«تصدع» الوحدة قبل الانتخابات.. «مصائب اليسار» عند ماكرون فوائد
قبل أيام قليلة، خرج اليسار الفرنسي بـ"إعلان وحدة" بين 4 أحزاب، ما حرك آمال هذا التيار في الفوز بالاقتراع التشريعي المبكر.
لكن تصدعا سريعا ظهر في جدار الوحدة اليسارية، يهدد فرص هذا التحالف في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة على جولتين في 30 يونيو/حزيران، و7 يوليو/ تموز.
التحالف الذي كان يعد منافسا قويا في الانتخابات المبكرة، لم يصمد سوى يومين، حتى بدأت علامات التصدع في الظهور، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
والشاهد على هذه التصدعات هو إطلاق زعيم اليسار المتطرف، جان لوك ميلنشون، حملة تطهير ضد عدد من الأعضاء في حزبه.
حملة التطهير التي قام بها ميلنشون، رئيس حزب فرنسا الأبية، كانت سبباً في وضع «الجبهة الشعبية الجديدة» (التحالف اليساري) تحت الضغط، بعدما أطاح بالعديد من زملائه الذين انتقدوا مواقفه المتطرفة، من قائمة المرشحين في الانتخابات التشريعية.
كما أدرج ميلنشون في قائمة المرشحين، أدريان كواتنينس، وهو نائب مثير للجدل عن حزب فرنسا الأبية، اتهمته زوجته بالعنف المنزلي.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من زعماء يساريين آخرين، حيث وصفها أوليفييه فور، الزعيم الاشتراكي، بأنها "عملية فاضحة".
انتقادات كبيرة
وقال ألكسيس كوربيير، أحد النواب الغائبين عن قائمة المرشحين بقرار من ميلنشون، لموقع "فرانس إنفو"، إن رفع أسماء مرشحين من القائمة "أمر تافه تمامًا، ويعد تصفية للحسابات، في حين أن التحدي الآن هو منع اليمين المتطرف من الاستيلاء على السلطة".
فيما كتبت السياسية، راكيل جاريدو، على منصة "إكس": "عار عليك يا جان لوك ميلنشون. هذا تخريب. لكن يمكنني أن أفعل ما هو أفضل.. يمكننا أن نفعل ما هو أفضل"، دون أن تذكر تفاصيل إضافية.
ويعتبر منتقدو ميلنشون أن حفاظه على كواتنينس في قائمة المرشحين، "يعد خيانة لمبادئ اليسار النسوية"، فيما تهدد اختياراته للمرشحين، بـ"زعزعة استقرار الجبهة اليسارية المتحدة"، وفق "فايننشال تايمز".
إلى ذلك، قالت مارتين أوبري، عمدة مدينة ليل الاشتراكية، إنها ستدعم مرشحًا آخر لخوض الانتخابات ضد كواتنينس، وهو ما يتعارض مع اتفاق التحالف اليساري الجديد.
انتخابات مضطربة
وفي الوقت الحالي، تسعى الأحزاب السياسية الفرنسية، لتجميع قوائم مرشحيها للانتخابات قبل الموعد النهائي لتقديم هذه القوائم، بعد ظهر اليوم الأحد.
ومن الممكن أن تؤدي الجبهة الشعبية (تحالف اليسار) إلى الإضرار بشكل خطير بحظوظ المرشحين المؤيدين للرئيس إيمانويل ماكرون، عبر جعل التأهل للجولة الثانية من الانتخابات، صعبا للغاية.
لكن التصدعات الحالية في الجبهة اليسارية تصب في مصلحة مرشحي الرئيس الفرنسي، وفق مراقبين.
ومن أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من المقاعد في الانتخابات المنتظرة، يحاول تحالف ماكرون الوسطي عقد صفقات تبادلية في عدد من الدوائر. فيما يعاني حزب الجمهوريين "يمين وسط"، من حالة من الفوضى بعد أن وافق زعيمه، إريك سيوتي، من جانب واحد، على التحالف مع اليمين المتطرف.
وصوت الزملاء الغاضبون في الهيئة التنفيذية لـ"الجمهوريين"، بالإجماع على طرد سيوتي، لكن محكمة في باريس ألغت القرار، مساء الجمعة، ما حرك فوضى كبيرة في الحزب.
وأمس السبت، أعلنت الشرطة الفرنسية أن ما يقارب الخمسين ألف متظاهر شاركوا في احتجاجات على اليمين المتطرف الذي يتصدر نوايا التصويت، وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان ماكرون عن انتخابات تشريعية مبكرة، إثر خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية.