رؤوس "القاعدة ببلاد المغرب" تتطاير.. مصيدة فرنسية أرهقت التنظيم
الذراع الفرنسية القوية بمنطقة الساحل الأفريقي تمثلها عملية "برخان" تمثل مصيدة لرؤوس الإرهاب خاصة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
تلقى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الإرهابي ضربة موجعة أسقطت رؤوس عدد من القياديين بالتنظيم الإرهابي، والتنظيمات الموالية له.
وبعد التكتّم على خبر مقتلهم طويلا أقر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عبر المواقع الموالية التي تنشر أخباره وبياناته، بمقتل قياديين ورؤوس كبيرة في التنظيم.
من بين الرؤوس الإرهابية في تنظيم القاعدة ببلادة المغرب التي تم حصدها وأقر بها التنظيم، محمّد الزّهاوي الليبي، وأبوطلحة الليبي، وأبوعياض التونسي، ويحيى أبوالهمّام، والحسن الأنصاري، ونوح أبومسروق، وأبودجانة القصيمي، وحبيب الأنصاري، ومنصور آغ القاسم الأنصاري.
التنظيم يعترف
ونعى التنظيم أيضا على المواقع التابعة له مقتل يحيى أبوالهمام وهو نائب إياد أغ غالي الذي يرأس جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" العاملة في منطقة الساحل الأفريقي، إضافة إلى "أبودجانة القصيمي" والذي كان ناطقا باسم جماعة "المرابطون" وإرهابيين من جنسيات مختلفة كانوا برفقتهم.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعترف فيها التنظيم بمقتل هؤلاء، وذلك خلال مواجهة مع القوات الفرنسية شمال مدينة تومبوكتو في مالي منذ عام.
والخميس الماضي، أعلنت القوات الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل الأفريقي أنها تمكنت من قتل الإرهابي الجزائري جمال عكاشة المعروف بـ "يحيى أبوالهمام"، أمير إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بيرلي، أكدت مقتل أبوالهمام على أيدي القوات الفرنسية في الساحل "برخان".
- غارة فرنسية تضع نهاية الإرهابي "أبوعياض التونسي".. القصة الكاملة
- مقتل قياديين بالقاعدة بينهم "أبوعياض التونسي" في غارة فرنسية بمالي
المصيدة الفرنسية
الوجود الفرنسي القوي في أفريقيا في مواجهة الإرهاب خاصة بمنطقة الساحل الأفريقي أصبح يمثل مصيدة فرنسية لرؤوس الإرهاب، لا سيما تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حيث ينفق الفرنسيون قرابة 700 مليون يورو كل عام على محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
الذراع الفرنسية القوية بمنطقة الساحل الأفريقي تمثلها عملية "برخان"، حيث ينشر هناك 4500 جندي في إطار العملية العسكرية الطويلة التي تعدّ أكبر عملية عسكرية تخوضها فرنسا خارج أراضيها، كل ذلك من أجل مواجهة خطر الجماعات المتطرفة المسلحة، التي تشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الفرنسية في هذه المنطقة من العالم التي كانت قبل 60 عاماً تحت الاستعمار الفرنسي، ولا تزال منطقة نفوذ ومصدر قوة ترفض فرنسا التخلي عنه.
منطقة الساحل الأفريقي التي تمثل الملعب الخلفي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والشباب والقاعدة وبوكوحرام، وشمال مالي على وجه الخصوص، وهي في الوقت نفسه ساحة مواجهة مباشرة بين الجنود الفرنسيين ومقاتلي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في حرب شرسة بدأت مطلع عام 2013.
بدأت المواجهة الحقيقية عندما حاول المسلحون الإرهابيون الزحف على عاصمة مالي باماكو في الجنوب، بعد 6 أشهر من سيطرتهم على شمال البلاد، لكن الفرنسيين منعوا ذلك عندما أطلقوا عملية "سيرفال" العسكرية التي تحولت لاحقا عام 2014 إلى عملية "برخان".
اليوم يحس الفرنسيون بطعم النصر، وإن كان بحذر كبير، عندما تمكنت قواتهم من قطف كثير من رؤوس "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الكبيرة، خصوصاً تلك الرؤوس التي كانت تشكل تهديداً مباشراً لمصالحهم في هذه المنطقة من العالم، وليس آخرها الجزائري جمال عكاشة، الملقب "يحيى أبوالهمام"، والقيادي بالتنظيم "أبوعياض التونسي" في ضربة موجعة تلقاها تنظيم القاعدة؛ على حد وصف وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بيرلي.
تعاون مخابراتي يستهدف رؤوس التنظيم
أبلغت المخابرات الإيطالية نظيرتها التونسية بداية شهر فبراير/شباط الجاري 2019 بمعلومات دقيقة ومؤكدة تفيد بأن الإرهابي أبوعياض تسلل من ليبيا إلى تونس، وسط أنباء عن وجود علاقات بين "أبوعياض" وتنظيم الإخوان الإرهابي وتحديدا حركة النهضة التونسية.
وأظهرت المعلومات الاستخبارية أن الإرهابي "أبوعياض" دخل إلى تونس عبر معبر الذهيبة وازن منذ حوالي شهر، وقد عاد للتراب الليبي من نفس المعبر باتجاه مدينة أوباري ومنها إلى منطقة أم الغرانيق في الهروج الواقعة وسط الصحراء إلى الجنوب الشرقي لطرابلس، والجنوب الغربي لبنغازي، حيث نقلت الجماعات المتطرفة نشاطها.