذا تجديدًا لاتهامات مباشرة متبادلة بين الطرفين.
ففي فبراير/ شباط الماضي قال ريتشارد فيران، الأمين العام لحزب "إلى الأمام" الذي يتزعمه ماكرون، إن وسائل إعلام ومتسللي إنترنت من داخل روسيا يستهدفون مرشح الحزب، بهدف مساعدة منافسيه المؤيدين لموسكو.
وحث فيران - الذي قال إن روسيا تؤيد فيما يبدو سياسات الزعيمة اليمينية مارين لوبان ومرشح يمين الوسط فرانسوا فيون -الحكومة على اتخاذ خطوات لضمان عدم وجود "تدخل أجنبي" في الانتخابات.
وبالتزامن مع هذه المناوشات الإعلامية فإن فريق حملة ماكرون أعلن تعرضه لـ"عملية قرصنة ضخمة ومنسقة" إثر نشر معلومات تهدف للتأثير على الانتخابات.
وتتعلق عملية القرصنة باختراق مئات رسائل البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية الخاصة بمسؤولين في حملة ماكرون.
ونشر موقع "ويكيليكس" رابطا على موقع "تويتر" للدخول إلى الوثائق، قائلا إنها "تتضمن عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية وصورا، ومرفقات حتى 24 إبريل/نيسان 2017"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه ليس مسؤولاً عن عملية التسريب.
ولم توجه حملة ماكرون اتهاماً مباشراً إلى روسيا في هذا الأمر، ولكن ألمحت إليه؛ حيث قالت إنه "من الواضح أنها مسألة زعزعة الاستقرار الديمقراطي، مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة".
وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية اتهمت روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام الماضي، لصالح الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، خصوصاً عبر قرصنة الحزب الديمقراطي الذي تنتمي له المرشحة السابقة هيلاري كلينتون، وهو ما نفته روسيا.