مفاوضات الترسيم مع لبنان.. خلافات بإسرائيل ووساطة فرنسية وغضب أمريكي
مع تصاعد الخلافات بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية تسعى فرنسا للتوسط بين الطرفين للوصول لاتفاق "يعود بالنفع على البلدين".
الاتفاق حول ترسيم الحدود أثار خلافات حادة في الداخل الإسرائيلي قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث تسعى حكومة يائير لابيد لتحقيق اختراقات كبيرة في طريق الاتفاق، واتهامات من المعارضة بالخضوع لتهديدات حزب الله، والتنازل عن كمية كبيرة من حقول الغاز.
الخلافات الإسرائيلية اللبنانية تكمن في نقطتين رئيسيتين، الأولى: تمسك إسرائيل بأن تنطلق نقطة ترسيم الحدود من خط "الطفافات" الأمر الذي يرفضه لبنان، ويشدد على تمسكه بحدوده الدولية، وترك المنطقة الأمنية الحدودية تحت السيادة اللبنانية ومراقبة قوات "اليونيفيل"
وخط "الطفافات" بطول 7 كلم يمتد من رأس الناقورة غرباً، بينما طول الحدود البحرية الدولية الرسمية 130 كلم، أي أنه لا يتعدى الـ10% من مساحة الحدود البحرية.
والنقطة الثانية، حول حقل "قانا" الذي وافقت إسرائيل على أن يكون تحت السيادة اللبنانية الكاملة، حيث يتمحور الخلاف حول كيفية حصول إسرائيل على تعويضات عن الجهة التي تقع جنوب (خط 23) ويفترض تتبعها.
فرنسا دخلت اليوم السبت على خط الوساطة، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه أنها ستساهم بنشاط في الوساطة الأمريكية الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان".
وأكدت أن الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، ما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة، داعية جميع الجهات الفاعلة للعمل على ذلك.
المواقف اللبنانية والإسرائيلية بشأن بنود الاتفاق أثارت غضب واشنطن، حيث أعربت الإدارة الأمريكية عن غضبها من تصرفات الطرفين، ورفضهما مسودة الاتفاق.
وقالت المصادر إن واشنطن فوجئت بالتحفظات اللبنانية على مسودة الاتفاق التي عرضها عليها أموس هوكستاين، ومن الرفض الإسرائيلي الحاد لها، وأبلغتهما بأنه ما كان يجب الخروج بتلك التصريحات من الطرفين، وأكدت رغبتها في رؤية تقدم جديد في المفاوضات.
اتفاق ترسيم الحدود تحول إلى مادة للصراع بين الحكومة والمعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يتهم زعيم المعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة بالرضوخ لتهديدات حزب الله، والتنازل عن كمية كبيرة من حقول الغاز.
خلافات بإسرائيل
وهدد بأنه لن يلتزم بالاتفاق في حال نجاح حزبه بانتخابات الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، وتوليه منصب رئاسة الحكومة.
مسودة المقترح، التي طرحها الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، وقدمها إلى الجانبين الإسرائيلي واللبناني، تتضمن مجموعة من الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وحظيت مسودة الاتفاق، التي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها، بترحيب مبدئي من جانب الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، ولكن تحت ضغط معارضة داخلية من الجانبين طلب لبنان من المبعوث الأمريكي عدة تعديلات.
وبالنسبة لإسرائيل فإن المقترح الأمريكي يمنحها السيطرة الكاملة على حقل كاريش مقابل أن يحصل لبنان على جزء كبير من حقل "قانا"، كما ستحصد إسرائيل جزءا من الأرباح اللبنانية من أي غاز يتم العثور عليه في المنطقة الخلافية جنوب قانا.
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وتتوسط واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو/أيار 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية قبل أن يتم استئنافها.
والخميس، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي أن ترسيم حدود بلاده البحرية مع إسرائيل على مشارف الإنجاز، معتبرا أنه غير ذلك "نتفادى حربا أكيدة في المنطقة".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز