فرنسا بوجهين.. خريطة الدخل ترسم فوارق حادة في مخاطر الوفاة

كشفت دراسة فرنسية حديثة عن تفاوتات واسعة في مخاطر الوفاة داخل فرنسا، مرتبطة بالمناطق ومستويات الدخل.

أظهرت دراسة جديدة أجراها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا للفترة 2024-2025 فروقات ملحوظة في خطر الوفاة داخل البلاد، سواء بين الأغنياء والفقراء أو بين مختلف المناطق.

بينما يعيش البعض حياة أطول بفضل مستوى معيشي مرتفع وظروف بيئية وثقافية أفضل، يواجه آخرون مخاطر أعلى، خصوصًا في بعض المناطق الشمالية من فرنسا.

وكشفت النتائج أن مناطق هوت دو فرانس تسجل أعلى معدلات الوفاة، بينما تحقق منطقتا باي دو لا لوار وأوكسيتاني أدنى مستويات الخطر؛ إذ يقل احتمال الوفاة فيهما بنسبة 8% مقارنة بمنطقة سنتر-فال دو لوار، التي تم اعتمادها منطقةً مرجعية.

وتبرز الدراسة أن الفوارق الجغرافية تتقاطع مع الفوارق الاجتماعية؛ إذ يمكن أن تصل الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين الأثرياء والفقراء إلى 17 عامًا، نتيجة عوامل ثقافية وسلوكية وبيئية، مثل العادات الغذائية، والتدخين، والتلوث، وتفاوت جودة الرعاية الصحية، بحسب صحيفة "جورنال دو نت" الفرنسية.

وعند احتساب خطر الوفاة وفق الجنس والعمر ومستوى الدخل، تبيّن أن منطقة نوفيل-أكويتين تأتي بعد أوكسيتاني وباي دو لا لوار، مع انخفاض في خطر الوفاة بنسبة 7% مقارنة بالمنطقة المرجعية.

أما في ذيل الترتيب، فتأتي هوت دو فرانس بنسبة وفاة أعلى بـ17%، تليها منطقة غراند إيست (+9%)، ثم نورماندي (+5%).

فوارق كبيرة بين الرجال والنساء

تُظهر الدراسة أيضًا فجوة واسعة في متوسط العمر المتوقع بين الفئات الاجتماعية المختلفة. ففي صفوف الرجال المنتمين إلى أقل 5% دخلًا، يبلغ متوسط العمر المتوقع 72 عامًا، في حين يصل إلى 85 عامًا لدى أعلى 5% دخلًا.

أما النساء فالفجوة أقل، لكنها لا تقل تأثيرًا؛ إذ يمكن للنساء من الفئة الأقل دخلًا أن يعشن حتى 80.1 عام، مقابل 88.7 عام للفئة الأعلى دخلًا. وبذلك، تصل الفجوة بين الرجال من أدنى فئة دخل والنساء من أعلى فئة دخل إلى نحو 17 عامًا.

تأثير الجغرافيا على المخاطر

وعند احتساب خطر الوفاة حسب المنطقة، بغضّ النظر عن مستوى الدخل، تأتي منطقة إيل دو فرانس في المرتبة الأولى، مع معدل وفاة أقل بنسبة 7% مقارنة بالمنطقة المرجعية، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع متوسط مستويات المعيشة.

في المقابل، تظل منطقة هوت دو فرانس في ذيل القائمة؛ إذ يبلغ معدل الوفاة لجميع السكان فيها نسبة 21% أعلى من المعدل المرجعي، نتيجة انخفاض متوسط مستوى المعيشة.