جنرال فرنسي لـ"العين الإخبارية": ماكرون أضاع فرصة تاريخية في أوكرانيا
اعتبر الخبير في تسيير المخاطر الجيوسياسية الجنرال جون برنارد بينتابا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كان بإمكانه أن يلعب دورا تاريخيا" عندما كان رئيس الاتحاد الأوروبي حيال الحرب الروسية الأوكرانية، بعدم قبول عضوية أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وأوضح الجنرال جون برنارد بينتابا، نائب رئيس معهد "جيوبراغما" الفرنسي للأبحاث في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيس الفرنسي كان يكفي أن يقول إن فرنسا لن تقبل أبدا انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وبخصوص مواصلة أوكرانيا التقدم بطلبات لعضوية الناتو حذر الجنرال جون برنارد بينتابا من أن المواجهة بين الناتو وروسيا ستؤدي حتما إلى حرب نووية تريد واشنطن تجنبها تماما.
وفيما يتعلق بنطاق الحرب الروسية الأوكرانية أشار المتحدث أن "هدف الولايات المتحدة هو الإبقاء على هذه الحرب في محيطها الحالي لأن هدف واشنطن هو منع أي تحالف استراتيجي بين أوروبا وروسيا وإضعاف روسيا وأوروبا.
وفي رده على سؤال حول احتمال اندلاع حرب نووية، شدد الخبير في الشؤون الجيوسياسية أن "هناك 9 دول في العالم تمتلك أسلحة نووية، بما في ذلك قوتان عظميان، روسيا والولايات المتحدة، لا يمكن لروسيا حماية أراضيها، التي تساوي 35 ضعف حجم فرنسا إلا بالأسلحة النووية، إذ ليس لديها الوسائل العسكرية والاقتصادية لامتلاك جيش تقليدي كافٍ لصد هجوم تقليدي واسع النطاق".
اعتبر نائب رئيس معهد "جيوبراغما" الفرنسي للأبحاث أن الحرب في أوكرانيا هي "حرب محدودة في شكلها الرسمي بين روسيا وأوكرانيا، لكنها في الواقع حرب تريدها الولايات المتحدة لتجنب أي تحالف استراتيجي لأوروبا الغربية مع روسيا، إذا حدث هذا التحالف لكان قد أضعف الهيمنة التي مارسها المعسكر الأنجلو ساكسوني على العالم منذ نهاية الاتحاد السوفياتي".
وإلى أبرز ما جاء في الحوار..
أزمة، حرب، صراع، أو حتى غزو، تتغير المصطلحات من وسيلة إعلام إلى أخرى أو حتى من دولة إلى أخرى، فما الطبيعة التي تمنحها لـ"الوضع" في أوكرانيا؟
الحرب في أوكرانيا هي حرب محدودة في شكلها الرسمي بين روسيا وأوكرانيا، لكنها في الواقع حرب تريدها الولايات المتحدة لتجنب أي تحالف استراتيجي لأوروبا الغربية مع روسيا، إذا حدث هذا التحالف لكان قد أضعف الهيمنة التي مارسها المعسكر الأنجلو ساكسوني على العالم منذ نهاية الاتحاد السوفياتي.
كيف تقيم أداء الرئيس الأوكراني حتى الآن؟
بالنسبة لي، أعتقد أن زيلينسكي هو خادم للمصالح الأمريكية ويخضع تحت سيطرة تامة لواشنطن، لكنه قام بأمرين لمحاولة تصعيد هذا الصراع (تخريب جسر القرم وإطلاق صاروخ S300 باتجاه بولندا)، فمن الظاهر أنه يسعى لأن يصبح لاعبا رئيسيا على مستوى هذه العلاقة التي لا توفر له أدنى فرصة لاستعادة المفقود.
أوكرانيا تواصل تقديم طلباتها لعضوية الناتو دون أي رد إيجابي، كيف نفهم ما يمكن تسميته بمماطلة الناتو في الاستجابة لكييف؟
المواجهة بين الناتو وروسيا ستؤدي حتمًا إلى حرب نووية تريد واشنطن تجنبها، وهو ما يتضح من رفض بايدن في أوائل مارس/آذار إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا الذي كان سيؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الطيارين الروس ونظرائهم الأمريكيين مع مخاطر التصعيد الحتمية. لقد رأيناها مرة أخرى بصاروخ S300 الذي سقط في بولندا. بينما ادعى زيلينسكي أنه صاروخ روسي، نفت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ذلك على الفور.
هل يمكن أن يقبل الناتو ضم أوكرانيا لعضويته؟
ستكون حربا نووية عالمية، لا.. هدف الولايات المتحدة هو الإبقاء على هذه الحرب في محيطها الحالي لأن هدف واشنطن هو منع أي تحالف استراتيجي بين أوروبا وروسيا وإضعاف روسيا وأوروبا، لأنه إذا كان هناك هذا التحالف سوف ينشأ عالم متعدد الأقطاب من شأنه أن يلقي بظلاله على المواجهة بين الولايات المتحدة والصين من أجل التفوق العالمي، تريد الولايات المتحدة البقاء في عالم ثنائي القطب، حيث تظل أوروبا راسخة في العالم الأنجلو ساكسوني حتى لو كان ذلك يعني رمي روسيا في أحضان الصين.
روسيا تلوح بين وقت وآخر باستخدام السلاح النووي.. هل هذا الاحتمال قائم؟
هناك 9 دول في العالم تمتلك أسلحة نووية، بما في ذلك قوتان عظميان، روسيا والولايات المتحدة. لا يمكن لروسيا حماية أراضيها التي تساوي 35 ضعف حجم فرنسا إلا بالأسلحة النووية، إذ ليس لديها الوسائل العسكرية والاقتصادية لامتلاك جيش تقليدي كافٍ لصد هجوم تقليدي واسع النطاق.
القانون الاستراتيجي الذي لم يُطرح أبدا هو أن القوة النووية لا تحمي أراضيها فحسب، بل تتمتع تقريبا بالحرية الكاملة للعمل العسكري في المناطق التي تعتبرها وحدها حيوية لأمنها، رأينا ذلك في عام 1963 أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. نراها اليوم في أوكرانيا، حيث تعد روسيا الدولة النووية الوحيدة التي تعتبر أن مصالحها الحيوية مهددة، سنرى ذلك غدًا في تايوان إذا أعلن التايوانيون بالصدفة استقلالهم ورفضهم أن يكونوا جزءًا من "الصين الكبرى" من الآن فصاعدًا.
على المستوى الدبلوماسي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اتصال دائم ببوتين، ما هو دور ماكرون على وجه التحديد؟ وكيف يمكن تقييم الدور الدبلوماسي الذي لعبه؟
لسوء الحظ لا يتعدى الأمر أن يكون دبلوماسية للاستهلاك الداخلي، كان بإمكان الرئيس ماكرون أن يلعب دورًا تاريخيًا عندما كان رئيس الاتحاد الأوروبي وكان يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اندلاع الحرب. كان يكفي أن يقول إن فرنسا لن تقبل أبدًا انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وأنه قدم نفس الالتزام تجاه الاتحاد الأوروبي، ولكن بسبب الأيديولوجية الأطلسية وانعدام الشجاعة فقد الفرصة للعب دور تاريخي.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز