"إنهاء إفلات أردوغان من العقاب".. عريضة لمنظمات فرنسية
طالبت منظمات فرنسية بفرض عقوبات على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحظر جميع الهياكل والمؤسسات التابعة للنظام التركي.
ووقعت 10 منظمات فرنسية عريضة التماس للمطالبة بفرض عقوبات على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب توتراته في منطقة شرق المتوسط، والعبث بأمن أوروبا، مطالبين بحظر جميع الهياكل والمؤسسات التابعة للنظام التركي.
ودعت المنظمات الموقعة على الالتماس، البرلمانيين والمسؤولين المنتخبين أن يقيّموا الوضع، وأن يتبنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دون تردد جميع قرارات المصلحة العامة التي تفرض في مواجهة التهديد الذي يمثله أردوغان.
وتحت عنوان "حان الوقت لاتخاذ إجراءات لإنهاء إفلات الطاغية أردوغان من العقاب"، قالت مجلة "ماريان" الفرنسية، إن مجلس تنسيق المنظمات الأرمنية في فرنسا (CCAF) والمجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا (CDK-F)، والجالية القبرصية في فرنسا، وجمعية فرنسا-قبرص، وجمعيات أخرى تندد بـ"اللعبة الخطيرة" التي يلعبها أردوغان في أوروبا، لاسيما فرنسا.
وأضافت المجلة الفرنسية، أن "استراتيجية الغزو العثمانية الجديدة هذه تنبع من السياسة التوسعية للسلطان الجديد في المنطقة".
وقال الموقعون على العريضة في بيانهم:" إن ميول المذبحة التي تجلت ضد الفرنسيين من أصل أرمني في فيينا وديسين وديجون في 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أعمال العنف من نفس الطبيعة التي وقعت في ديسين في 24 يوليو/تموز، تشير إلى أن التدخل الفاشي لأردوغان وصل إلى مستوى جديد.
وأشار البيان إلى أنه "قد تم التعبير عن هذا بأسوأ طريقة مع اغتيال ثلاثة نشطاء أكراد في باريس في 9 يناير/كانون الثاني 2013 دون عقاب، وهي الآن تأخذ منعطفاً مع محاولات إضفاء طابع جماهيري على طموحات الإسلام السياسي الذي يقوده أردوغان لمد نفوذه إلى فرنسا بدعم وتمويل تنظيمات الإخوان."
استراتيجية الغزو العثماني الجديد
ووفقاً للبيان فإنه :"ليس من قبيل المصادفة على الإطلاق أن تأتي الهجمات الإرهابية المروعة في كونفلان-سانت أونورين ونيس، موضحاً أن تلك الهجمات التي شهدتها فرنسا في تلك الأحياء المقتظة بالجالية التركية نتيجة لخطاب الكراهية الذي ألقاه أردوغان ضد فرنسا".
ويشير الموقعون على عريضة الإلتماس إلى أن استغلال المساجد الخاضعة لسيطرة أنقرة كأداة، وإنشاء فروع لحزب العدالة والتنمية في أوروبا، ونشر إيديولوجيات إنكار الإبادة الجماعية لتركيا ضد الأرمن، كلها عوامل غزو تشكل خطورة على الانسجام المجتمعي والديمقراطية للجمهورية الفرنسية.
وفيما يتعلق بالتوترات في شرق المتوسط، أشار البيان إلى أن استراتيجية الفتح العثمانية الجديدة هذه تنبع من السياسة التوسعية للسلطان الجديد في منطقته.
فبعد طعن المقاومة الكردية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا في الظهر العام الماضي، بات النظام التركي يستفز أوروبا علانية، منتهكاً المجال البحري لليونان وقبرص، لفرض سياسة الأمر الواقع للاحتلال غير قانوني لهذه الجزيرة.
كما لفت البيان إلى التدخل العسكري التركي في الصراع الليبي، ومواصلة مشروع التطهير العرقي ضد أرمن ناجورنو كاراباخ، ولا سيما إرسال مرتزقة سوريين إلى ذلك الإقليم وتقديم أحدث المعدات العسكرية والأسلحة غير التقليدية لأذربيجان.
وفي شمال سوريا، تواجه المناطق الكردية -عفرين ورأس العين وتل أبيض- التي تحتلها تركيا وعناصرها الإرهابية، جرائم حرب وانتهاكات يومية، إذ يقوم النظام التركي بتطهير عرقي للأكراد والآشوريين الكلدان والأرمن هناك، واليوم يستعد أردوغان لمد غزوه إلى الشريط الحدودي الشمالي السوري بأكمله، وفقاً للجمعيات الفرنسية الموقعة على البيان.
وتقترن هذه السياسة التركية الإمبريالية التي تهدف إلى إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية داخل تركيا بقمع شرس للمجتمع المدني والقوى الديمقراطية والمثقفين والصحافة، حيث تغرق البلاد في أزمة اقتصادية.
ولفت البيان إلى أن عدد ضحايا حماقات أردوغان المليئة بالغطرسة، بلغ الآن عشرات الآلاف، ويمكن أن يمتد عددهم إلى أوروبا، إذا استمرت أوروبا التراخي تجاه هذا المستبد الخطير على نفسه وعلى الآخرين.
وشدد البيان :"لقد حان الوقت لنقول "توقف" لهذا الطاغية، الذي أسس نظام تركي إجرامي وسلطوي، نتيجة تغافل وتنازلات أوروبا"، داعين أوروبا إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها احتواء التهديد، بشكل خاص حظر جميع الهياكل التابعة لهذا الديكتاتور، وعلى فرنسا منع النظام التركي من ارتكاب هذه الجرائم المروعة مرة أخرى على الأراضي الفرنسية باغتيال الشخصيات الكردية على أراضيها.