بالصور.. فرنسيس بابا السلام.. قصة "رجل يحترم كلمته"
الفيلم الذي أنتج بموافقة الفاتيكان، يبرز حرص قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على التواصل مع كل سكان الأرض تعزيزا للسلام
ما أن تم الإعلان عن انتخاب قداسة البابا فرنسيس لمنصب بابا الكنيسة الكاثوليكية، سارع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إرسال برقية تهنئة، اعتبر فيها تلك الخطوة بمثابة "انفتاح على المستقبل".
- "البابا فرنسيس".. سيرة الإنسانية والتسامح الديني في العالم
- أسوشيتد برس: زيارة البابا فرنسيس الأولى للخليج تعزز حوار الأديان
كانت البرقية التي يلتقي طرفاها على أرض الإمارات تحت مظلة الحوار بين الأديان، عنواناً لاستئناف العلاقة بين المؤسسة الإسلامية الأبرز ونظيرتها المسيحية بعد قطيعة شهدتها فترة البابا بنديكت السادس عشر.
ولعل البرقية كانت مؤسسة على معرفة بتاريخ طويل لـ"الحبر الأعظم" المولود في الأرجنتين واشتهر منذ كان رئيساً لأساقفتها بالبساطة والبعد عن التكلف، فلا يجد حرجاً في المجاهرة بعشقه للرياضة وأن فريق "سان لورينزو" الأرجنتيني هو المفضل لديه.
"البابا المغرد" الذي يتابعه نحو 20 مليون شخص على "تويتر"، خاصة من الشباب، لا يلقي بالاً للقواعد البروتوكولية التي قيدت سابقيه وتعنيه المعاني الإنسانية لتصرفاته واختياراته التي تصب كلها في خانة السلام العالمي، وهو ما جعله محل احترام في العالم كله.
في مسقط رأس البابا، الأرجنتين، رحب رجال الدين المسلمون بانتخابه انطلاقاً من أنه "أظهر نفسه دائماً كصديق للمجتمع الإسلامي"، وأنه "يقف موقف الداعم للحوار"، وفق بيان لهم.
بني هذا الرأى على مواقف الرجل حينما كان رئيساً لأساقفة الأرجنتين؛ حيث زار مسجداً ومدرسة للمسلمين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، داعياً إلى تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام. فضلاً عن ذلك، لخص ممثل لمسلمي الأرجنتين موقفهم من البابا بالقول إنه أسهم في الحوار بين المسيحيين والمسلمين خلال عقد من الزمان.
هذه الخلفية تجعل مسلك البابا فرانسيس منذ انتخابه بديهياً، فهو نصير الفقراء، القريب من الشباب والمراهقين، محب الطبيعة، مهمته "الدفاع عن السلام في عالم تتقاذفه الحروب"، حسب تعبيره.
نحن أيضاً أمام "رجل يحترم كلمته"، وهذا عنوان فيلم وثائقي يستعرض فيه المخرج الألماني فيم فيندرز مسيرة البابا متكئاً على مواقف ولقاءات منتقاة من رحلاته حول العالم.
كما أن الفيلم يستعرض مجموعة من المقابلات والمواقف المميزة التي تخللت سفريات البابا حول العالم ويظهر فيه متحدثاً باللغة الإسبانية، إحدى اللغات الثماني التي يجيدها كما يظهر في تغريداته.
والفيلم الذي أنتج بموافقة الفاتيكان، يبرز حرص البابا على التواصل مع كل سكان الأرض تعزيزاً للسلام، الذي هو العنوان الأبرز في زيارته الإمارات التي تمثل منعطفاً في الحوار العالمي، حرصاً على القيمة الأعظم التي تربط بين البشر وهي الإنسانية.