أستاذ بالسوربون يضع لـ"العين" سيناريوهات الانتخابات الفرنسية
أستاذ بجامعة السوربون يوضح لـ"العين" سيناريوهات الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية
يتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد، في الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيسهم الجديد بعد قرار الرئيس الحالي فرانسوا هولاند عدم ترشحه لفترة ثانية، ليحتدم الصراع بين 5 مرشحين رئيسيين، فرنسوا فيون، وبنوا هامون، ومارين لوبان، وإيمانويل ماكرون، وجان لوك ميلانشون.
ومن جانبه قال الدكتور محمد الألفي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون، إن النسب متقاربة بين المترشحين في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية من الأول إلى الرابع تقريبا، حيث تتقارب النسب بين ماكرون ولوبان وفيون وميلانشون، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن بين كل مرشح والآخر نسبة ضئيلة تشكل الفارق بينه وبين الذي يليه، مشيرا إلى أنها مجرد استطلاعات وليست تصويتا مباشرا.
وأضاف الألفي، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن استطلاعات الرأي أشارت إلى تجاوز ماريان لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، في الدور الأول وسيكون معها في الإعادة إما إيمانيول ماكرون أو فرانسوا فيون، وإن كانت حظوظ ميلانشون بدأت في التصاعد خلال استطلاعات الرأي الأخيرة، موضحا أن لوبان استغلت الحادثة الأخيرة التي وقعت في الشانزليزيه، وبدأت في تخويف الفرنسيين بشكل كبير من هذه العمليات الإرهابية، ولم تهاجم المسلمين عقب هذا الحادث وكانت أكثر وعيا من وسائل الإعلام ولم تقع في الفخ هذه المرة تحديدا، وتحدثت أن في فرنسا ما يسمى بالقائمة "s" ويندرج تحتها أصحاب الجرائم الجنائية والإرهابية والخطرة، وطالبت رئيس الدولة بحماية المواطنين وترحيل بسحب الجنسية من المجنسين المتورطين في مثل هذه العمليات، وفقا لما أقره البرلمان الفرنسي بعد حادثتي "استاد دو فرانس" و"مسرح الباتكلان"، لا سيما أن هناك لاجئين مدرجين على هذه القائمة، وطالبت بإغلاق الحدود والخروج من اتفاقية "شنجن" لضبط حدودها.
وأوضح أنه تم تعليق جميع فاعليات الحملات الانتخابية قبل فترة الصمت باستثناء ميلانشون، الذي أجرى لقاء تقليديا، والحديث الآن عن "ماذا بعد؟"، وبإمعان النظر لا يوجد أي مرشح فيهم بما يقدمه لفرنسا الغد، فماريان لوبان ركزت على فكرة اليمين القومي وهي "فرنسا أولا"، مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الانتخابات حيث كان ترامب دائم ترديد جملة "أمريكا أولا"، والترويج للصناعة الفرنسية وعدم استقبال لاجئين آخرين لعدم إثقال كاهل الدولة الفرنسية على سبيل المثال بمصروفات العلاج والحصول على الدعم.
وعن فيون قال الألفي: "كان رئيسا للحكومة الفرنسية ووزيرا لعدة مرات ويتحدث عن بناء فرنسا جديدة والسيطرة على بعض الملفات، لكن برنار كازنوف، الرئيس الحالي للحكومة، انتقده لطلبه زيادة أعداد الشرطة على الرغم من أنه خفض أعدادها خلال فترة توليه منصب رئيس الحكومة إلى 13 ألف شرطي، كما اتجه لانتهاج نفس أسلوب ماريان لوبان في التصريحات باتجاه اليمين ليدخل على خط مقاومة الإرهاب لمحاولة كسب الأصوات وهذا ما فعله أيضا ماكرون".
وأشار إلى أن حديث وميلانشون عن فرض العقوبات ومحاربة الإرهاب كان غريبا على التيار الذي ينتمي إليه، ولكنه أراد استغلال فترة ما قبل الصمت الانتخابي لكسب أصوات، مشيرا إلى أن 28% من الفرنسيين لا يزالون مترددين ولم يحددوا بعد مرشحيهم، نظراً للفجوة الضيقة بين المرشحين الأربعة الأكثر حظا في استطلاعات الرأي.
وعن إقبال الفرنسيين على صناديق الاقتراع، أوضح أن هناك نسبة كبيرة تخشى الذهاب للتصويت على المرشح الرئاسي، لا سيما عقب حادث الشانزليزيه، وهناك شريحة من الفرنسيين ستنتظر للتصويت في الدور الثاني، حيث يرون أنه حال نجاح لوبان وماكرون وترشحهما للدور الثاني سيذهبون لانتخاب ماكرون.
وأكد أن الوضع السياسي في فرنسا لدى النخب والمثقفين وأصحاب الرؤى يقابله حالة غضب شديدة، فالكل يتحدث أن فرنسا فقدت هويتها ولم تعد دولة باستطاعتها صناعة قرارها السيادي وأصبحت تابعة لألمانيا، موضحا أنه بعد الرئيس الأسبق جاك شيراك فقدت فرنسا من يمثل شخصيتها بسبب عدم وضوح الرؤية.
وشدد على أنه رغم حالة التخبط في استطلاعات الرأي من جانب مراكز الدراسات، إلا أنه لا يمكن إغفال دور المؤسسة الفرنسية في اختيار الذي سيمثل فرنسا خلال المرحلة القادمة، وسط كل هذا الزخم السياسي، لأن الوضع القادم في فرنسا سيكون صعبا.. وفي أوروبا أيضا.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز