من تفاؤل لتصعيد.. لماذا تجمد اتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان؟
طغت تقديرات التصعيد، اليوم الخميس، على احتمالات الاتفاق، التي سادت بالأيام الأخيرة، حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.
ومع ذلك فإن الولايات المتحدة، التي تتوسط بين البلدين، لم تفقد الأمل بإمكانية إنهاء الخلافات والتوصل إلى اتفاق.
واجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، مساء الخميس، لبحث الاقتراح الأمريكي بترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وقال موقع (واللا) الإخباري نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن الكابينت "فوض رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الدفاع بيني جانتس ورئيس الوزراء المناوب نفتالي بينيت لاتخاذ قرارات في سيناريو التصعيد على الحدود الشمالية دون الحاجة إلى عقد مجلس الوزراء مرة أخرى".
أما الهيئة العامة للبث الإسرائيلي فقد نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي إن "فرصة التصعيد زادت بسبب الخلافات في المفاوضات مع لبنان".
ومع ذلك، قال مصدر سياسي إسرائيلي للقناة الإسرائيلية (12): "لم ينته الأمر حتى ينتهي، ولكن ليس هناك الكثير من الوقت للنجاح".
وأضافت القناة الإسرائيلية: "هناك فرص أقل في أن تتوصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية قبل الانتخابات الإسرائيلية. وهكذا في غضون أسبوع، تغير اللحن في إسرائيل، من لحن متفائل تقريبا إلى طبول الحرب، أو على الأقل التهديدات".
وفي هذا الصدد، فقد نقلت عن مصدر أمريكي قوله: "على الرغم من الأجواء، يمكن التوصل إلى اتفاق خلال أيام. وستستمر المحادثات طالما لم يفجر أي من الجانبين المفاوضات".
وأشارت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إلى أن الكابينت "ركز على التحضيرات لتصعيد محتمل في أعقاب التطورات الأخيرة".
وقالت: "حضر مناقشة مجلس الوزاري المصغر أيضا جميع كبار المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات العسكرية، ورئيس الموساد، ورئيس جهاز الأمن العام".
وأضافت: "أحد القرارات التي تم اتخاذها حتى قبل المناقشة وحصل على موافقة متجددة هذا المساء هو استخراج الغاز من منصة كاريش، بغض النظر عن الاتفاق".
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية (12): "إسرائيل ستستخرج الغاز من منصة كاريش في أقرب وقت ممكن".
وذكر مسؤول سياسي إسرائيلي كبير: "إذا حاول حزب الله أو أي شخص آخر إلحاق الضرر بمنصة كاريش أو تهديدنا، فإن المفاوضات بشأن الخط البحري ستتوقف على الفور وسيتعين على حسن نصر الله أن يشرح للشعب اللبناني لماذا ليس لديهم منصة غاز أو مستقبل اقتصادي".
تفاصيل داخلية
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لابيد في ختام اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت): "إن إدارة بايدن تحاول الضغط على لبنان للتراجع عن بعض ملاحظاتها أو تحفظاتها من أجل التوصل إلى اتفاقية الغاز وفق الصيغة الأصلية التي وضعها المبعوث عاموس هوكشتين".
وأضاف لابيد، بحسب عدد من الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع وتحدثوا لموقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي: "نحتاج إلى تجنب هتافات الحرب.. نحاول التوصل إلى اتفاق أيضًا الآن".
وأشار الموقع، في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إلى أنه بحسب أربعة وزراء شاركوا في اجتماع (الكابينت)، أعرب جميع الوزراء عن دعمهم للنسخة الأصلية للاتفاق وقالوا إنها تخدم المصالح الإسرائيلية وأيدوا قرار لابيد برفض الطلبات اللبنانية بالتعديل.
وأشار وزير شارك في الاجتماع: "لم يقل أحد إن الاتفاقية الأصلية لم تكن جيدة".
وقال وزيران شاركا في الاجتماع إن رئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت أكد أن "هذا اتفاق صحيح وجيد وهاجم رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو بسبب تصريحاته غير مسؤولة حول موضوع الاتفاق".
ونبها إلى أن وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، التي أعربت أيضًا عن دعمها للاتفاق، وسألت المستشارة القانونية للحكومة غالي بيهاريف ميارا عن المنتدى الذي ينبغي أن يوافق على الاتفاقية.
وتابعا: "قالت المستشارة القانونية للحكومة إن الحكومة هي الهيئة التي ينبغي أن توافق على الاتفاق، ويجب أن تقرر الحكومة أيضًا ما إذا كانت ستحيل الاتفاقية إلى الكنيست للعلم فقط أو للموافقة عليها عن طريق التصويت".
وأشارا إلى أنه بحسب ثلاثة وزراء شاركوا في الاجتماع، أعرب جميع رؤساء الأجهزة الأمنية عن دعمهم للاتفاقية كما قدمتها الولايات المتحدة.
وقالا: "رئيس الأركان أفيف كوخافي إن جميع المتطلبات الأمنية للجيش الإسرائيلي قد تم الوفاء بها في الاتفاق، إنه يحمي مصالحنا الأمنية وحريتنا في العمل".
وأضاف: "قال رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يريد الاتفاق أيضا لأنه يدرك أنه يخدم لبنان وهو غير مهتم بشن حملة عسكرية مع إسرائيل في الوقت الحالي".
واستدرك الموقع: "ومع ذلك، فإن أحد التقديرات الاستخباراتية التي تم التعبير عنها في الاجتماع هو أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وبدأت إسرائيل في إنتاج الغاز من حقل كاريش، فقد يأمر نصر الله برد لأنه قد تعهد بالفعل بهذا الأمر علنًا".
وقبيل اللقاء، أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس للجيش بالتأهب لاحتمال التصعيد على حدود لبنان بعد الانتكاسة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، أن "وزير الدفاع بيني جانتس، أجرى اليوم، تقييماً للوضع مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، والمدير العام لوزارة الدفاع ورئيس مديرية عمليات جيش الدفاع".
وأضافت: "في ضوء تطورات مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان، وجه الوزير جانتس، خلال التقييم، المؤسسة الدفاعية للاستعداد لأي سيناريو تصاعد فيه التوترات في الساحة الشمالية، بما في ذلك الاستعداد الدفاعي والهجومي".
وكانت إسرائيل أعلنت رفض رئيس الوزراء يائير لابيد للتعديلات اللبنانية على مسودة الاقتراح الأمريكي لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.