مجلة فرنسية تندد بحضور أردوغان "مئوية الحرب العالمية": مولع بالقتال
مجلة "ماريان" الفرنسية تقول إنه "في حين يبتسم أردوغان في باريس، تبكي العائلات في تركيا على الأوضاع الاقتصادية، وتقييد الحريات".
نددت مجلة "ماريان" الفرنسية، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فعاليات إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس.
وذكرت المجلة أن "فرنسا تستقبل أحد الوجوه التي تلطخ صورة تلك الفعالية أردوغان، الأكثر إثارة للقلق"، موضحة أنه "بينما يبتسم في باريس تبكي العائلات في تركيا، وتكتظ سجونه بما لا يقل عن 50 ألف سجين سياسي، بما في ذلك العديد من الصحفيين".
وقالت المجلة: "تستضيف فرنسا نحو 80 من ممثلي الدول والحكومات، لإحياء ذكرى مئوية التوقيع على الهدنة لإنهاء الحرب العالمية الأولى الناجمة عن خطأ مجموعة من المحاربين الحمقى، والنرجسيين المولعين بالقتال"، مشيرة إلى أن" باريس أخطأت باستدعاء أحد هؤلاء الشخصيات (أردوغان) الذين قد يتسببون في تكرار تلك الحرب من جديد".
وأوضحت المجلة أنه "من بين جميع الحضور الوحيد الذي لابد وأن يشعر بالعار، هو أردوغان"، مشيرة إلى أنه "في حين يبتسم أردوغان في باريس، تبكي العائلات في تركيا على الأوضاع الاقتصادية، وتقييد الحريات والسجون التركية المكتظة بالسياسيين والصحفيين الذين تخطى عددهم 50 ألف سجين، فضلاً عن إدراج 14 صحفياً تركياً بصحيفة جمهورييت المعارضة العريقة تحت الرقابة القضائية".
وتابعت "بالإضافة إلى اضطهاد الفنانين والمعلمين والقضاة وضباط الشرطة وأساتذة الجامعات، الذي يزعم بولائهم لفتح الله كولن، وعمليات التطهير العرقي الذي يشنها نظام أردوغان ضد الأكراد".
وأشارت المجلة إلى أنه بعد محاولة الانقلاب الفاشل في تركبا عام 2016 "تخلص أردوغان من أكثر من 150 ألف موظف، وهو أمر غير مسبوق في أي دولة في العالم".
ولفتت المجلة إلى أن عملية التطهير التي يقوم بها النظام التركي تستهدف في حقيقة الأمر النخبة العسكرية العلمانية، والكماليين الموالين لكمال الدين أتاتورك مؤسسة الجمهورية التركية الحديثة، وذلك لصالح القوميين المتطرفين التي وصفتهم المجلة بـ" اللوبي الرمادي، والمافيا".
وذكرت المجلة أنه "يجب القول إن أردوغان يستعين بأسوأ عناصر في القوميين الكماليين، لاستعادة الخلافة العثمانية المزعومة، موضحا أنه "عندما يشير في خطابه إلى تصغير حجم مذبحة الأرمن ويستعين دائما بالمقارنة بالدولة العثمانية (أحد المسؤولين عن اندلاع الحرب العالمية الأولى)، فكيف يدعي رئيس كهذا لإحياء ذكرى انتهائها".
وحذرت المجلة من أنه "معظم خطابات أردوغان للقوميين تحمل كراهية للغرب، ثم بعد ذلك تتم دعوته في فرنسا مع زعماء الغرب"، داعية إلى ضرورة إخراج تركيا من منظمة حلف شمال الأطلسي، موضحة أنه "لعب كعميل مزدوج خلال الأزمة السورية، قدم مع دول التحالف الدولي، وأخرى مع التنظيمات الإرهابية، واليوم يحتل جزءا من شمال سوريا للقضاء على الأكراد".
وتعيش فرنسا حالة من الجدل على خلفية دعوة أردوغان، للمشاركة في الفعاليات، حيث أعرب عدد من الأكاديميين والسياسيين والنشطاء بمنظمات المجتمع المدني في فرنسا عن رفضهم دعوة أردوغان من خلال بيان مشترك تم نشره، في صحيفة "لوموند" الفرنسية.