بالصور.. باريس تحت وطأة الاحتجاجات.. نهب بنوك وحرق سيارات
المتظاهرون صعدوا أعلى قوس النصر، والحكومة تعترف بالفشل واتجاه لفرض حالة الطوارئ في البلاد
للأسبوع الثالث على التوالي تواصلت مظاهرات حاشدة في فرنسا تخللتها أعمال شغب، احتجاجا على زيادة الضرائب على المحروقات وزيادة أسعار الوقود.
أعمال العنف، التي اجتاحت العاصمة الفرنسية باريس، عكست عجز قوات الأمن عن التصدي للمخربين، فيما اعترفت الحكومة بفشلها في احتواء الأزمة.
- الشرطة الفرنسية تتأهب لمواجهه محتجي "السترات الصفراء"
- صدامات في باريس بين الأمن ومحتجي "السترات الصفراء"
وعرضت وسائل الإعلام الفرنسية مشاهد مختلفة لسرقة بنوك، وحرق سيارات، وحالات اعتداء على قوات الأمر، بينما انتشرت متاريس المحتجين في كل مكان.
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أنه "بعد يوم عاصف من الاشتباكات كانت العاصمة باريس مسرحا للعديد من الحوادث من أعمال العنف والفوضى، بينها ساحة الأوبرا، وشارع ريفولي، وكليبر، وتكررت نفس مشاهد الفوضى في أماكن مختلفة من العاصمة".
وأضافت الصحيفة أن عددا من المحتجين أقدم على "سرقة بنوك ومصارف، وإحراق سيارات، واستخدام محتويات منازل لإقامة متاريس في الشوارع، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لمواجهة عنف المتظاهرين".
وفي ساحة بوليفار، أضرم المتظاهرون النيران، ومنعوا سيارات الإطفاء من الوصول إلى مواقع الحريق.
كما تجمع نحو 300 فرنسي في ساحة الأوبرا وشارع يربط سجن الباستيل بساحة الكونكورد، كما تجمعوا أمام متحف اللوفر".
من جانبها، أعربت عمدة باريس آن هيدالجو، عن استيائها العميق وحزنها الكبير مما تواجهه باريس من أعمال عنف على هامش مظاهرات "السترات الصفراء".
وعن التطورات على الأرض، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن متظاهري السترات الصفراء صعدوا إلى أعلى "قوس النصر"، ذلك الرمز الذي يعد جزءا من تاريخ فرنسا، الأمر الذي يشير إلى دلالات ومرحلة خطيرة وصل إليها المتظاهرين في ظل غياب رد أو موقف رسمي من قبل الحكومة.
بدوره، اعترف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر، بأن الحكومة أساءت إدارة الأزمة لا سيما فيما يتعلق بعملية الانتقال البيئي (في إشارة إلى الإجراءات الحكومية لتعزيز استخدام الدراجات الهوائية لحماية البيئة) وسوء التواصل مع المتظاهرين.
وصرح كاستنر لمحطة "بي.إف.ام.تي.في" الفرنسية، أمس السبت "أنه أسيء فهمنا في عملية الانتقال البيئي، وندرس كل الإجراءات التي ستسمح لنا بفرض مزيد من الإجراءات لضمان الأمن"، مضيفا أن "كل ما يسمح بتعزيز ضمان الأمن، لا محرمات لدي وأنا مستعد للنظر في كل شيء".
وكانت نقابة الشرطة طلبت، مساء أمس السبت، فرض حالة الطوارئ الذي اقترحته أيضا نقابة مفوضي الشرطة الوطنية. وقال نائب رئيس ثاني أكبر نقابة للشرطة فريديريك لاجاش: "نحن في أجواء عصيان"، مضيفا "يجب التحرك بحزم".
وحول الأحداث التي شهدتها العاصمة، كتبت نقابة مفوضي الشرطة الوطنية على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "في مواجهة حركات عصيان، يجب التفكير في إجراءات استثنائية لحماية المواطنين وضمان النظام العام، وحالة الطوارئ جزء من هذا".
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "لن يرضى أبدا بالعنف" الذي اندلع في باريس لأنه لا يمت بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع"، مضيفا أن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسَبون على أفعالهم أمام القضاء".
رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب علق بدوره على الأحداث قائلا إن "حكومته ملتزمة بالحوار"، وشدَّد على ضرورة احترام القانون، كما أعرب عن صدمته من الهجوم على رموز فرنسية.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن العدد الكلي للمحتجين في أنحاء البلاد بلغ 36 ألف محتج بينهم 5500 في باريس، كما تم اعتقال نحو 287 شخصا، فيما أصيب أكثر من 101 شخص بينهم 11 من قوى الأمن، وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصى اليمين وأقصى اليسار إلى حركة "السترات الصفراء".
وأمام أحداث الشغب التي شهدتها العاصمة الفرنسية أغلقت السلطات 19 محطة مترو.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز